ظاهرة الأطفال المكفوفين بقرية الحسانية .. تشوهات غريبة .. والأسباب مجهولة

Quote: عاجل للسيد/ مدير عام قوات الشرطة السيد/ مدير عام قوات الشرطة تحية من عند الله طيبة مباركة تعلمون سيادتكم أن ممارسة العنف ضد الاطفال تعد من اعقد المشكلات الاجتماعية، واشد الازمات الاخلاقية التي تعاني منها مجتمعاتنا.. وتعلمون سيادتكم ان الامر مربوط بجذور تاريخية بعيدة، منها الثقافي، ومنها ما هو بسبب الحروب والفقر والجهل والصراعات العرقية والدينية والطائفية والطبقية. الجديد في الأمر ان البلاد قد وضعت في طريق التطور الرأسمالي، وأن اقتصاد السوق قد بدأ في إفراز ظواهره السالبة، متمثلة في الجريمة المنظمة والموجهة ضد الاطفال والنساء، باعتبارها الحلقة الاضعف. لوحظ في الفترة الأخيرة ان هنالك اطفالاً تتراوح اعمارهم بين العاشرة والثانية عشرة، يتسولون بجانب شارات المرور، اللافت للنظر ان كل هؤلاء الاطفال أصحاب إعاقة واحدة وهي «السواعد المبتورة» ولان اعداد هؤلاء الاطفال كبيرة، فإن الأمر لا يمكن أن يكون صدفة، بل ان الراجح ان هنالك من يقف وراء اعاقة هؤلاء الاطفال، سواء أكانت عصابات او تجمعات متخصصة في إعاقة هؤلاء الاطفال. ومن ثم استجلابهم لاستدرار عطف المارة. كلنا يعلم ان للشرطة تقاليد وسبلاً في التتبع والتقصي والمتابعة لمثل هذه الجرائم التي لو تركناها لنخرت كالسوس في مجتمع يشهد أخطر تحولاته الاقتصادية والاجتماعية. ومن هنا فإننا نرجو من سيادتكم التدخل المباشر لمتابعة الأمر، ومن ثم إجتثاث الظاهرة. غنى عن القول إن الجانب الامني وحده لن يقضي على هذه الظواهر نهائياً، بل يجب أن تتبع ذلك دراسات ميدانية ترصد قضية استغلال الاطفال- دراسات تخرج بتصنيفات محددة لفهم الظروف التي يعايشها هؤلاء الاطفال، وكيفية المعالجة للمشكلات التي تؤدي لاستغلالهم. هذه الدراسة يمكن أن تقوم بها جهة تكلفها وزارة الداخلية «جهة بحثية» مع الاستعانة بمنظمة اليونسيف لما لهذه المنظمة من امكانيات وتجارب يمكن الاسترشاد بها. السيد مدير عام الشرطة: نعلم انكم قد توليتم هذا المنصب في ظروف بالغة التعقيد، ونعلم ان التحولات التي ستشهدها البلاد ستجعل الشرطة تواجه ما لم تواجهه من قبل، أقلها استغلال الاطفال والاتجار بهم، واستغلالهم جنسياً، واسترقاقهم وتجنيدهم في الصراعات المسلحة، واستخدامهم كقطع غيار. لكن ما نعلمه أيضاً انكم مثل سائر قادة الشرطة لا تريدون أن يرتبط عهدكم ببروز هذه الظواهر دونما التصدي لها. أخيراً وكما تعلمون سيادتكم فإن الوجود الشرطي المكثف في شوارع العاصمة لن يكون له اي اثر ايجابي على الامن، اذا لم يرتبط حقيقية مع المواطن الذي يجب أن تكون علاقته مع الشرطة تتبعاً للإعلان العالمي لحقوق الانسان، فالعلاقة بين الشرطة والمواطن يجب أن تتعدى اللافتة المعلقة في كل الاقسام «الشرطة في خدمة الشعب» الى حقيقة تجعل المواطن يفكر ومنذ الوهلة الأولى في أن يلجأ للشرطة لا أن يتردد في ذلك. وحينها سيكون المواطن هو قرون الاستشعار للشرطة في كشفها عن كل الجرائم، وملاحقة المجرمين.. ولن يحس بان الامر لا يعنيه. وتلك بداهات لا تغيب عن فطنتكم. وفقكم الله.