مــديـنـة ودمـــدنـى

Quote: ياحليل مدني ) تكاد هذه الجملة تكون هي الأكثر استعمالا وشيوعا بين سكان حاضرة ولاية الجزيرة أو من ساقته الأقدار لزيارة أرض المحنة التي بات أهلها يفضلون اجترار الذكرى لعرضها على مشهد الواقع عساها تخفف عليهم حسرات تردي المدينة التي لم تعد مدني الجميلة التي اشتهرت بالنظافة والنظام والتحضر والرقي واكتمال الخدمات وزخمها الثقافي والرياضي والاجتماعي ،فالمدينة شهدت تراجعا واضحا على الأصعدة الخدمية كافة ولم تعد تختلف كثيرا في مظهرها عن بعض القرى التي تفتقد للنظام والطرق والنظافة وغيرها من مكونات وأساسيات المدن الكبرى ،فالطرق يغني حالها عن السؤال ،والنظافة مفردة غائبة تماما ،والأسواق (الكبير والصغير تحديدا) تشكو العشوائية والتردي ،اما إصحاح البيئة فهو غير موجود تماما والنفايات التي تغطي الطرقات والأسواق تؤكد هذه الحقيقة،حتى إنسان مدني طاله التغير بداعي الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم علي اثر توقف المصانع وذهاب مشروع الجزيرة إلى متحف التاريخ . الجميع يتحسر على ماضي مدني التي كان أهلها يعتزون ويفتخرون بها إلا ان واقعها الحالي حتم على الكثير من الأسر البحث عن مواطن أخرى بحثا عن الحياة الكريمة بعد ان ضاقت بهم أرض عروس الجزيرة بما رحبت....ماذا أصاب مدني ؟ يجيب محمد عمر رئيس الغرفة التجارية قائلا: دعني أؤكد في البداية ان منطق الأشياء يشير إلى الإنسان من المفترض ان يشير الى ان حاضره أفضل من ماضيه وذلك لان طبيعة الحياة التطور والتقدم ،ولكن في مدني يختلف الواقع تماما حيث يتمنى أهلها عودة الماضي بكل تفاصيله الجميلة عندما كانت المدينة تعج بالأنشطة المختلفة وكانت مركزاً اقتصادياً قوياً ،وكانت مدينة أنموذج في الجمال والنظافة ،ونحن كتجار يسوقنا الحنين الى أيام مشروع الجزيرة والمحالج والري فتلك الأيام كانت تشهد أرباحا طائلة بسبب الأموال التي يصرفها شراءا الموظفون والعاملون ،وتوقف هذه المرافق القى بظلاله على اقتصاد مدني بصفه عامه مما حدا بالجميع الحسرة على الماضي الذي كان مزدهاً. ويضيف : مدني كانت تشهد أنشطه ثقافية مكثفة طوال أيام العام حيث كانت المسارح والأندية تحتضن الفرق الموسيقية والمسرحية وكبار الشعراء ويكفي برهانا علي تميز المدينة سابقا زيارة الشاعر الكبير الراحل نزار قباني الذي أشاد وقتها بجمهور مدني الذواق ،الواقع اختلف تماما ولم تعد مدني تحفل بذات النشاط الثقافي الدفاق ،وقصر الثقافة الذي صرفت مليارات في تشييده مجرد مبني للمؤتمرات ،بصفه عامه مدني الجميلة فقدت الكثير من رونقها وجمالها لذلك يحن أهلها دوما للماضي . من جانبه تحسر الأستاذ سليمان سلمان مدير مكتب صحيفة الوطن بالجزيرة على حاضر مدني الذي أكد بأنه يختلف كليا عن ماضيها الذي كان أفضل في كل تفاصيله وقال:بدأ تدهور المدينة منذ عشر سنوات وفي كل عام تمضي نحو الأسوأ ولم تجدِ كل محاولات إنقاذها الخجولة نفعا ،ليظل التراجع هو سمتها البارزة ومن يريد التأكد من هذه الحقيقة فلينظر الى طرقها وأسواقها وأنديتها وأحيائها فسيجد ان الوضع بالأمس كان أفضل من اليوم بكثير ،بل حتى خدمتي مياه الشرب والكهرباء تدهورتا والقطوعات الكثيرة أوضح دليل ،اما على صعيد المستشفى الكبير فزيارة واحدة لعنبر الصدرية تكفي لمعرفة الواقع المزري الذي وصلت إليه المستشفى . ويضيف: مدني لم تعد تشبه المدن وتغيرت نحو الأسوأ للأسف الشديد والتشريد الذي حدث بتوقف المصانع والمحالج ومشروع الجزيرة فاقم من جراحاتها ،والوضع في الولاية عامه مأساوي ويحتاج لمعجزة سماوية ليتغير نحو الأفضل. لم يختلف حديث القاص والأديب عبد الله أبو ألق عن سابقيه فقد أرجع تدهور وفقدان المدينة لأبرز مميزاتها الى تردي الحاله الاقتصادية المتردية ،وقال ان الثقافة موجودة ولكن تفتقد للرعاية والاهتمام وان هناك حاله من الإحباط يشعر بها مبدعو المدينة وذلك لعدم وجود الجهه التي ترعى انشطتهم. ونحن نتجول في معظم أحياء وأسواق وأندية مدني ومنتزهاتها وجدنا أن القاسم المشترك بين سكانها الحسرة علي ماضي المدينة وابلغ برهان على حالتي الإحباط والاستياء اللتان تسيطران علي الجميع ماقالته المواطنه(ياحليل مدني ) قالتها هكذا وذهبت حال سبيلها وتكاد عيناها تزرفان الدمع على أيام جميلة مضت ولن تعود مجددا.