قافلة طبية تتجه من الخرطوم الى ( وادي خليل وسلناتي ) بالولاية الشمالية ..

Quote: في أول حوار صحفي الروائية سارة فضل بخيت لـ"الرائد" أنا ضد الجمود ولا أحب أن أتعلق بالأفكار القديمة الكتابة النسائية تحتاج إلى التشجيع بدل حصرها في قالب"الجنسوة" الانترنيت يخدم النص ولكنه لا يخدم الكاتب السودانيون يستهويهم الحزن والشجن أكثر من البهجة والفرح الكتابة بالنسبة لي عبارة عن متنفس أكثر من كونها تكنيك روايتي تميل إلى الطابع النثري والبوح فيها أكثر من الجزئية الحوارية الكتابة في أي حقل معرفي تضيف الكثير للكاتب ولتجاربه . الكاتب يعمل على تطويع اللغة لكي يخدم القضية التي يتطرق لها الأدب في حد ذاته حر فلماذا نقيده بمقولة أدب نسوى وأدب رجالي سارة فضل بخيت شاعرة وروائية من مواليد 1983الولاية الشمالية جزيرة سننارتي مقيمة في المملكة المتحدة هي وزوجها منذ العام 2000 تدرس الإعلام والأدب الانجليزي في جامعة (Middlesex University) ومن محل إقامتها راسلت صحف الأضواء ،والوطن، وقلب الشارع، ونشرت اغلب قصائدها على شبكة الانترنيت ،هذا إلى جانب أن سارة فضل بخيت عضو في منتدى "عكس الريح" الالكتروني، جاءت إلى السودان في إجازة قصيرة وبمناسبة تدشينها لباكورة أول عمل روائي لها "رسائل من فيكتوريا "باتحاد الكتاب الأسبوع الماضي "الرائد" جلست معها في أول حوار صحفي: علاقتك بالكتابة متى وكيف بدأت ؟ بدأت منذ الطفولة ، حينما كان والدي مقيما خارج السودان ظللت اكتب له خطابات مطولة الأمر الذي دفعني أن أحب الكتابة وأمارسها كهواية يومية استمرت معي حتى الآن ،إضافة لعشقي للأدب الذي بدأ مبكرا من خلال قراءاتي لمجلات "ميكى ماوس" و"ميكى جيب" ثم انتقل هذا العشق إلى أن اقرأ نجيب محفوظ ، وإحسان عبد القدوس ، والطيب صالح وغيرهم ، وهذه الكتب عثرت عليها في مكتبة عمي الذي كان وقتها طالبا جامعيا ،ثم بعد ذلك نهلت من مكتبة الوالد بعد حضوره من السعودية في العام 1999 وشجعني كثيرا أن أسير في هذا الدرب . العوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت في تشكيلك ككاتبة ؟ كما قلت لك المكتبات داخل الأسرة، أما على المستوى الخارجي الغربة، فانا تزوجت في عمر السابعة عشر، وهاجرت إلى الخارج فتحملت تبعات هذه الغربة ومسئولية الحياة الزوجية، فوجدت نفسي أعيش في عالم أوروبي وحيدة دون أنيس أملأ به هذا الفراغ ،الأمر الذي دفعني أن أمارس مهنة الكتابة طوال الوقت ،هذا إلى جانب أن مدينة لندن مدينة هادئة وذات طبيعة ساحرة تحرضك وتحفزك على الكتابة . الكثير من الناس لم يقرأ روايتك "رسائل من فيكتوريا " حدثينا عن ابرز ملامحها .. "رسائل من فيكتوريا" هي رواية عاطفية تتناول العديد من المشاكل الاجتماعية كالزواج العرفي ومشاكل الفشل الكلوي، والتفرقة العنصرية وغيرها في قالب بسيط وفي شكل رسائل متبادلة تتم بين الأصدقاء داخل السودان وخارجه، وهذه الرسائل تحكي همومهم ومعاناتهم وإحباطهم وأثر الغربة، والرواية يغلب عليها الطابع النثري أكثر من أنها تأخذ شكل الطابع الحواري . ما الدافع لكتابة "رسائل من فيكتوريا"؟؟ عندما كنت اكتب وانشر في المواقع الالكترونية قوبلت هذه الكتابات بنجاح واستحسان كبيرين من قبل المتابعين لهذه المواقع ولاقت صدى كبيرا فوصل عدد قرائي مابين "4" آلاف إلى "7" آلاف قارئ ، وهذه القاعدة الكبيرة من القراء والأصدقاء فيها أسماء لامعة كانوا يعتقدون من الخطأ نشر كتابات جميلة مثل هذه على مواقع النت فحرضوني على التواصل وأن اعمل جاهدة وأقوم بنشرها في كتاب حتى لا تعترض للسرقة الأدبية.. ومن هذه الأسماء ؟ الأستاذ عبد الكريم صحفي بجريدة الوطن السعودية ، وشهاب شكوكو، وشمس الدين حسن ، وفتحي علوب، والدكتور حيدر بردويل، وكتاب آخرين كانوا يبحثون عن الأقلام الجديدة عبر الانترنيت ، وكل هؤلاء قد شكلوا دافع قوى ورئيسي أن أطبع هذه الرواية وإخراجها إلى النور. سعادتك أو خشيتك من استقبال النقاد والقراء لها ؟ أنا لا أخشى النقاد على الإطلاق وفي نظري أن أي عمل إبداعي يثير جدلا عند النقاد أو تكون فيه إشكالية شد وجذب اعتبره عملا ناجحا بكل المقاييس. لكن "رسائل من فيكتوريا"هي بوح للتنفيس الأنثوي أكثر من أنها تشييد لعالم روائي متكامل؟ حقيقة كما قلت لك إن الرواية هي عبارة عن رسائل وتميل إلى الطابع النثري والبوح فيها أكثر من الجزئية الحوارية ، والإنسان في هذه الرواية يتحدث مع نفسه ولكنه في الحقيقة يتحدث مع الآخرين في حرية مطلقة ووضوح شديدين . يرى النقاد أن الاقتباسات داخل هذه الرواية ضعيفة وهي مستمدة من أصدقائك في منتدى "عكس الريح "؟ أنا ضد الجمود ولا أحب أن أتعلق بالأفكار القديمة وفي هذه الرواية "رسائل من فيكتوريا "أسعى إلى التجديد وكان بإمكاني أن اقتبس واستشهد بكتاب عالميين نزار قباني ،أحلام مستغانمي ،محمود درويش، احمد مطر،كما استشهدت بغازي القصيبي ،كذلك أنا قصدت أن اقتبس من كتاب "منتدى عكس الريح" لان لهم اهتمامات كبيرة بالأدب ، وفي ظني أن الأقلام الشابة لابد أن تجد مساحة لكي يتعرف عليها الناس ، وانا فى طريقة طرحي لكتابة رواية "رسائل من فكتوريا "وتضمينها اقتباسات لوهاد ابراهيم ، وريمان عثمان وغيرهم اضع القارئ محل سؤال "من هذه الشخصية". واذا عملت بحث عن وهاد ابراهيم أو شهاب شكوكو وكل الشخصيات التي اقتبست منها فى العالم الاسفيري سوف تجد ان هذه الاسماء لها مكتبات ادبية ومواقع اسفيرية ولهم جهد مبذول وواضح وفى انتمائهم للعالم الابداعي واستطاعوا تحقيق ذاتهم لعالم الكتابة اذن هذه الاسماء تستحق الاشادة ، ومن المفترض نحن ككتاب جدد ان نلفت نظرهم وفى ذات السياق يتعرف علينا القارئ. كذلك نجد ثيمة الحب والعاطفة استولت على كل النص الروائي مما حدا ببعض النقاد ان يصفها بانها رواية رسائل. لا اتفق معك .. ولكن ممكن ان تقول هي رواية يغلب عليها طابع الرسائل ، والكتابة بالنسبة لي هي عبارة عن تنفيس اكثر من كونها تكنيك ، واعتقد ان الرواية تلامس بعض القضايا الاجتماعية . ايضا هنالك لغة شاعرية عالية وكثيفة جدا فالي أى مدى تم توظيفها لصالح السرد؟ انا لا اميل كثيرا إلى التوظيف أو المفردات التكنيكية بقدر ما اسعى ان اخرج كتاباتي كما احسب وحتى يتعرف القارئ على بطلة رواية"رسائل من فكتوريا"كان هنالك اسهاب وشاعرية وحميمية زائدة فى شهادتك فى مقر اتحاد الكتاب ركزتي على مصادر الثقافة العربية مع غياب تام لمصادر الثقافة السودانية؟ بالعكس انا ذكرت مع الاسماء العالمية اسماء لكتاب وادباء سودانيين الطيب صالح والبروفيسور عبد الله الطيب ، وادريس جماع ومن الكاتبات نائلة فزع واخريات وكذلك كنت اقرأ اكثر للطيب صالح وكل ما يكتب عنه ومعجبة ايضا بالشعر والشعراء السودانيين مثل محمد طه القدال ، و حميد والحردلو وعاطف خيري والصادق الرضي وآخرين . مطبعة مدبولي هي من اشهر المطابع فى مصر والوطن العربي وكثير من الادباء والنقاد يتصيدون منشوراتها فما هو صدى هذه الرواية في الاوساط الثقافية المصرية ؟ من حسن حظي ان تتولى مطبعة مدبولي طباعة هذه الرواية والذى جاء عن طريق الصدفة ،فكان الاتفاق الاول مع مطبعة"دار ميرد"ولكنهم نقضوا الاتفاق وطالبوني بزيادة المبلغ واعطائي عدد"500"نسخة فقط واخيرا اهتديت لدار مدبولي عن طريق الاستاذ الكاتب عوض عثمان، ولكن ما يؤسف حقا أنها دخلت المطبعة دون ان تخضع لعملية التصحيح الامر الذى اخرجها ببعض الاخطاء النحوية ،الشئ الاهم انهم ابتدعوا لها اسلوب دعاية تسويقية جميلة جدا وحتى الآن لم اسمع عنها شيئا لانها فى طور التوزيع وان شاء الله سوف توزع فى الشارقة ودمشق وغيرها من العواصم العربية واتمنى ان اسمع عنها كل خير . اثر البيئة فى مسقط الرأس على كتاباتك ؟ انا محسية من جزيرة "سننارتي" وادى خليل وهى منطقة ذات طبيعة ساحرة وغنية تدفع الانسان للكتابة من عدة زوايا ،فالوالد فضل بخيت هو فنان وباحث فى التراث النوبي ،والاسرة كلها لها اهتمامات بالشعر والأدب والتأثير واضح فى قرضهم للشعر كتابة الرواية وكتابة الشعر إلى مدى يكون التقارب فى البنية ؟ وماهى حدود التماهي بينهما ؟ لا شك ان كل نص ادبي له بنيته المتعارف عليها عند النقاد وفي كثير من الاحيان يحدث تداخل واضح جدا فى كل هذه الضروب فوجود الشعر فى الرواية عنصر له اهميته وفي كثير من الاحيان يقوم بخدمة النص . والى اى مدى استطعت تحقيق خصوصيتك هل في كتابة الرواية ام الشعر ؟ انا احب كتابة الخواطر والنصوص النثرية واعبر اكثر فى كتابتي للشعر الذى يأتي نادرا واحتفظ بخصوصيتي فى كتابة الرواية التي تعتمد على الخيال وتوظيف شخصيات لا وجود لها على ارض الواقع ،ولكن قد تتفق معه او تختلف ،وعموما الكتابة بالنسبة لى تحد كوني كبير جدا خاصة عندما يكتب الانسان عن موضوع غير مطروق ،فهذا يتطلب البحث والاسئلة والتنقيب،فمثلا قد تجد كاتب يكتب عن تجربة زواج فاشلة ويكون هو رجل سعيد فى حياته الزوجية او كاتبا يتطرق لموضوع تجربة عاطفية ولم يدخلها ،او يكتب عن مرض ما و ايضا لم تكن له علاقة بهذا المرض لامن بعيد ولامن قريب، وهذه المفارقات تمثل قمة النجاح الحقيقي او الشعور بالرضاء وبالتالي قد تجد مثل هذه الكتابات تعبر عن قضايا ومشاكل تخص الكثير من الناس. ذكرت انك عضو فى منتدى "عكس الريح" الالكتروني وقمت بنشر العديد من قصائدك فى هذا الموقع فما هو اثر تجليات الطفرة الاعلامية الحديثة على الابداع ؟ بالتأكيد لها اثر ايجابي كبير جدا تعرفت فيه على عدد من القراء والكتاب والذين صاروا فيما بعد اصدقاء يقرأون كل ما اكتبه ،فتواصلهم ومداخلاتهم اللحظية اعطتني الشجاعة والقدرة على الدفع وكذلك اعطوني ثقة كبيرة فى نفسي ان اجود هذه الكتابات . وهل تعتقدين ان مواقع الانترنت المحتشدة بالنصوص الشعرية والروائية وغيرها لها آثار ايجابية ام سلبية ولماذا؟ وهل تعتبرينها موصل جيد للمعرفة؟ والله لا اعتبرها موصل جيد للمعرفة بالرغم من اهميتها ،فالكتاب يسهل حمله إلى اى مكان دون مشقة ويمكنك ان تقرأ حتى وانت جالس على مقعد البص ، ولكن الايجابية فى النت انها الاسرع ومتوفرة فى اى وقت ويمكنك ان تقرأ نفس الكتاب الذى كنت تحمله على موقع النت وحسب وجهة نظري ان الكتابة الاسفيرية تخدم النص بشكل كبير جدا بوصوله لاكبر عدد من القراء على مستوى العالم ، ولكنها لاتخدم الكاتب لانها لا تحفظ له حقه الادبي وذلك لتعرضها للسرقة والاقتباسات وهذه من السلبيات الكبيرة على مواقع النت. كتبت الرواية وكذلك الاشعار وبعض الشعر الغنائي فهذا الامتداد من الاجناس السردية الى اى مدى يضيف إلى موهبتك؟ كل ما ذكرته من اجناس عندما يتطرق لها الكاتب تشكل له حافزا كبيرا واضافة حقيقية ، ومن جانبي اتمنى ان تكون بداياتى موفقة وناجحة فى دروب هذا الابداع . وصفت فى بداية كتاباتك ان هنالك حزنا ما فماهو سر هذا الحزن ؟ وماذا اضافت لك تجربتك فى الصحف ؟ بداية كتاباتي كانت فى جريدة "قلب الشارع" مع الاستاذ كمال خشم الموس وكان يطلق على اسم "ذات الرداء الاسود" والسبب فى ذلك ان كتاباتي فى تلك الفترة كان يطغى عليها طابع الحزن ، وانا لا اكذب عليك ولا اخفيك سرا انني اعاني من مشكلة كبيرة جدا وهي الاحساس العالي والمفرط بالناس وبآلامهم وأحزانهم وبالحياة كلها من حولي ولدرجة ان التفاصيل الدقيقة جدا اجدها تؤثر على حياتي بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، ونحن كشعب سوداني يستهوينا الحزن والشجن اكثر من البهجة والفرح ، ونجد ذلك بوضوح جدا فى اغانينا العاطفية التى نسمعها . اما الكتابة فى اى حقل معرفي اعتقد انها تضيف الكثير جدا للكاتب ولتجاربه . مقولة "ادب نسوي" او "ادب نسائي" او"ادب الاظافرالطويلة" مامدى اتفاقك واختلافك مع هذه المقولة ولماذا ؟ اختلف جدا مع هذه المقولة ،فانا لا اؤمن بالجنوسة ولا اؤمن بمصطلحات ادب"الجندر"وادب "الرجال" وانا عندما اقرأ نصا ما اتمحور حول القطعة الأدبية بغض النظر عن جنس كاتبها رجل ام امرأة ،اذن انا ضد هذا التميز وضد التحيز لجنس ادبي محدد كما يطلق الكثير من النقاد، ولكن نعم هنالك نساء يجدن الكتابة لعالم الرجال بشكل مذهل لدرجة انك تشك فى جنسهم وتقول هل المرأة تعرف الرجل بهذا القدر لدرجة انها تكتب بقلمه ، وفى المقابل نجد الشاعر نزار قباني كتب العديد من القصائد على لسان امرأة ، ومعنى هذا ان الكاتب يعمل على تطويع اللغة لكى يخدم القضية التى يتطرق لها ، وانا ككاتبة يهمنى النص المكتوب فقط ومقولة أدب نسوي هى مجرد تحيز ضد المرأة ومحاولة لابعاد الاقلام النسائية وفصلها عن الاقلام الرجالية ، وفى اعتقادي قد تكون هنالك اقلام نسائية اكثر جرأة واكثر قوة وتعبيرا من اقلام الرجال ، ولكنهن لا يجدن الفرصة الكافية للتعبير عن انفسهن . ولكن هنالك اشياء تدخل فى اطار الخصوصية عند المرأة ونجدها تعبر عنها اكثر من الرجل كالرثاء فى فقدان الزوج أو الابن أو لحظات الولادة والحمل وغيرها ؟ بالتأكيد اتفق معك تماما فيما تقول ولكن ليس هذا معناه ان يقوم النقاد بفصل الكتابات وتصنيفها لكتابة نسوية وكتابة رجالية ،فالأدب لا يقبل هذا النوع من التصنيف لان الأدب فى حد ذاته هو حر فلماذا نقيده بمقولة ادب نسوي وادب رجالي . وانا عندما بدأت اقرأ لشاعرات واديبات فى العصر الجاهلي أو العباسي أو الاسلامي لم اقرأه باعتباره أدب نسوي وانما قرأته لانه يندرج تحت كتابة الادب الحر . انتي واحدة من الذين كتبوا فى المهجر ومعك آخرين ليلى ابو العلا ،وطارق الطيب، وامير تاج السر وآخرين .. فكيف تنظرين لهذه الكتابات ؟وماهى تأثيرات البيئة الخارجية على الكتابة الابداعية ؟ بكل تأكيد ان البيئة لها اثر كبير والانسان ابن البيئة ،فالكاتبة ليلى ابوالعلا بحكم تواجدها فى بريطانيا ويحكم انها اتولدت ونشأت وتربت هناك نتج عن ذلك ان كتابتها الأدبية جاءت باللغة الانجليزية على عكس الكتاب الآخرين ، وانا استفدت كثيرا من البيئة هنالك فتعلمت من خلال الاعلام المرئى والمكتوب والمسموع ان الناس فى بريطانيا يتمتعون بحرية التفكير والاعتقاد فلا توجد قيود على الكاتب ولا حتى قيود على ما يكتبه من ابداع فنصوصه الادبية لا تخضع لاى فحص . تعرضت روايتك "رسائل من فكتوريا"لبعض النقد ساعة تدشينها باعتبار النقد يمثل نصا موازيا للعمل الابداعي ،فإلى أى مدى استفدت من هذا النقد ؟ كنت سعيدة جدا فخضوع اى عمل روائي للنقد هو بمثابة خطوة ناجحة وكبيرة بغض النظر عن ايجابية النقد أو سلبيته ومن هنا اقدم شكرى للدكتور هاشم ميرغني والاستاذ محمد حسن رابح المجمر ومناقشتهم لهذه الرواية . تقييمك للمشهد الثقافي السوداني من خلال متابعتك له فى المملكة المتحدة ؟ وكيف وجدتيه الآن ؟ اتابع هذا المشهد عن طريق النت وكل اخبار السودان السياسية والاجتماعية فهو بخير ،فهنالك حركة انفتاح واسعة جدا وشجاعة فى الطرح خاصة عن طريق النت لان الانترنت غير خاضع لمقص الرقيب ولا يخضع لأى رقابة من اى جهة رسمية أو اهلية . وما الذى لفت انتباهك فى مشهدنا الثقافي ؟ ظهور العديد من الاقلام الشابة ، ولكن اكثر ما ازعجني ان المشهد الثقافي يردد مقولة ان الكتابة النسائية الروائية تردت أو قلت وهنالك شح خاصة فى السنين الماضية ، وانا اقول ليس هنالك شح وانما توجد كتابة نسائية كثيرة جدا على صفحات الانترنت، وهذه الاقلام لايوجد لديها زمن للذهاب للمطابع فلجأت للانتشار اسفيريا ، ومن هنا اعتب على العولمة . لكن هنالك الكثير من الكتابات النسائية "قصة رواية" تتهم بانها تجنح نحو الواقعية التسجيلية أو كتابة السيرة الذاتية ؟ وما المانع فى ان تكتب المرأة واقعا رأته فى حياتها أو تكتب خيالا فى حين ان الرجل يحظى بحرية كاملة لكي يكتب بعدة زوايا فنجده يكتب سيرته الذاتية وتصنف ادبا ،اذن ما المانع ان تكتب المرأة عن حياتها الخاصة أو تكتب عن بناتها أو عن بنات جنسها . اذن وما المشكلة التي تواجهها فى ذلك وهي امرأة مبدعة؟ انا اعتب على المجتمع السوداني فى قولبته للاشياء وهي محاولة وضع الكتابات النسائية تحت قالب محدد ، فالمجتمع يحاصر المرأة السودانية فى كتابتها فى المسموح وغير المسموح فهنالك من استمر وهنالك من قوبل بالرفض والاستنكار. فالكتابة النسائية تحتاج للتشجيع بدل حصرها فى قالب أو اطار محدد "كالجنسوة" أو "أدب الاظافر الطويلة" وهى مصطلحات قد تدفع الكاتبة للتراجع عن مشروعها الادبي فالمسألة تحتاج إلى القبول . اخيرا استاذة سارة فضل بخيت مشاريعك المستقبلية . اعمل فى انتاج رواية جديدة باللغة الانجليزية ، وهذا ما يتطلبه مشروع التخرج فى دراستي الجامعية "اعلام وكتابة ابداعية" لماذا اخترت معهد سكينة لتخصصي عائد بيع روايتك له ؟ انا منذ فترة طويلة لي اهتمام كبير جدا بالاطفال خاصة الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ذهنيا وجسديا واتمنى فى المستقبل ان اقدم لهم المزيد فالعائد المادي لرواية "رسائل من فكتوريا"لا يمثل لي هم اطلاقا فانا كاتبة يهمني الانتشار وان اصل إلى كل القراء .