الأنبا بيشوي: بعض آيات القرآن قد تكون أضيفت في عهد عثمان

Quote: محيط - جهان مصطفى محمد سليم العوا والأنبا بيشوي مازال الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للأقباط الأرثوذكس في مصر يثير عاصفة من الجدل الواسع ، حيث تراجع يوم الخميس الموافق 22 سبتمبر / أيلول عن تصريحات جديدة نسبت له وهاجم خلالها الإسلام وشكك في أحد نصوصه . وأضاف الأنبا بيشوي عقب إلقاء محاضراته حول "الميديا وتأثيرها" فى إطار مؤتمر "تثبيت العقيدة الأرثوذكسية " الذي عقد على مدى ثلاثة أيام بدير الأنبا إبرام بالعزب بالفيوم أنه يكن كل الاحترام والتقدير إلى الإسلام والمسلمين وأنه لم يهاجم الإسلام أو يشكك في أحد نصوص القرآن كما ذكرت بعض وسائل الإعلام . وادعى في هذا الصدد أن له مواقف كثيرة تتصدى لأي هجوم على الإسلام وأنه يدافع دائما عن الأديان وعن الدين الإسلامي في منظمات دولية مثل مجلس الكنائس العالمى بل ويطالب هذا المجلس بالدفاع عن مقدسات إسلامية ومنها المسجد الأقصى ، قائلا : "لدرجة أننا فكرنا في عمل برنامج باللغة العبرية من أجل توعية الإسرائيليين بحقيقة هيكل سليمان ، فليس من العدل أن يتهمنى أحد بإزدراء الأديان ". واستطرد الأنبا بيشوي قائلا :" عندما كنت في اسكتلندا أكدت داخل اجتماع لمجلس الكنائس العالمي رفضنا للتطرف الديني وأن يكون هناك ميثاق بين الأديان يرفض التجريح في الآخرين ورفضنا محاولات إسرائيل لتدمير المقدسات التى يقدسها المسلمون" ، واختتم تصريحاته بمطالبة الإعلام بنقل الحقيقة ولا شيء غيرها . وكان الأنبا بيشوي أثار عاصفة جديدة من الغضب عندما نسبت وسائل الإعلام له مزاعم حول وجود آيات محرفة بالقرآن الكريم ، حيث تساءل فى نص محاضرة له وزعت ضمن الكتيب الرسمى لمؤتمر تثبيت العقيدة . عما إذا كانت بعض آيات القرآن الكريم قد قيلت وقتما قال نبى الإسلام القرآن أم أضيفت فيما بعد فى عهد عثمان بن عفان ودعا إلى مراجعتها ، قائلا :" الحوار والشرح والتفاهم يجعل الشخص المقابل لك يبحث داخل ذهنه ويفتش حتى يلغي آية تتهمنا بالكفر". وتباينت ردود أفعال القيادات المسيحية حول الآراء السابقة التى طرحها الأنبا بيشوى خلال محاضرة له يوم الأربعاء الموافق 21 سبتمبر في مؤتمر تثبيت العقيدة المنعقد بالفيوم ، ففي حين رفض البعض التعليق عليها ، وصفها آخرون بأنها تصريحات غير مسئولة تهدد بإشعال الفتنة الطائفية. وكان عدد من قيادات الكنيسة الأرثوذكسية رفيعة المستوى رفضوا التعليق على ما جاء فى محاضرة الأنبا بيشوي وأشاروا إلى أنه "يشغل منصب سكرتير المجمع المقدس ويعد الرجل الثانى فى الكنيسة بعد البابا شنودة ولا يجوز لأحد التعليق على ما يقوله أو يكتبه"، زاعمين في الوقت نفسه أنه "حسن النية". وفي المقابل ، قال أندريه زكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية :"إنه لم يطلع على محاضرة الأنبا بيشوى ولكنه بصفة عامة يرى أن الشخص الضعيف هو الذى يؤسس مفهومه الدينى والعقائدى على هدم وإضعاف عقيدة الآخرين سواء كان هذا الشخص مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً ، هناك مليون طريقة لتثبيت عقيدتى غير تلك الطريقة". وبصفة عامة ، فإنه رغم تراجع الأنباء بيشوي عن مزاعمه السابقة حول الإسلام ، إلا أن عاصفة الغضب تجاه تصريحات سابقة له أدلى بها لصحيفة "المصري اليوم "بتاريخ 15/9/2010 . وادعى فيها أن "المسلمين ضيوف على مصر" لم تهدأ بعد ، حيث تقدمت رابطة المحامين الإسلاميين ببلاغ للنائب العام يوم الأربعاء الموافق 21 سبتمبر ضد الأنبا بيشوي بسبب تصريحاته في حوار سابق مع جريدة "المصرى اليوم" اعتبر خلاله أن المسلمين "ضيوف على مصر". ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن رابطة المحامين الإسلاميين نظمت أيضا في 21 سبتمبر وقفة احتجاجية بمقر النقابة العامة شارك فيها العشرات ورددوا العديد من الهتافات المعادية للأنبا بيشوي . وقال المفكر الإسلامى الدكتور أحمد كمال أبو المجد في هذا الصدد :"إن كثرة الكلام فى المسائل الاعتقادية خطأ وطنى ودينى يفجر من القضايا المعقدة". وأضاف "القدر الأدنى من المسئولية الوطنية يقتضى تجنب ما يستفز ويغضب ويثير" ، مشيراً إلى سعيه لجمع الأنبا بيشوى والدكتور محمد سليم العوا في لقاء مشترك بعد الأزمة التى أثارتها تصريحاتهما الأخيرة. بلاغ ضد العوا محمد سليم العوا وكان المحامي نجيب جبرائيل تقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري في 21 سبتمبر ضد المفكر الإسلامي محمد سليم العوا والإعلامي أحمد منصور بسبب تصريحات الأول من خلال قناة "الجزيرة" التى قال فيها إن الكنائس المصرية بها كميات كبيرة من الأسلحة . وأن أجهزة الأمن لا تستطيع مداهمتها مدللا علي ذلك بخبر نشرته جريدة " الشروق" يفيد ضبط سفينة متفجرات قادمة من اسرائيل لحساب نجل وكيل مطرانية بورسعيد الذي تم القبض عليه وصدر قرار بمنعه من السفر . وطالب جبرائيل في بلاغه باتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة العوا ومنصور واعتبر تصريحات العوا تنطوى على إساءة بالغة لجموع الأقباط وتمثل سبا وقذفا علنيا وإشاعة لأخبار كاذبة تضر بهم داخل المجتمع. وجاء البلاغ السابق بعد أن طلب المجلس الملي بالإسكندرية من الرئيس المصري حسني مبارك وشيخ الأزهر أحمد الطيب اتخاذ الإجراءات القانونية ضد العوا بسبب تصريحات وصفت بأنها شديدة اللهجة ضد المسيحيين والكنيسة المصرية أطلقها في برنامج "بلا حدود" الذي تذيعه قناة "الجزيرة". وطالب المجلس الملي من الرئيس مبارك دعم الكنيسة وتأمين دور العبادة تحسبا لأي رد فعل قد يحدث نتيجة تلك التصريحات ، متهما العوا بالسعي إلى استعداء الدولة والشارع المصري على القيادة الدينية الكنسية وشعبها بإعلانه أن إسرائيل هي المصدر الرئيسي لدعم الكنائس والأديرة بالأسلحة وأن الكنيسة تخزن الأسلحة وتتربص لإعلان الحرب على المسلمين. واعتبر البيان الصادر عن المجلس الملي أن ما أشار إليه العوا من أن الكنيسة تسعى لإقامة دولة قبطية هو نيل من مكانة الكنيسة وأن غرض تصريحاته تلك تدعيم أصحاب الأفكار المتطرفة وتضليل بسطاء الناس الذين ينساقون وراءها. وفي المقابل ، أعرب أكثر من مائة محام مصري عن تضامنهم مع الأمين العام السابق لاتحاد علماء المسلمين محمد سليم العوا . وأعرب المحامون في بيان لهم عن تأييدهم لتصريحات العوا التي أشار فيها إلى وجود حالة من الفتنة بسبب عدم الشفافية في التعامل مع الكنيسة بشأن ما يتردد من تخزين أسلحة بالكنائس والأديرة . وأكد البيان تأييده لتصريحات العوا التي أدلى بها مؤخرا في برنامج على قناة "الجزيرة" ، قائلا :" إنه تحدث باسم مصر محذراً بلسان المحب للشعب المصري وليس مهددا بترحيل النصارى الضيوف على المسلمين كما قال بعض المسيحيين "، وذلك في إشارة إلى تصريحات أطلقها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس. وكان الأنبا بيشوي أطلق تصريحات قال فيها إنه على استعداد للاستشهاد في مواجهة أي سيناريو يرمي إلى تفتيش الأديرة ، واصفا الأقباط بأنهم "أصل البلد" وأن المسلمين مجرد "ضيوف عليهم" ومهددا بترحيل المسلمين من مصر باعتبارهم ضيوفا عليها. ورد بيان المحامين المصريين على تصريحات الأنبا بيشوي بالقول :" إنه في الوقت الذي تخالف فيه الكنيسة القانون وتتحدى الدولة باحتجاز مواطنات مصريات بغير حق ، يتزايد الغلو والتطرف عند البعض في الكنيسة المصرية حتى وصل تبجح أحدهم أن يصرح أن المسلمين ضيوف في بلدهم ووطنهم". وحذر البيان من استمرار ما أسماه التطرف الكنسي وتحديه للدولة والمسلمين والذي بدا واضحا في الحملة التي شنها بعض المسئولين بالمجلس الملي على العوا لأنه حذر من تغول هذا التطرف الكنسي وخطورته على أمن مصر ، كما حذر البيان من ضعف الدولة في بسط سيادتها أمام هذا التغول الكنسي الذي "يهدد مصر". وأكد المحامون الذين برروا تضامنهم مع العوا باعتباره محاميا في المقام الأول أنهم كانوا يتمنون أن تخرج الكنيسة لتعلن أن كنائسهم وأديرتهم جاهزة لمن يريد أن يفتش ومفتوحة لمن يتهمهم بمخالفة القانون حتى يظهر صدق كلام العوا من عدمه. وجاء في البيان أيضا أن المحامين كانوا يتمنون لو يتم إخراج المواطنات المصريات المحتجزات لدي الكنيسة إلى الحرية وإلى الرأي العام لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لأن الحقيقة واضحة . في إشارة إلى قضية كامليا شحاته ومن قبلها المهندسة وفاء قسطنطين وهما زوجات لرجلي دين مسيحي يقول مسلمون إنها أسلمت وإن الكنسية تحتجزهما رغما عنهما، بينما تؤكد الكنيسة أن كاميليا باقية على دينها المسيحي وأن الخلاف مع زوجها مجرد خلاف عادي بين زوجين وترفض ظهورها للناس لتعلن ذلك بنفسها . وقائمة الموقعين على بيان المحامين ضمت أعضاء بمجلس النقابة العامة للمحامين وأعضاء نقابات فرعية ومقرري لجان الحريات بالنقابات الفرعية. وبالنظر إلى أن استمرار المعارك القضائية والتلاسن الكلامي في هذا الصدد من شأنه أن يعطي ذريعة لأعداء مصر للاصطياد في المياه العكرة ، فقد فسر البعض تراجع الأنبا بيشوي عما نسب إليه من الهجوم على الإسلام والذي جاء في أعقاب تراجع مماثل من جانب العوا بأنه كان ثمرة جهود مكثفة قامت بها القيادات الإسلامية والمسيحية العاقلة . وكان المفكر الإسلامي محمد سليم العوا نفى في 21 سبتمبر ما نسب إليه وتناقلته وسائل الإعلام من القول إن "الكنائس مليئة بالأسلحة"، قائلا في تصريحات لصحيفة "الشروق" المستقلة :" لم أقل هذا الكلام وإن قلته فأنا مستعد للاعتذار ، كل ما قيل من الجانب القبطى والهجوم الشرس من جميع المستويات لا يستحق التعليق وأنا مستعد لأي مواجهة قانونية" . وبصفة عامة ، فإنه لا بديل عن تحرك الأزهر والبابا شنودة على وجه السرعة لمنع أي إساءة سواء للمسلمين أو المسيحيين استنادا إلى حقيقة " الدين لله والوطن للجميع ".