|
|
 الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!!
|
** الذي كان طفلا حديث الولادة على مهد أمه في ليلة الانقاذ الاولي صار اليوم شابا في المرحلة الجامعية ، وبالطبع لا يذكر على الاقل تفاصيل سنوات الانقاذ الخمس الاولى ، قد يكون له أب احيل الي صالح التمكين الخاص فترسخ في ذهنه ليالي الحرمان و دموع الظلم ، أوقد يكون له أخ هرب بجلده من جحيم التطهير الحزبي فاحتفظ بملامحه في ذاكرته .. هذا من كان في المهد طفلا في تلك الليلة .. أما من كان شابا في الجامعة في الليلة ذاتها ، فإنه اليوم اما امتلأ رأسه شيبا من هول سياسة التحرير المباغتة ، أو انحنى ظهره و توكأ على العصا من أهوال أخرى سردها قد يزحف بمساحة عمودنا الي مساحات الاعمدة المجاورة لها هنا .. و في المكتبات ..!!
** باختصار .. عمر الانقاذ و مؤتمرها الوطني يساوي بالتمام و الكمال عمر ابن ادم ناضج عاقل سوي، له حق استخراج كل أوراقه التي تثبت شخصيته المستقلة و له أيضا حق اختيار شريكة حياته بمحض ارادته ، وما ضره الا توافق اسرته أو أسرتها .. سلطة بهذا العمر المديد لم تثر سنوات حكمها انتباهتى الا بفعل تحديقي في حزمة القرارات التي خرجت بها الحركة الشعبية من اجتماعات مجلسها الانتقالي بياى .. قرارات حكيمة وجريئة و أهمها قرار تقوية مفوضية الفساد والمراجع العام والبرلمان و الصحافة الحرة، ثم أهمية اجراء تعديلات وزارية على خلفية مراجعة اداء القيادات على مستوى السلطة الاتحادية و الولائية والتنظيمية بالحركة ..!!
** الحركة الشعبية عمرها في دهاليز السلطة و الثروة لم يتجاوز العامين ، لم تتحول تحولا كليا الي حركة سياسية ، تعاني من الام التحول و مخاض الميلاد السياسي ، تصطلي بين مطرقة المطالب التنموية في الجنوب و سندان تنفيذ الاتفاقية في الخرطوم ، ومع ذلك استجابت لصيحات الصحافة ثم مطالب قواعدها ، فعقدت مؤتمرا تحت سمع وبصر الاعلام في هواء ياى الطلق وقالت للناس هؤلاء يجب تغييرهم لضعف الاداء وعدم التجانس، وهؤلاء تجب محاسبتهم و التحقيق معهم حول اتهامات الفساد .. ثم شكرت الصحافة وطالبتها بالمزيد من الحرية والتعمق في أوكار الفساد و كشفها ..!!
** تلك هي علاقة الحركة الشعبية بقواعدها و رد فعلها تجاه أقلام السلطة الرابعة ، و تلك هي استجابتها السريعة لمعالجة الاخطاء ، وهي التي لم تتهنأ بالسلطة بعد ولم تتذوق عسلها بالكامل .. قارن تلك العلاقة و تلك الاستجابة بعلاقة شريكها الاستراتيجي واستجابته لمطالب قواعده ثم رد فعله تجاه أقلام السلطة الرابعة .. ( أهل بدر ) الذين جاءوا ليحكموا الناس بما انزل الله، التعديلات عندهم منذ عقدين الا قليلا هى ( لعبة كراسي ) .. من لا يصلح واليا يأتي وزيرا ، ومن لايصلح وزيرا يذهب واليا ، ومن لايصلح في هذا أو ذاك يبقى برلمانيا أو الي وزير بالدولة اذا استطاع اليها سبيلا ، منذ ثمانية عشر عاما ثمانية عشر قياديا يتبادلون مناصب الدولة و الحزب والاتحادات .. مع الاعتذار لبلدياتى فتحى خليل على ( حق الملكية ) ...!!
** لم يخطئ أحدهم فذهب، فهم لا يخطئون ، ولم يضعف آداء احدهم فأقيل فهم لا يضعفون ، ولم تكتب الصحف عن تجاوز أحدهم للوائح المالية فتم التحقيق معه جهرا فهم لا يتجاوزون ، ثمانية عشر عاما هكذا ، و ليس مدهشا أن تجد أحدهم ممسكا بزمام مناصب تنفيذية واخرى تشريعية و عضوية مجالس ادارات شركات و بنوك و جامعات و هيئات في آن واحد لانه - بفقه التشبث - على كل شئ قدير ..!!
** على كل .. اشادتنا مطلقة بقرارات الحركة الشعبية الاخيرة و مقررات مؤتمرها ، فالقيادى مهما كان وزنه - و صلاحه - يجب أن ينتابه احساس انه لن يبقى طويلا في منصبه ، و الفاروق عمر بن الخطاب لم يكن شيوعيا ، ولو كان كذلك لما خاف الفتنة بعزل خالد بن الوليد من امارة جيش اليرموك رغم انتصاراته ..!!
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | NEWSUDANI | 02-16-07, 09:17 AM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | Muna Khugali | 02-16-07, 10:03 AM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | NEWSUDANI | 02-16-07, 10:24 AM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | Muna Khugali | 02-16-07, 10:35 AM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | Abdulbagi Mohammed | 02-16-07, 10:47 AM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | NEWSUDANI | 02-16-07, 05:53 PM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | Abdulbagi Mohammed | 02-17-07, 08:17 AM |
 Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | انعام عبد الحفيظ | 02-17-07, 02:42 PM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | NEWSUDANI | 02-17-07, 04:08 PM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | doma | 02-18-07, 05:54 AM |
| Re: الطاهر ساتي:دنيا .. لكنها فانية ..!! | Abdulbagi Mohammed | 02-18-07, 10:26 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست