|
Re: مساهمة الحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي في المؤتمر الشامل (Re: صديق عبد الجبار)
|
خاتمة: مخطئ من يظن أن كل الدمار الذي حدث في وطننا العزيز خلال العقدين الماضيين وما خلفه من فساد في الذمم والأخلاق وانهيار في النسيج الإجتماعي والإقتصادي والسياسي وحتى الفكري وعزلة للدولة ومواطنيها دولياً وضعف لبنياتها الداخلية هو مسئولية الحركة الإسلاموية لوحدها ممثلة في الجبهة القومية الإسلامية والتي ورث سلطتها وتوجهاتها حزب المؤتمر الوطني، فما حدث لنا في الماضي وما يحدث لنا الآن وما سوف يحدث غداً لهو مسئولية عامة، ويقع وزرها على الجميع إبتداءاً بالحزب الحاكم والحركة الشعبية وكل القوى السياسية المعارضة بالإضافة للأغلبية الصامتة والتي بصمتها وضعفها قوت السلطة وأضعفت المعارضة، وأن ما يحدث هو عبارة عن إنعكاس حقيقي للنزعة الخفية التي تكمن في دواخلنا نحو الإستعلاء والإستئثار بالسلطة وإقصاء الآخر ، والخلط الفظيع لدينا بين مفهومي الحقيقة ووجهة النظر ، فكل منا يعتبر أن وجهة نظره هي الحقيقة التي لا يداخلها شك مما أضر بقدرتنا على التعايش مع مبدأ القبول بالرأي الآخر، ويظهر ذلك جلياً في أسلوبنا في إدارة الصراع الفكري والحوار السياسي، وأيضاً في فشلنا في أن نؤسس جيداً لدولة الوحدة في ظل التعدد ورسوبنا المخزي في إختبار الإستفادة من ما نمتلكه من ثراء ثقافي وديني وعرقي، ولذلك وبعد كل هذه الإخفاقات وما عانته شعوبنا، فلقد آن الأوان لكي نغير ما بأنفسنا وأن نفتح صفحة جديدة بيضاء نبتدرها بالتسامح ونملأ سطورها بالعيش المشترك ونزين إطارها بميزة القبول الحقيقي بالتعددية في كل شيئ، مفهوماً وإيماناً ومبدئاً وممارسةً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|