|
|
 Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات (Re: بكري الخير)
|
العميد يوسف بابكر بدري:
يوسف بدري هو الإبن الثالث عشر لأبيه، و اخوته اثنتا وعشرون ( 8 أولاد
و 14 بنتاً ) والإخوة من أربع أمهات يشكلون هذه الأسرة الكبيرة.
أما أسرته الصغيرة تتكون من زوجة واحدة السارة موسى خالد وخمس بنات وإبن واحد، بالترتيب: بوران ، قاسم، بلقيس، نفيسة، لولا وأميرة.
السيرة الذاتية كما كتبها العميد يوسف بابكر بدري في كتابه قدر جيل:
1. رفاعة الطفولة 1912م - 1919م .
2. أمدرمان اليافع 1920م - 1925م.
3. رفاعة المراهق 1925م – 1927م.
4. كلية غردون 1928م – 1931م .
5. الجامعة الأميركية – بيروت 1932م – 1937م .
6. مستشفى ودمدني – وشفخانات الجزيرة ومؤتمر الخريجين العام 1937 – 1939م
7. مستشفى أمدرمان – وتأسيس مدرسة تدريب الأجزجية – أبريل 1939م -يوليو 1943م.
8. مدرسة الأحفاد – 1943م.
8/ب مدرس بالقسم الثانوي وناظر للمدرسة الوسطى 1943م – 1951م.
8/ج ناظر المدرسة الثانوية 1951م – يونيو 1954م
8/د عميد مدارس الأحفاد 1954م-1966م متسلماً قيادتها.
8/هـ العميد لمدارس الأحفاد وكلية الأحفاد الجامعية للبنات1966م-1976 م.
8/و رئيس كلية الأحفاد الجامعية للبنات 1980م-1990م ومُنح لقب بروفسور.
8/ز رئيس مجلس أمناء الأحفاد 1954م – 1995م.
ماذا أنجزت خلال الفترة 1943م – 1953م تحت قيادة أبي:
1. الإشراف على مباني المدرسة الثانوية في قطعة الأرض الصغيرة جوار مركز أمدرمان نهاية شارع الأمراء، حيث رحلنا فيها عام 1944م رغم ظروف الحرب العالمية وشح المواد.
2. حملة جمع التبرعات مع أبي، أو منفرداً من عام 1947م- 1950م.
3. قثافتتاح المباني الجديدة في حىّ العرضة فبراير 1952م.
4. الاحتفال الشعبي والجماهيري والرسمي بالشبخ بابكر بدري لإكماله خمسين عاماً كمعلم وإزاحة الستار عن تمثاله فبراير 1953م.
ثم ماذا بعد تسلمي قيادة الأحفاد:
5. افتتاح مدرسة ثانوي البنات 1955م.
6. مباني منازل المعلمين 1956م بسلفه من البنك العقارى المصري.
7. مباني النادي وحوض السباحة والجمنيزم 1957م.
8. مباني المدرسة النهرين الثالث والرابع 1955م – 1959م.
9. فتح فصل الفرشمان 1957م.
10. اخراج وطبع كتاب تاريخ حياتي لبابكر بدري 1959م – 1961م.
11. إخراج كتاب الأمثال السودانية لبابكر بدري 1962م.
12. القيام بحملة تبرعات من كل السودان لبناء مدرسة البنات الثانوية 1961م – 1965م.
13. ترجمة ونشر كتاب "حياتي" لبابكر بدري الجزء الأول باللغة الإنجليزية 1964م – 1966م.
14. انشاء كلية الأحفاد الجامعية للبنات 1966م ومدرستى العلوم الأسرية وعلم النفس.
15. بناء مدرسة البنات الثانوية 1966م – 1967م.
16. الدراسة في جامعة أكسفورد للماجستير 1963م – 1970م.
17. المدرسة النموذجية – 1965م – 1968م.
18. كلية الأحفاد الجامعية للبنات – تخرج أول دفعة، ست طالبات 1970م.
19. السعى لدى الحكومة للاعتراف بالمتخرجات للعمل بالدولة.
20. السعى لجامعة الخرطوم لتضيفنا إلى كشفها للقبول الموحد 1971م.
21. انشاء المعهد الالكتروني واختيار محمد بدري لعمادته 1974م – 1977م.
22. ترجمة ونشر كتاب "حياتي" لبابكر بدري الجزء الثاني باللغة الإنجليزية 1974م – 1978م.
23. انشاء كلية التنظيم الإداري 1977م.
24. احتفالات الأحفاد باليوبيل الماسي 1979م – 1982م.
25. الطلب من التعليم العالي للنظر في ترفيع الدبلوم إلى بكالاريوس 1980م.
26. اقتناعي وقناعتي بالحاجة لمباني إضافية للتوسع والتجويد 1982م.
27. اخراج كتابي " نحو النور، ولنواصل المسيرة" لدعم المباني 1983م.
28. تكوين اللجنة القومية لجمع التبرعات للمباني 1983م.
29. الطواف على الأقاليم لجمع التبرعات للمباني الجديدة 1983م.
30. خريجات كلية الأحفاد الجامعية يمُنحن البكالاريوس 1984م.
31. اعداد مشروع متكامل للتوسع في المباني 1984م وتقديمه للدولة (وزارة التخطيط) وقد ادخلته في مشروعات التنمية عام 1985م – 1996م.
32. انشاء كلية التنمية الريفية عام 1987م.
33. انشاء كلية الطب عام 1990م.
34. المباني الجديدة للجامعة، افتتاح المكتبة عام 1991م، مباني علم النفس، الإدارة، الطابق الأرضي للمدارس بالمباني الجديدة.
35. اعتراف الدولة بترفيع كلية الأحفاد إلى جامعة الأحفاد للبنات 1995م.
36. حضور آخر حفل تخريج حضره رئيس الجمهورية وتم فيه ترفيع كلية الأحفاد الجامعية لجامعة الأحفاد للبنات. وصدر قانون بذلك.
37. رحيل العميد يوسف بدري في 19 يوليو 1995م وشُيع من جامع الخليفة بأم درمان ودُفن بجوار والده بجامعة الأحفاد.
الأوسمة والوشاحات والدرجات الفخرية التي نالها العميد يوسف بدري:
1. 1982م نال درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الخرطوم.
2. 1983م نال درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة برستول.
3. 1987م نال وشاح التعليم الأهلي الذهبي من الجامعة الأهلية.
4. 1989م حصل على وسام النيلين من الطبقة الأولى.
5. 1994م منح وسام النيلين من الطبقة الأولى للمرة الثانية في احتفال قومي.
6. 1994م تم احتفال قومي تكريماً وعرفاناً بجهوده في خدمة التعليم لخمسين عاماً. وقد كرمته الدولة بتسمية أحد شوارع أمدرمان باسمه وصيدلية شعبية تحمل اسمه.
مساهمات للعميد يوسف بدري في المجتمع:
1. أحد مؤسسي المجلس القومي للبحوث ورئيس مجلس ادارته في عام 1971م.
2. أحد المشاركين من مؤسسى الجامعة الأهلية وعضو مجلس أمنائها منذ انشائها في عام 1986م وحتى وفاته.
3. عضو مجلس أمناء كلية المليك العليا للبنات.
4. من مؤسسى ومساندي كلية النصر التقنية.
5. ترأس الجمعية الفلسفية السودانية لما يزيد عن عقدين من الزمان من تاريخ 1956م وحتى عام 1971م واستمر عضواً بها.
6. بادر بتأسيس جمعية " الإنسان والمحيط" بعد مشاركته في المؤتمرين العالميين للبيئة بنيروبي والدنمارك عام 1974م و1975م والذي تمخض عنهما تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
7. من مؤسسى جمعية الصداقة البريطانية السودانية ورئيسها لعدد من السنوات.
8. ترأ س الجمعية السودانية لتقدم العلوم عام 1968م.
9. عضو مجلس الكشافة ومن المشاركين بتأسيس دار المرأة والمرشدات بأمدرمان.
10. مساند لكل الاتحادات والجمعيات النسوية ابتداءً من مشاركته بكلمة في افتتاح الاتحاد النسائي في 1952م وكذلك مساندته لاتحاد نساء السودان وجمعية الصحوة النسوية وجمعية الامام المهدي النسوية.
11. كان الراعي لجمعية بابكر بدري العلمية للدراسات النسوية منذ انشائها في عام 1979م وحتى وفاته عام 1995م.
12. ترأس جمعية خريجي جامعة أكسفورد.
13. نائب رئيس أمناء وأمين صندوق منظمة الشباب الوطني منذ عام 1964م -1969 م.
14. عضو مؤسس وراعي جمعية أكاديمية السلام – فرع السودان والتي تأسست عام 1989م.
15. رأس لجنة كتاب موبيل عن السودان لاخراج كتاب ثقافي عن السودان خلال الفترة 1990م- 1995م.
16. من مؤسسى وراعي للجمعية السودانية الأميركية للتعليم.
17. عضو لجنة التعليم الأهلي العالي.
18. عضو نادي الروتاري.
19. عضو مجلس أمناء مكتبة البشير الريح.
20. عضو منظمة الألسكو عام 1977م.
21. عضو اللجنة القومية لليونسكو لثلاثة عقود.
22. عضو محكمة الأحداث بأم درمان وهي المحكمة الوحيدة في البلاد المختصة بقضايا الأحدات وحتى إيقاف المحكمة.
23. اهتم بتخصيص المنح الدراسية للجنوبيين الطلاب ثم طالبات الأقاليم بالجامعة من جنوب البلاد وغربها وشرقها وشمالها والمعسرات من العاصمة.
24. شارك في العديد من المؤتمرات في السودان مثل المؤتمر الاقتصادي، ترقية المناهج، الخفاض.
25. بدأ الاحتفال بذكرى بابكر بدرى من 1955م – 1970م. وبدأ الاحتفال بيوم المرأة العالمي باسم أسبوع المرأة عام 1975م،
26. شارك في مؤتمرات عديدة أهمها مؤتمر السكان بنيروبي والدنمارك 1975م، واليونسكو والالسكو.
27. شارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي ناقشت قضايا التعليم، كتاب حياتي للشيخ بابكر بدري في المسلسل الإذاعي السيف والفانوس وعدد من البرامج حول سيرته الشخصية وإنجازاته.
28. أقام ندوة اسبوعية بمنزله تحت مسمى ندوة الثلاثاء منذ عام 1970م لمناقشة قضايا الوطن يؤمها عدد من مثقفي المجتمع وتواصلت بعد وفاته باسم ندوة العميد.
مواضيع ندوة الثلاثاء:
30/1/1973م: موضوع ندوة الثلاثاء وكان معوقات التسويق – الخدمة المدنية والوزارية.
13/3/1973م: ندوة الثلاثاء، كانت عن تطوير مكتبة أم درمان المركزية. وقد حضر الندوة كل من : محمد خير عثمان وزير التربية وعبداللطيف فضل من الحكومات المحلية بالإضافة إلى الأعضاء. وأخذ المحضر د. سكر ولم يحضر كل من سليم ومحمد الياس لعذر.
27/3/1973م: ندوة الثلاثاء عن اجتماع لجنة اليونسكو للتعليم العالي، بحث غني وموضوعي حول التعليم العالي لبناء الجامعة لرفع مستوى العلوم الطبيعية والرياضيات وتوجيه التعليم وتنفيذ التوجيه بقانون.
رؤيته في وضع المنهج:
من هذا المثال: توضع الخطة الدراسية التي تدرس واضعة الأهداف موضع الصدارة ومستوحية منها المادة. وهذه الأهداف التي أرى أن تنمي وتتحقق سأصوغها في كلمة واحدة هي: " بتقدم " حيث يرمز كل حرف من هذه الكلمة إلى الهدف الشمولي الأعم وهو تنمية الملكات الآتية والتي إذا نميت ستكون هي الأداة لإحداث التحول المعيشي أو التغيير الاجتماعي أو الإنضباط السلوكي أو كما ترون أن تسموها. وهذه الملكات هي:-
1. ملكة الإبداع والخلق.
2. ملكة التفكير.
3. ملكة الاقتحام.
4. ملكة الدراية بتطوير ملكة العقل الفاحص.
5. ملكة المقدرة والثقة.
إن الطريق لتنمية هذه الملكات سهل ومجرب في الماضي ضمن برامج وخطط المدارس على جميع مراحلها. وأذكر منها على سبيل المثال:- الجمعيات المدرسية ؛ كالفلاحة والمناظرة والاصلاحات والمسرح المدرسي والتعاونيات الخ ... وقد تستجد أخريات مع التطور الحديث في المناهج ومع المد الحضاري المتلاحم.
مساهماته في تجديد المناهج:
• أدخل في مادة التاريخ لطلاب الثانوي منهج تاريخ السودان عام 1957م وطلب من دائرة المعارف البريطانية ذلك عام 1948م وطالب بادخال مادة الدين الإسلامي عام 1965م كمادة تُمتحن في الشهادة.
• أدخل مادة التربية الوطنية في الثانوي وفي الجامعة منهج دراسات سودانية، والدراسات النسوية ، الارشاد الريفي ، وتنمية المهارات.
مقولات العميد يوسف بدري من كتابه قدر جيل:
1- الأحفاد والدولة:
لقد تعاقبت على السودان منذ الاستقلال حكومات عديدة في تعدادها ومتجانسة أو متباينة في توجهاتها وفلسفاتها، والأحفاد تسير في نهجها الذي اختطه ولم تحد عنه قيد أنملة، ذلكم النهج الذي يقول: ( لا سرية ولا إرهاب في التعليم)، والذي يقول: ( السياسة مس من الشيطان والعلم قبس من نور الرحمن)، والذي يقول: ( العلم قبس من نور الله لا قيود تحده من لغة أو قومية أو موقع لأنه نور الله وأنه رب العالمين).
2- الأحفاد والشعب والدولة:
لقد حظيت الأحفاد بتأييد الشعب السوداني ودعم الدولة عبر هذه التغييرات في نظام الحكم خلال مراحل التغيير، إلاّ نذراً يسيراً ممن لم ينفذوا إلى أعماق رسالتها المتجردة.
3- الأحفاد وخريجوها:
لقد اكتسبت الأحفاد ثقة الآباء والخريجين والخريجات عبر مراحلها التعليمية، وهي اليوم جامعة للبنات تتمتع بثقة عارمة تتمثل في زيادة الراغبات في التحاق بها.
4- الأحفاد والتعاون الدولي:
لقد عرفت الأحفاد في الأوساط الدولية والحكومات الأجنبية بأنها قلعة ومنارة لحرية الفكر وحسن الأداء والاستقرار والمواقيت.
5- الأحفاد مؤسسة قومية:
صحيح أن بابكر بدري هو مؤسس مدارس الأحفاد. وصحيح أنا إبنه الذي خلفه في تحمل هذه التبعة والمسؤولية، وصحيح أن إبني قاسم بدري هو الآن الذي حل محلي، وصحيح أن بالأحفاد اليوم عشرة من آل بدري يعملون فيها وقد يزداد عددهم، وصحيح أنها تبدو مؤسسة أسرية، غير أن الواقع هو غير ذلك، إذ ليس غالبية الأهلين من آل بدري من آثر أن يعمل في الأحفاد، بل من اقتنع وآمن برسالتها الشاقة الوعرة المسالك، ولكنه استلهام من لدن عزيز رحيم. فالرحمة وحب الإنسان السوداني، والرغبة في خير الناس كل هذه هي الرسالة التي آمن بها كل من يعمل من آل بدري في الأحفاد فهم بذلك نواب الشعب السوداني في مؤسسته هذه.
إن هذه الروح العالية والوئام التام الذي يسود جو الأحفاد، وسيظل كذلك، أساتذة وعاملين وطالبات، فكأنما . وأنا فخور بهذا وسأورد هنا حقائق ست أدلل بها على ما ذهبت إليه من قومية الأحفاد، وهي: آوت الأحفاد:
1) مدرسة رمبيك الثانوية من عام 19665م إلى عام 1972م.
2) الصناعات القومية من عام 1972م إلى عام 1982م.
3) مدرسة بيت الأمانة ومدرسة المهدي بنات من 1971م إلى عام 1981م.
4) مدرسة النهضة بنين من عام 1981م إلى عام 1993م.
5) جامعة جوبا من عام 1990م.
6) إن حملات الاكتتابات العامة من كل بقاع السودان، والتي بلغت في عام 1933م – (3350 جنيه) – عام 1944م – 1950م (12000 جنيه) – عام 1961م -1965م (25000 جنيه) – عام 1982م – 1992م عند كتابة هذا والتي جمعت من الجمهور " أربعة مليون وأربعمائة" إضافة إلى ذلك دعم الدولة والدول المتعاونة. وإن كلا البابين " الدولة والشعب" مفتوحان الآن ومستقبلاً، لأن الأحفاد مؤسسة قومية. ويعد هذا شاهد على سند الشعب للأحفاد، وتدل قناعتة الدولة بضرورة وجود الأحفاد. وفعلاً دعمتها ورعتها، فاكتسبت شهرة عالمية جعلت عدداً من الجامعات بأوربا وأميركا ومصر وأفريقيا تقيم معها علائق ثقافية وأكاديمية. وأيضاً أقنع بعضاً من المؤسسات الدولة أن تدعمها، مثل ذلك هيئة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للإنماء وصندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية واليونسكو واليونسيف. وذلك بالإضافة إلى التعاون مع الوكالات العالمية كوكالة التنمية لما وراء البحار البريطانية والجمعيات غير الحكومية كمؤسسة فورد وأخريات بدأن معنا حديثاً. كل هذا التعاون تم عن طريق الدولة. فقد تطور قسم التنمية الذى نشأ مع قيام الجمعية التشريعية في وزارة المالية إلى وزارة التخطيط الاقتصادي، وأصبحت هي المنسقة والمنظمة للتعاون الدولي للقروض التي تستدينها الدولة.
7) مهدت الأحفاد الطريق لأهل الدراية والقدرات أن يفكروا ثم ينشئوا مؤسسات التعليم العالي غير الحكومي ككلية أمدرمان الأهلية عام 1986م.
وفي عام 1990م عندما أعلنت الدولة برنامج الثورة التعليمية، انفتح الباب على مصراعيه لتلجه مبادرات أربعة عشر طلباً لإنشاء كليات عليا. ولا أخالني جانبت الحقيقة إن قلت أجرها يقع للأحفاد " الدال على الخير كفاعله". فاقتحام الأحفاد شجع الناس وأقنع الدولة. فالأحفاد بعد كل ما تقدم أصبح اسمها في الحقيقة رمزاً لمؤسسة تمكنت من شعاب قلوب أهل السودان وحُظيت باحترام شعوب عوالم أخرى. وزيادة على ذلك أقول إنها رسالة قدسية يشع نورها في العقول والوجدان، لأن كلمة الأحفاد أصبحت مرادفة للمصداقية والطهر والنقاء".
غريب أن يبدأ الشخص سيرته الذاتية من منتصف العمر وذلك لأنها إمتداد لحياة أبي وأنا فخور بذلك فقد خلفته في مسيرته العملية والتعليمية وشابهته في حبه للإنسان السوداني وإيثاره له حتى على نفسه فكانت الأحفاد الإبن والزوجة والعمل والحياة معنىً وحساً حتى وصلت بها إلى جامعة نسوية تحكي كفاح شعب وتطلعات أمة وعمل تطوعي عام انتظم جميع السودان شعباً ودولة فكانت منه وبه وله وعلمته معنى الحياة إدراكاً لعمقها وجمالها وخصوبتها. ولله در القائل:
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان
وكيف يتم الذكر بلا إعمال للفكر وتحقيق للذات وملذات في الخلق والإبداع والسير نحو النصر وكشف للستور الغامضة وتنبيه للنفوس الحائرة وشحذ للهمم القعيسة، وانفتاح نحو البشرية في جميع عوالمها وتنوع آفاق سموها وتدنيها."
أما تجربتي في الحياة فأود ألخصها في كلمة هي: "الحب" فمن سار في دروب المحبة خلص من شوائب الحقد والمكر والكذب والنفاق فسمت نفسه نحو السموق الذي هو من سمات الخلق العظيم الذي وصف به الحق جلّ وعلا أفضل الخلق. وثانياً العلم، لا تحده سن ولا يلحقه آسن إذا إستمر حامله في ممارسته. ويجب على طالب العلم أن يبتعد عن التحيز والابتعاد عن حامله في ممارسته عن الخصائص الآتية التي أجملتها في كلمة " كِخْ ": ( كاف الكبرياء والكسل والكذب. وخاء الخوف والخجل والخمول" ).
الاحتفال بعام المرأة العالمي:
15/3/1975م: بدء مهرجان الطالبات بعام المرأة الدولي. أعددن له منذ أول العام حيث تحدثت لهن في الفصول وفي اجتماع عام، وقد قمن به اعتماداً على أنفسهن وبحماسهن وصرفن عليه من اشتراكات جمعنها. زار المهرجان وافتتحه بدعوة مني، الدكتور منصور خالد وزير التربية وأعجب به وقال وهو خارج لعربته: " سنعمل ما ينفع الناس" وقد عنى بذلك الآية الكريمة: ( أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ولعله جاءت إلى ذهنه بما شهد من تاريخ وصور ومما يدل على أنه عاش في تلك الفترة بخياله ووجدانه.
21/3/1975م: انتهى مهرجان الطالبات بحفل راقص من موسيقى سلاح المدفعية التي تبرع بها اللواء تاج السر المقبول وتحدثت أنا مشيداً بثلاث نقاط:
1. العمل نابع من الطالبات.
2. التكلفة تحملتها التبرعات.
3. هذا تعميق لفلسفة الأحفاد في أخذ المبادرة والعمل الطوعي.
مقتطفات عن العميد في ذكرى تأبينه من عدد من الكلمات التي قدمتها الشخصيات الكبيرة
في البلاد:
السيد عزالدين السيد – رئيس مجلس جامعة الأحفاد:
كان رجلاً لا يعرف المستحيل ولا تثنيه التحديات والمصائب، يحدد غايته ومقصده ويرسم أهدافه مرحلة بعد مرحلة حتى ينال غايته ويبلغ مقصده. لم يكن ما كان لذاته وانما كانت غاياته ومقاصده لشعبه وخدمة هذا الارتقاء بواقع بناته، وقد سلك طريق العلم يتيحه لهن ميسوراً، تمكيناً لهن في كل الساحات وبمثلما لا يعرف المستحيل لا يعرف اليأس إلى قلبه سبيلاً وتعلو همته فوق كل الصعاب. لقد كان رحمه الله صبوراً مثابراً مرابطاً في ساحات العلم والتربية زاده التقوى والبصيرة النفاذة وحبه للناس.
فقرات من شعر المهندس إبراهيم عمر الأمين:
ولدت قرين السعى والبذل والكد وعشت رفيق العلم مذ كنت في المهد
نشأت على التقوى على العم والحجى وحلقت في الآفاق نســراً بلا ند
تطلعت للأعلى سمواً ورفعــة تصديت للأقسى أتيت بما يُجدى
السيد إبراهيم أحمد عبدالكريم:
ظل العميد يوسف بدرى ممسكاً برسالة والده الفخم يمناه ويسراه- اغرورقت عيني بدموع العزة والفرح وأنا أشهد تخريج ابنتي في أول دفعة من جامعة الأحفاد للبنات والبروفسير الشامخ يوسف بدري يستمع لقرار السيد رئيس الجمهورية بترفيع كلية الأحفاد الجامعية إلى جامعة في الثالث والعشرين من مايو من هذا العام – لعله بات ليلتها قرير العين بعد أن توج جهود والده في تعليم المرأة بقيام أول جامعة للبنات بالسودان .. لله دره بعد أن قام ذاك الصرح بمجهود خارق لا يقوى عليه إلا أولو العزم من العباد. لقد ظل العميد يوسف بدري يبنى وينشىء الأنفس والعقول بيد ويصقل ويعد ابنه البروفسير قاسم لحمل الرسالة من بعده وهو قمين بذلك.
السيد صالح عبدالرحمن يعقوب:
إن أمر رعاية كلية الأحفاد الجامعية للبنات كان وحده كافياً ليستحوذ على كل وقت الفقيد إلاّ أنه كان نجماً ساطعاً ومشاركاً مشهوداً له بغزارة العلم ورجاحة العقل في كل الندوات والمؤتمرات الثقافية والتربوية والاجتماعية، سواء كان ذلك على مستوى السودان أم المؤسسات الإقليمية مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أم العالمية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.
عُرف فقيدنا بالزهد والعزوف عن زخرف الحياة وتميز بالهدوء وحلاوة الحديث وطيب المعشر يلقاك بالبشر فتهش للقائه ويغيب عنك فتشتهى أن تلقاه.
لقد كان الفقيد العزيز ركيزة للتعليم الأهلي عمّر مجالسه ولجانه بحضوره الدائم ومناقشاته الثرة الحكيمة .. تعلمنا منه الحكمة والمثابرة والكبرياء.
السيد موسى يعقوب:
كانت للرجل رؤاه الواضحة والمتميزة التي نأت به عن أسر المذهبيات وقوالب السياسة الجامدة. ولم يقصر هنا في خدمة هدف من الأهداف الوطنية والعامة - فيما أعلم ويعلم غيرى. وقد كان هذا ديدنه في كل الأحوال إذ كان حاضراً في كل أمر ذى بال حتى آخر لحظة من حياته العامرة حيث شارك الفقيد وعمل في سائر خطط ومراحل تطوير التعليم في السودان بصفة عامة وبخاصة في السنوات الأخيرة سنوات ما يعرف اليوم بثورة التعليم العالي التي وجد إطارها وعلى المستوى الشخصي والمؤسسي اعترافاً وتقديراً ودفعاً لمسه في حياته قبل وفاته. وأحسب أن مناسبة التخريج الأخيرة (مايو 1995م) شاهداً على ذلك إذ كانت حفل عرس كبير بطله العميد يوسف بدري الذي تألق فيه في حضرة الدولة والمجتمع معاً وعلى مرأى ومشهد من آذان وعيون الإعلام التي نقلت ذلك الحدث ووثقته أيما توثيق مثلما فعلت بالأمس عندما نقلت مراسم انتقاله إلى مثواه الأخير. والراحل قمين بذلك وجدير في كل الأحوال لأنه من القلائل الذين أدوا دورهم ورسالتهم على ما يُرام ... ولهذا فإن غيابه سيكون بارزاً عند كل منعطف ومشهد غير أن العزاء دائماً وأبداً هو أن أعمال الخالدين وأفكارهم وخبراتهم لا ترحل معهم لأنها كتاب نفتحه، نقرؤه ونستمد منه كل حين.
السيد نصرالدين شلقامي:
كان الرجل مزيجاً عجيباً من الافولاذ والحرير ... صلداً كالصخر ناعماً كالضباب المنطلق يحمل بين جوانحه قوة وصلابة نادرتين ... كما يرسل دائماً سلاماً هادئاً كاملاً محبباً ... ويقيني أن الرجل مؤسسة فريدة وفذة وسيبقى ناك في قلوب عشاق الحرية والقيم النبيلة التي عاش من أجلها وعاشها وقاتل وشقى وناضل من أجلها حتى الأنفاس الأخيرة.
كان للرجل منهجاً خاصاً في مشوار التعليم الخاص فقد اتسعت الأحفاد لإستيعاب الطلاب المفصولين من مدارسهم بسبب النشاط السياسي من اليمين واليسار لا فرق ... وشمل ذلك المعلمين ... وكنا نشاهد بعض الطلاب الفقراء يجدون لهم مكاناً بالمجان ... بل يجد بعضهم السكن والمصاريف اليومية..
ولأن يوسف بدري كان يرى فى الأحفاد أكثر من فرص التعليم الأكاديمي فلقد إمتدت صلاته بالمئات من تلاميذه في مواقعهم المختلفة بعد تخرجهم في الجامعات وتقلدهم لأعمال شتى في المواقع
ماذا يمكن أن يسطره القلم عن رجل من حيث أتيته وجدته بحراً وعلماً يفيض انسانية. أرستقراطي شعبي ... مزج بين النبل والأصالة في لباسه الأفرنجي أو لباس ابن البلد بالعراقي والمركوب. حتى لغته هى مزيج محبب وخاص فيها أمل مفردات العصر وفيها أمل مفردات الناس العاديين.
رحل يوسف بدري وبقى فينا ممتداً في الأبناء والأحفاد جيلاً بعد جيل .. رحل في هدوء مقاتل أنجز معركة النجاح والدنيامية ودخل في نسيج المجتمع كله نسائه ورجاله على امتداد الأجيال.
الدكتور الطيب صالح:
" الخصال كلها التي عرفت عنه: الوفاء، وكرم الطبع، والحكمة والعلم مع البساطة والتواضع‘ والإيمان بأن الخير غالب في الحياة، وأن العمل والتطبيق، هما رائدا الفكر والتنظير".
الدكتور البشير البكري:
"غرست شجرة في دارك كي يستظل تحتها أخوان الصفا والسمار .. لا يناقشون مشاكل (الأحفاد) وشؤونها فقط بل شؤون البلاد كلها. وكأنها برلمان ذلك المجتمع المدني الذي حرصت أن يقوم بعيداً عن السلطة، وهو في الوقت نفسه سلطة روحية وزمنيه. أكانت هي بيت الحكمة؟ أكانت منتدى الخريجين؟ أكانت كرامة ابن هانى؟. إنها كانت ذلك كله. حرية في الرأي، وسلامة في القصد، وجمعاً للمشل، وبيتاً للمستقبل، وملجأ للحائر، ومحراباً للعابد. وكنت أنت كل ذلك يا عميد العمداء .. الشورى والحق والجمال".
االسيد الصادق المهدي:
اتخذ نهجاً أهلياً حريصاً على التجديد والترقي المستمر حريصاً على الأخذ يسد القطاعات المستضعفة عرقياً وجنسياً واجتماعياً. وقديماً قيل أن رقى الحضارة يُقاس بمعاملتها لضعفائها. وبمساهمته البناءة تبوأت المرأة السودانية مكاناً علياً بل صار أنموذج نهضتها المعتدل مضرب الأمثال. وكان العميد محركاً نشطاً لتكوين أسرة محررة من التقاليد البالية متجردة للتعليم مؤهلة نفسها لذلك بالبلاء والأداء لا محض الحسب والنسب. واتخذ نهجاً حياتياً زاهداً صابراً عللا الابتلاْ بالسراء.
وكان العميد شعلة فكرية ترعى حركة فكرية تحاول جهدها أن تجد لمجتمعنا الحائر نوراً يمشى به.
وكان العميد نصيراً لا يفتر لكرامة الإنسان السوداني وحرياته الأساسية. وكان العميد مثالاً للشيخ المندفع نحو غاياته الرسالية بهمة الشباب: كأن عدة أرواح تقوم به فليس يهدأ ولا تهدأ رغائبه:
وإذا ما رأيته مطرقاً يعمل فيـــما يريـده أفكـــاره
لم يدع بالذكاء والذهن شيئاً في ضمير الغيوب إلا أثاره
مضى الحبيب الراحل إلى أخراه متوجاً بالعطاء والإنجاز والانحياز للإنسانية جمعاء وحسن الأداء مشيعاً بأنات المحبات والمحبين، ودعوات العارفات والعارفين وترككم وصية حية مكتوبة باللحم والدم والأعصاب والقدوة فامضوا على نهجه مجتهدين لا مقلدين.
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-10-10, 07:22 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-10-10, 07:44 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-10-10, 02:11 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | tayseer alnworani | 07-10-10, 03:53 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-10-10, 06:50 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-11-10, 02:11 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-13-10, 07:46 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | Safia Mohamed | 07-13-10, 08:26 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | Mahassin Ibrahim | 07-13-10, 09:30 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | Abdelgadir Galal Ahmed | 07-13-10, 02:36 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-13-10, 08:15 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-14-10, 12:42 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-14-10, 02:21 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-15-10, 08:12 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-15-10, 02:48 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-15-10, 06:54 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-16-10, 06:11 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-17-10, 06:19 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-17-10, 08:55 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-17-10, 08:34 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-18-10, 07:04 PM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-19-10, 07:14 AM |
| Re: افتتاح المعهد الإقليمي لدراسات الجندر والتنوع والسلام وحقوق الإنسان بجامعة الأحفاد للبنات | بكري الخير | 07-20-10, 11:43 AM |
|
| |
بكري الخير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست