المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 08:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2010, 12:03 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد (Re: adil amin)




    السُخــرة


    يبدو أن المأمور وازن بين المواقف, فانتهى به التحليل, بأن بقاءه في وظيفته ومركزه, مرهون بإهانة هؤلاء البؤساء وإذلالهم.. فالرئيس من خلال غضبه,وفقده لأعصابه, أرسل إشارات حاسمة, لإحداث نتائج ملموسة, حتى لا ترتفع هامة من بعدها.. والسبيل إلى ذلك, عند المأمور معروفة.. ومن ساعتها عقد العزم, على أن تكون أيام هؤلاء المارقين عن الملة المستقيمة، جحيماً لا يطاق.. فقد شهدت له الأيام جبروتاً, في فنون الرقابة والإدارة, ما عرفه كوبر من قبل.. ورغم الإبداع في البطش,إلا أنه فيما بدا له أن نزلاء كوبر, ممَّن هم على شاكلة من عنيهم الرئيس, يحتاجون لبدع جديدة, تصادر الأصوات والإرادات.. وهو لها إذن!! فمن غيره؟؟ ومن لحظتها بدأنا نرى العجب!!
    أُخذنا جميعاً إلى ساحة قريبة, تجاور سور كوبر الجنوبي الشرقي, على الأرض الزراعية الممتدة على شاطئ النيل الأزرق.. كان ذلك قبل الفجر بقليل.. هناك أجبرنا على الوقوف في أربعة صفوف طويلة, في شكل طابور عسكري.. وأُجبرنا أيضاً, أن نقف في حالةٍ (انتباه).. وهذا معناه أن نقف كالأصنام, بلا حركة, حتى وإن رأيت أسداً هائجاً يريد ان يفترسك.. هكذا قال لنا عسكري السجن..
    وحينما انزاحت العُتمة قليلاً بضوء الفجر الخافت, بدت لنا تلال من الحجارة والطوب والرمل, وصفائح الزنكي والأخشاب, وكمر الحديد.. اعتلتنا الحيرة وقتلنا الفضول.. وتنادت تساؤلاتنا الصامتة, كأنما تستغيث ببعضها من مجهول يتجهمها.. ما علاقتنا نحن بهذه التلال؟!
    طال الانتظار وطال وضع وقوف (الانتباه).. أكتمل بزوغ الشمس, فاكتسى الموقع الفسيح المفتوح, بأشعة مرَّكزة اللهيب.. وسال العرق على الوجوه والأجساد.. وامتلأت النفوس, قيظاً وغيظاً.. وحينما ضاقت بهم الساحة بما رحبت, أخذ الوهن يدب في النفوس بطيئاً,غائراً في العظام.. فتحاورت الأرواح في ملكوت أخر, خارج إطار الزمان والمكان, وانتهى بها الحال إلى صوت موَّحد يبوح؟ ألاَّ يضْعفن منكم أحد..
    في التاسعة صباحاً, ظهر المأمور, سميناً مترهلاً, تطفح أثار النعمة من كل مسام وخلجة من جسمه.. ونحن على نفس حالنا لما قبل الفجر.. عذاب منقطع النظير, وقد بلغ منا التعب والإرهاق مبلغه.. وتساقط بعضنا من حرارة الشمس التي أخذت تشتد, وإدارة كوبر على يقين بهذه النتيجة, وهو أمر معروف سلفاً.. ولكنها الاستهانة بالناس, إذ من المعروف بأن شمس الخرطوم تصرع أعتى فيل في إفريقيا والهند..فما بال أهل كوبر؟!
    واضح مما تم بعد ذلك, أن الخطة كانت مُعَّدة سلفاً.. وأن الأمور جميعها مرتبة على أكمل وجه.. قال احد الضباط: هذا عمل المأمور وحده, جاء به إلينا للتنفيذ.. ونحن في مثل هذه الحالات نعرف حدودنا, ولا نتجاوزها.. للمأمور علامات, نستشعرها بقرون استشعارنا, دون أن يفصح هو عنها للتنفيذ, بلا مناقشة..نُفَّرق غيباً بين ما هو آجل, وبين تلك المصنفات التي لا يرغب في مناقشتها وأخذ رأي بشأنها.. فهي من العاجلات في التنفيذ الفوري.. وعلى هذا الأساس جاء الحرص, والتلبية التي لا تتحمل التلكؤ..
    حضر المأمور شخصياً, ليشهد نمو جنينه بنفسه, وهو يتطور من مرحلة إلى أخرى, عذابات متصلة,حتى النهايات.. ولا شيء يهم!! حتى الموت!!
    بدأ الضابط ينادي أسماء كل مجموعة على حدة.. وعندما يكتمل عدد المجموعة, على ضوء ما هو مخطط له, يُرفع اسم العسكري السجان المختار, لتكون المجموعة تحت إشرافه وإدارته..
    ومن غرائب عمل هذا المأمور المعتوه, أنه اختار لكل مجموعة من المجموعات أسماً يفوق خيال عفاريت الجن.. فكانت تلك الأسماء هي: عقرب, بعوضة, عنبر 7, أفلسه.. مسميات شيطانية, لا ندري من أي خيال استقاها؟!!
    كنتُ أنا ضمن المجموعة التي سُميت بعوضة.. يقودها ويشرف عليها ويديرها السجان رجب.. عرفنا اسمه من وهلة تكوين المجموعة, وغيرها من المجموعات الأخرى.. إنه رجل طويل القامة, نحيف الجسم, غائر العينين, كأنما ينفذان من جحرين, في وجه ناتئ العظام, كثيف الحُلْكة.. له صوت متضخم لا يتناسب البتة مع شكله الممصوص الناحل.. ورغم هيئته التي تنم عن القسوة, وفظاظة القلب, إلا أنه كان رقيقاً في الحالات التي لا يجد نفسه في كماشة الرقابة وعيون المأمور.. فلكوبر بعض الومضات والاشراقات التي تغافل الزمان!! فلْنشعر أن هناك بقايا إنسانية..
    من ضمن مجموعة بعوضة, كان الفتى مساعد.. ولا ادري لعل القدر لعب لعبته هذه, لأكون قريباً منه, ويكون قريباً مني.. وتزداد الألفة الحميمة بيننا.. ويحدث نوع من التوازن بين كهل له هدوء المحيط, وحكمة الأيام وتجاربها,وبين فتى له تيار نهر منحدر من علٍ بشلالاته ودواماته, مع صغر عمر, يعوزه أيمان العجائز, وحنكة وبصيرة المسنين..
    فقد كنت في أوقات كثيرة, أقف حائلاً بينه وبين التهور المؤدي إلى الهلكة, بضبط غضبه وهيجانه, وتحديه لقرارات المأمور..
    كُلفت مجموعة بعوضة بحفر حفرة, سعة ثلاثة أمتار في ثلاثة, مع عمق ياردة.. هكذا تصدر الأوامر فجأة, وتقع علينا, كقدر أعمى, فلا نملك له مرداً.. ولا حيلة لنا, غير الدعاء الصامت في ضراعة إلى القوي العزيز.. بخلافنا كلنا في المجموعة, كان الفتى مساعد لا يخفي تبرمه واعتراضه على تلك الأوامر من المأمور.. وكان يجاهر بأن المأمور, قصد الإهانة والإذلال.. وإذا لم نقف في وجهه, فإنه سيتمادى, ويأمرنا بما هو أنكى وأفظع.. وفي إحدى مرات غضبه الهائج, شتم المأمور قائلا ً:
    - إنه إبن زانية!!
    وحينما رُفعت إليه من عيونه المبثوثة بين القوم, والمزروعة فيهم, جاء عقاب الفتى مساعد فوق أي احتمال.. جردوه من ملابسه ما عدا خرقة بالية تستر عورته... ربطوه إلى جذع شجرة دوم, وجاءوا بأحد عساكر السجن, قصير القامة, قوي البنية, كأنه مصارع, وفي يده سوط, يحركه في الفراغ, فيحدث أصواتاً كفحيح الأفاعي.. ودون رحمة مزق الجسد جداول تتفصَّد في الجسم العاري, عند كل سوط هاوٍ وناقم..
    وقف القوم يشهدون العذاب, وقد تقطعت بهم سبل إغاثة رفيقهم, ولسان حالهم يردد مخنوقاً: هي رسالة لنا جميعاً..
    تألمتُ من أجل الفتى, دون أن أملك حيلة أنجده بها..وفي هذه الواقعة أعترف بأنني أهملتُ في كبت ثورة بركانه.. وكان يمكن ذلك بطرق شتى, لولا أنني انشغلتُ في حديث مع العسكري رجب..فقد علمت منه بأن الأوامر قد صدرت ببناء مبان جديدة ذات مواصفات خاصة, في الساحة قرب كوبر, وفي نفس المكان الذي كُلفنا فيه بحفر تلك الحفرة.. وهو سجن جديد بزنازن للحبس الانفرادي, مع بعض العنابر الضيقة.. وقال: كثير من هذه الزنازن لا يدخلها الضوء..والقصد عزل السجين عن العالم الخارجي..
    وقد حدث بالفعل..جاء المأمور بمقاول للتنفيذ دون عمال.. فالقوم الذين وزعوا إلى مجموعات, وبمسميات, عقرب, عنبر7, أفلسه, بقيادة عساكر السجن, كما هو حالنا في مجموعة بعوضة مع العسكري رجب, هم العمال والفعلة للمقاول لتنفيذ السجن الجديد..
    ظل الفتى مساعد طريح الفراش, يعالجه طبيب السجن من الجروح الغائرة في كل ظهره وحتى عنقه.. ورفض المأمور, إرساله إلى مستشفى الخرطوم بحرى, على الرغم من طلبات الطبيب الملحة, لأن عيادة كوبر بلا إمكانات.. وجروح المصاب خطيرة.. زجره المأمور, وقال متحدياً في فجور:
    - أنا عايزه كده يتعذب, ويموت ببطء, لصفاقته..
    انزوى الطبيب, وأثر السلامة, وإلا فإنه من غير المستبعد أن يضحى واحداً من القوم.. فلن يعجز المأمور حيلة لحبسه..
    كنت أنا الوحيد الذي كان يسأل الطبيب عن حالة الفتى مساعد.. وفي حالات كثيرة كنت أدخل معه في حوار؟
    - الحالة خطيرة..
    - نعم....
    - لماذا لا تعترض؟
    - اعترضت!!
    - وماذا تم؟
    - المأمور رفض!!
    - لماذا لا ترفع الأمر لمن هو أعلى منه؟.. فأنت دكتور!!
    - المأمور الكل في الكل..
    - هل أنت خائف؟!
    - نعم
    - مِمَ؟
    - من التهور!
    - أي تهور!!
    - المعارضة تهور!!
    - أنت دكتور!!
    - يا سيدي!!
    - يعني أيه؟
    - يعني الحكمة!!
    - يا دكتور!!
    - أبعد مما ذكرت من اعتراض, يعني أن أكون مثلك هنا!! ولا أظنك تقبل لي ذلك..
    مؤكد لا أقبل له أن يكون واحداً منا, لأن هذا لا يمثل غاية نرجوها.. ولا مصلحة لنا في أن يزداد عدد المعذبين.. وما يحدث أمام عيني يُظهر لي أننا نقبل على أيام حالكات..
    ومع السخرة اليومية, والاستغلال البشع لعافية أي فرد منا, انتهى حفر الحفرة وتم تبليط أرضيتها وجوانبها الأربعة.. وبعد أن جفت أعمال التبليط والخرسانة, كُلفنا, بنقل الماء في صفائح من النيل, لنملأ هذه الحفرة, فصارت بركة من الماء, تحول بعد مدة قصيرة إلى ماء أسن.. وسرعان ما نمت فيه الطحالب.. وتوالد فيه البعوض,بل أصبحت الحفرة مزرعة للبعوض, في وقت لا يحتاج فيه السودان لمزيد من هذه المزارع.. فالبعوض في السودان فريد زمانه.. إنه يخرج من الحجر!!
    أما السجن الجديد بعنابره وزنازنه, فقد شمخ في وقت خرافي غير مألوف.. وصار شكله, غريباً, يثير التندر والسخرية من ظرفاء القوم.. فأسموه (بيت الجن).. فلا هو في شكل المباني القديمة التي ألفها النظر, ولا هو بالمبنى الحديث من العمارة العصرية.. وفوق هذا, فقد أضحى منبعاً للتشاؤم.. فخلال مسيرة البناء سقط العديد من القوم.. منهم من قتلتهم الشمس بضرباتها القاصمة كما المقصلة.. ومنهم من سحقه الإرهاق والضنى والهزال, نتيجة لسوء التغذية, والشعور باليأس الطاحن..
    أما الفتى مساعد, فإن فترة عجزه وضعفه قد طالت, فتقوس ظهره, ثم تلاه العجز عن الحركة, مع توقف الكليتين, لأن السياط نالتهما وعطلت نشاطهما.. فارق دنيانا, وهو يلعنها..
    بكيناهم في حُرقة لم نألفها من قبل.. فالحزن كان عميقاً وقاتماً.. والرعب كان عارياً من ذرة إحساس بأي أمان.. فالفناء مفتوح بلا حدود.. ومن شدة هذا الإحساس الطاغي بالهلاك, تحرك الجماد, وانفعل,فأخذت أسوار كوبر وحواجزه وموانعه ومشانقه, تردد بؤسنا الأزلي, وحزننا المقيم, في وجيف ووجع.. يتجاوب معها الكون معلناً في صرخة:
    ماتوا هملة.... ماتوا سمبلة!!

    ......................
                  

العنوان الكاتب Date
المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-07-10, 10:51 AM
  Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-07-10, 10:55 AM
    Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-07-10, 10:58 AM
      Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-07-10, 10:59 AM
        Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-07-10, 11:01 AM
          Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-07-10, 11:04 AM
            Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-08-10, 05:57 PM
              Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-09-10, 12:30 PM
                Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-10-10, 12:03 PM
                  Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-13-10, 12:07 PM
                    Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-14-10, 09:45 AM
                      Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-16-10, 02:56 PM
                        Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-17-10, 12:04 PM
                          Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-19-10, 10:53 AM
                            Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-20-10, 11:17 AM
                              Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-21-10, 08:37 AM
                                Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-21-10, 08:40 AM
                                  Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-21-10, 08:54 AM
                                    Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin10-21-10, 09:03 AM
                                    Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin11-04-10, 07:43 AM
                                      Re: المكتبة السودانية:رواية....ثلوج على شمس الخرطوم...الحسن محمد سعيد adil amin11-24-10, 09:48 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de