السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته. من المعلوم بالضرورة أن التركيبة السكانية في إقليم جبال النوبة ذات طبيعة خاصة، فلا يوجد نوباوي لا يفتخر لانتمائه لإحدى قبائل النوبة التي تزيد على خمسين قبيلة في 99 جبل. وتأسيسا على هذه التركيبة، والخصوصية السكانية التي تمتاز بها جبال النوبة، إلآ ان إذكاء النعرات القبلية وإثارة الفتن التي قد تؤدّي إلى التناحر والتباغض والكراهية بل والتقاتل على توافه الأمور كما يحدث مثلا في بعض المناطق السودانية الأخرى، لم تكن لها وجود على الإطلاق، بل النوبة استحسنوا استثمار التعددية القبلية ووظفوها فأصبحت «نورا» اضاء للجبال ودفع به إلى الأمام رغم التهميش والإقصاء والإبعاد المتعمد من حكومات المركز. و لكن رغم التعاضد والتكاتف القبلي عبر العصور والأجيال بين نوبة الجبال لدرء الأضرار ومجابهة الظلم والاعتداءات الخارجية التي تستهدف وجودهم وتأريخهم وهويتهم. إلآ أنه خلال السنوات القليلة الماضية، حاول ويحاول بعض أبناء النوبة -خاصة من نوبة الشتات والمهجر، تأجيج الأوضاع واللعب على النعرة القبلية بين النوبة، وتحديدا بين قبيلة "اما" النيمانج وجيرانها من القبائل الأخرى، وذلك من خلال مقالات وبيانات وتسجيلات مسيئة لـ (اما) ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها مؤخرا. وهنا مكمن الخطر. فالأوضاع في السودان بشكل عام، ومنطقة جبال النوبة، بشكل خاص، لا تتحمل ازكاء الصراعات القبلية، بأي حال من الأحوال، خاصة وأن النظام السوداني، يترقب ويترصد، وينتظر الفرصة لتنفيذ مخططاته وتخريب وتدمير المنطقة، وإثارة الفوضى، وزرع الفتن، مثلما حدث في دارفور، عندما هجر السكان الأصليين واستبدلهم بالمهاجرين الجدد. إن هذا الوضع، يجب أن يتم معالجته بالسبل والطرق السلمية، ومن الضروري الاحتكام إلى العقل بدل استنفار العصبية ونعراتها لفض النزاعات، فقد تؤدي آثارها السلبية إلى الترسخ في الوعي الجمعي لتصبح كقنبلة موقوتة يستغلها العابثون متى شاءوا. ونسأل هنا، لصالح من ازكاء وتأجيج الصراع بين قبيلة (اما) وجيرانها خاصة وأن الجميع خاسر، ولا يوجد فيها رابح واحد؟ لابد إذاً من قطع الطريق على أولئك الذين يستثمرون في هذه القضايا العكرة لتحقيق مكاسب سياسية أو مادية أو كيفما كان نوعها، لأنه من السهل إشعال فتيل هذه المنازعات لكن من الصعب بل المستحيل التنبؤ بنهايتها. وحرصا من أبناء (اما) النيمانج على التعايش السلمي بين كل قبائل النوبة في المنطقة.. يجب توضيح الاتي: 1/النوبة شعب من عدة قبائل وبلغات متعددة، عاشت بسلام واستقرار عبر التأريخ والأجيال ويجب أن يظل الوضع كذلك. 2/لا يمكن قبول، الحصول على مغانم الشهرة، والمناصب والزعامة «مغمسة» بإذكاء النعرات القبلية وزرع الفتن. 3/ إن النعرات القبلية لا تولد للشعب النوباوي إلا الخراب والدمار، فينبغي للعاقل أن يعي ذلك وأن يدرك أن الأعداء يغذون ذلك للقضاء على تلاحم و وحدة هذا الشعب العظيم. 4/أبناء (اما) لم ينجروا وراء أصحاب الفتن، والمغرضين الذين يسعون لإفساد وتهديد التعايش السلمي في المنطقة. 5/يقال، رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه، فقبيلة (اما) تعرف قدر نفسها. 6/من كانت له قضية شخصية مع أحد أبناء (اما)، عليه تصفية حساباته بعيدا عن القبيلة. وفى النهاية، نثق في قوة وشجاعة عقلاء القبائل الأخرى، ونرى إنهم قادرون على التحرك والتصدي القوي الذي لا هوادة فيه لكل من تسول له نفسه تأجيج نيران الفتنة والعزف على أوتار شق الصف وغرس معاول الهدم في بدن الشعب النوباوي من خلال الإساءة للقبائل، لأن المرحلة هي مرحلة بناء وتعاضد وتكاتف وتماسك، وليست مرحلة السقوط في بئر الفرقة والتشتيت والمصالح الشخصية. و دمتم متحدون. رئيس رابطة ابناء (اما) النيمانج بالولايات المتحدة الامريكية شريف دبيب. 10/11/2018
العنوان
الكاتب
Date
بيان هام.. من رابطة أبناء (اما) النيمانج بالولايات المتحدة إلى القبائل النوباوية الأخرى مع الإحترام
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة