ملتقى السودان الاجتماعي : رسموا اللوحة حضوراً ومشاركة في ذكرى الاستقلال بجدة

Quote: عزيزي صلاح كشة لك الله على هذا الوصف الآسر ، والأسلوب الراقي،، مقالك يا صلاح من الكتابات النادرة التي تقدم المعلومة ومتعة القراءة في آن واحد، وهي كتابة تخرج من النمط التقليدي الى كتابة متفردة تفتح لك كوى الخيال بكلماتها الموحية المنتقاة بعناية، هي طريقة نفتقدها حقيقة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الكتابات الرديئة السقيمة، فلك التقدير وأنت تعيد الي الكتابة ألقها وبريقها ووهجها المفقود، أخي صلاح حفل الملتقى كان بالفعل مناسبة لا ينبغي أن تمر مثل بقية المناسبات، فالمناسبة كانت احتفاء بعيد الاستقلال المجيد، والمنظم ملتقي السودان الاجتماعي، هذا الكيان الذي تمرس جيدا في اصطياد لحظات الجمال وتأطيرها وقولبتها في بوتقة تنصهر فيها كل المعاني الانسانية الراقية، وحق لهذا المنتدى أن يكون في قمة هرم الوعي الوطني، وعلى رابية التنظيم الدقيق، والانضباط الذس يمكن للدهشة انطلاقتها اللامحدودة لتنتظم الحضور مع كل فقرة، وكل اطلالة جميلة للمبدعين لتسري الفرحة في النفوس الظامئة سريان النسيم العليل على سعيفات النخيل في الصباح الباهي النضير. كان الحضور في ذلك الحفل وقد تداعت الى أذهانهم العديد من الصور والمعاني عن الاستقلال ، عن الشاعر أحمد محمد صالح، عن عبد الله الطيب وهو يؤلف نشيد الوطن من قصيدتين احداهما من أحمد محمد صالح والأخرى لشاعر مجهول من الجزيرة بعث بها عن طريق البريد، عن اسماعيل الأزهري والمحجوب وهما يرفعان علم الاستقلال، عن السيدين الجليلين الميرغني والمهدي، عن بادي أبو شلوخ والرشيد وعلى دينار والمهدي سيد السيف والتعايشي، وابراهيم الخليل قائد الملازمين، الذي حين استشهد في كرري اشار أخوه الضرير الى الأمير يعقوب جراب الرأي قائلا (يا الضايقين حلاتها مرها ضوقوه) فما كان من يعقوب الا أن استوى على صهوة جواده ميمما شطر الأعداء ومن خلفه أبطال الراية الزرقاء فيموت وهو على جواده في مشهد قال عنه تشرشل في كتابه حرب النهر (انهم لم يموتوا بل علموا الناس معنى الشجاعة) كل هذه المعاني كانت حاضرة في ذلك الحفل البهيج، كلهم كانوا هنالك بكافة ألوان طيفهم السياسي والاجتماعي والثقافي ينشدون (اليوم نرفع راية استقلالنا) وباقة أخرى من الاكتوبريات، لم يتورع الشيوخ عن الانسجام مع أنغام الموسيقي التي أجاد تنويعاتها وايقاعاتها الاستاذ ياسر يوسف وخالد خنشور وأحمد الكنزي كما لم يتورع الانقاذيون عن الابتهاج وترديد الاكتوبريات ومن ورائهم علم السودان القديم يرفرف في اللوحة الخلفية، انه مشهد السودان الأكاديميون تخلوا عن صرامة المناهج الأكاديمية ورفعوا عقيرتهم بالأناشيد، الدكتور عبد الله ابو سن يغني لأعظم قادة أفريقيا الدكتور جون قرنق، والدكتور بشير عمر فضل الله يسترجع قصيدة في حب الأوطان نظمها أثناء الدراسة الجامعية، الدكتور بشرى الفاضل، والدكتور محمد احمد بدين، وجماع مردس، وعوض قرشوم ، والسماني عمارة والاستاذ عصام ادريس نائب القنصل العام، والعديد من العلماء والأدباء والصحفيين والمفكرينن استطاع ملتقى السودا ن بفضل تخطيطه الواعي وتنظيمه الدقيق أن ينقلهم جميعا الى تلك المساحة ما بين حلفا ونمولي وأن يجمع شتاتهم في عشق الوطن لقد كانت كل الفقرات رائعة بحق وخاصة ذلك الكورال الجميل، وكأن الملتقى وهو يحرص على ذلك الزي الأبيض الفتان لأعضاء فرقة الكورال نساء ورجالا، وبصورة العلم القديم، كأنه يقدم لنا رسالة قوية بضرورة الرجوع الى الأصالة والعراقة والمعاني الجميلة التي خلفها لنا ذلك الجيل الذي صنع لنا الاستقلال الفقرة التي ظلت راسخة في ذهني هي فقرة القراءات الشعرية للأطفال، وخاصة الطالب أحمد نجل الدكتور صلاح التجاني في رائعة الشاعر محمد المكي ابراهيم (أكتوبر الأخضر) وكأنني أسمعها لأول مرة لحسن الالقاء وسلامة النطق التحية لك اخي صلاح على هذا السرد الجميل، وللأخوة الأفاضل البروفسير ميرغني أحمد عبد العزيز، والعقيد(م) يوسف محمد يوسف، والاستاذ محمد الحسن كتي، والاستاذ أزهري أبو عائشة، والاستاذ بشير نصر الدين ومحمد شيخ العرب وكافة أعضاء ملتقي السودان الاجتماعي ، وكل عام وأنتم بخير سيف الدين عيسى مختار

(عدل بواسطة AbuAla on 02-27-2007, 09:09 PM)
(عدل بواسطة AbuAla on 02-28-2007, 10:15 AM)