الخليفة تاج السر علي الشيخ في ذمة الله إلى جنات الخلد..

Quote: أبى العزيز، والدي الحبيب تاج السر علي الشيخ بقلم سارة تاج السر علي الشيخ أكتب هذه الرساله وانا اعلم انك لن تراها ولن تعرف بها وذلك لانك فى عالم اخر غير الذى نعيش فية فلقد صعدت روحك الطاهرة الى بارئها فى الثالث من اغسطس 2010. هل تعلم ياابى انى لم اكن موجودة ذلك اليوم فقد كنت ابعد عنك مسافات بعيدة كان بينى وبينك بحارا وأنهارا وصحارى وفيافى وغفار لقد فارقتك منذ عشرة ايام فقط يا حبيبي من رحيلك واذكر جيدا آيات الوداع التى حصّنتني واتحفتنى بها يوم سفرى فقد حرصت يوم السفر على أن اختم لك سورة البقرة التى طلبت منى قراءتها لك وكنت قد بداتها قبل اكثر من اسبوعين. فقد حرصت يوم السفر على ختمها لك كما طلبت منى، لا اعلم يا ابى فقد كان فى داخلى احساس بانى سوف لن اراك مرة اخرى وكان ينتابنى شعور بانى ان لم اكملها لك سوف اندم طول عمرى على عدم تلبية رغبتك فى تلاوة سورة البقرة كاملة، وكان ذلك الجزء الأخير، والحمد للة الذى ووفقنى الى ذلك قبل سفرى، أحمد الله وأشكره كثيراً على هذه النعمة. ابى الحبيب ... مهما سطرت وكتبت عنك لن اوفيك حقك ولا مثقال ذرة من الذى فعلتة لنا نحن أبناؤك وبناتك، فقد ارضعتنا الحنان والعفة والتواضع وكريم الاخلاق نحن يا ابى منذ ان كنا صغاراُ لم نرى فيك الا التواضع والزهد وحب الخير لنا ولسوانا نشأنا وتربينا على عزّة النفس والشموخ ودائما ما كنت توصينا بان لا ننظر لمن هو فوقنا بل لمن هو ادنى منا كما علمتنا فعل الخير وحب المساكين وكانك كنت تطبق التعاليم الاسلامية السامية ان اليد العليا خير من اليد السفلى فقد علمتنا ان نعطى ولا ناخذ وها نحن نسير على الدرب الذى علمتنا له منذ الصغر ونرجو ان لا نحيد عن هذا الخط الرفيع الذى رسمته لنا طوال عمرك الزاخر بالخير وحب الله العلي القدير ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. ابى وحبيبى وقرة عينى دائما كنت اراك شامخا كنت تمثل لى الكرم والزهد وكنت أنت من يملك الامكانيات المادية الوفيرة بحمدالله لا تطلب الا اليسير من الطعام وأيسر اليسير من متطلبات الحياة ودائما ما تذكر الاخرة وتذكرنا بها وما حبك للمديح النبوى الا جزءاً يسيراً من عملك للآخرة الذى كنت تحرص عليه ولا تفرّط فيه أبداً. بابا الحبيب، منذ ان وعينا فى هذة الدنيا ونحن نستمع الى صوتك الشجى وهو يمدح سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وما ليالى الذكر التى تقام فى دارنا دارك العامرة الاّ واحده من اعظم اهتماماتك بالسيرة النبوية وحب المصطفى صلى اللة علية وسلم ... اتاحت لى الظروف يا أبي الحبيب السفر معك مرتين الى قاهرة المعز والحق اقول فقد كانت من اجمل الايام التى قضيتها معك والوالدة العزيزة الحبيبة ريا احمد الشيخ رحمها اللة فقد اتاح لى القدر ان اخدمكم عن قرب وانعم بصحبتكم فقد عشت معك احلى ايام العمر كنت اتزود من نصائحك ونصائحكم الغالية وكنت احرص على تطبيق ما عرفتة منك فى تربية ابنائى حفظهم اللة وقد قمت بحمدالله ان بتطبيق نصائحك وآمل ان اكون قد حققت اليسير من نصائحك ... أبى الحبيب، دائما كنت تحثنا على العفو والتسامح وكنت حكيما فى تصريف شئون العمل والاسرة كانت نظرتك للامور ومشاكل الحياة من الحكمة بمكان حيث كنت ترى مالم نكن نراه حيث كانت نظرتك ثاقبة وكنت ترجح بعزم وقوة النواحى الشرعية القانونية والدينية السامية ولا تحيد عن ذلك مهما كلفك الأمر، لقد رايت ثورتك فى مصر حين واجهتك مشكلة تسجيل الشقة في المهندسين وكانت مدام فوقية تحاول اقناعك بان تحلف لدى المحامى زورا فما كان الا ان صرخت فى وجهها وقلت لها "احلف عشان شقة، تطير الشقة ولا اقع فى الحرام ابدا،" ورفضت رفضاً باتاً الإنسياق لنصيحتها السوء حتى تكمنت من تسجيل شقتك في المهندسين بالطرق القانونية الشرعية وأعانك الله على ذلك. كم كنت جميلا ورائعاً فى نظرى أبي الحبيب في ذلك الموقف. لقد كنت جميلا يا ابى ورائعاً فى كل شىء، حتى فى موتك كنت جميلا وسمحاً حيث رحلت بهدوء لم يشعر من حولك انك رحلت فقد حسبوك نائما ... ... يا اللة يا ابى كنا كنا نحس بمعاناتك مع المرض والبقاء فى الفراش مدة تزيد عن العشر سنوات ولكنك كنت صبورا فقد كنت راضيا بما كتبه اللة لك ولعل لله العلى القدير سرا فى ذلك فنحن نعلم ان الفرد منا يعمل الاعمال الصالحات ولكنها لا تمكنه من بلوغ الدرجة العليا التى قدرها الله له فى عال الجنان فيقدر اللة له من الابتلاء ما يبلغه تلك الدرجه. نسال اللة العلى القدير ان تكون قد بلغتها .... والدى الحبيب نحن لا نزكيك على الله ولكن نحسب انك من مغفورى الذنوب باذن الله فلتسامحنا ياابى العزيز الحبيب على اى تقصير منا ان كنا قد قصرنا فى حقك ولتغفر لنا ان اسأنا يوما اليك من غير ادراك منا وليغفر اللة لنا ذلك فنم هنيئا يا ابى فقد خلفت من الابناء والبنات والحمد لله من يسدون عين الشمس فى الوفاء لك والدعاء لك وللوالدة العزيزة الحبيبة ريا احمد الشيخ. ونسأل الله العلى القدير ان يبلغكم الفردوس العالي من الجنان ويغفر لكم ويجزيكم بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ويوسع لكم فى قبوركم مد ابصاركم ويغسلكم بالماء والبرد والثلج ويجعل قبوركم روضة من رياض الجنة إنه ولى ذلك والقادر عليه، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة اجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. إبنتكم الراجية عفوكم عفو الرب الكريم إن شاء الله، سارة تاج السر على الشيخ دبي 29 أغسطس 2010