قضية.. (عيب يا ابن النيل.. ده احنا اخوات)

Quote: ! دوماً ما يتراءى لنا بين الفينة والأخرى، بعضاً من استعلاء يمارسه البعض من الاخوة العرب تجاه ثقافتنا وفنوننا، فنحن لا نزال عندهم نأتي في المرتبة الثانية من ناحية الانتماء للعروبة، وهذا ربما مرده لهذه الدماء الافريقية التي تسري في عروق هذا الشعب الأسمر، لكننا هنا لسنا بصدد اثبات عروبتنا، لأن هذا الموضوع يطول تفصيله، فقط نحن ضد أن يتم النظر إلينا بدونية تصل لحد حرماننا من حقنا الأدبي -ناهيك عن المادي- في بعض ما ننتجه من أغنيات.. فقديماً كانت سابقة السطو ممثلة في أغنية «الترلا» التي تغنت بها فرقة ميامي الكويتية، وجاءت بعدها أغنية «الليل الهادي» التي تخص فناننا شرحبيل أحمد، وتغنى بها المصري محمد فؤاد، ولا تزال تقبع في أضابير المحاكم المصرية دون الفصل في النزاع حولها، رغماً عن استدلال شرحبيل بكثير من الشواهد، والتي من ضمنها احتكامه إلى بيّنة تسجيل للأغنية بالقاهرة منذ أعوام طويلة كان حينها محمد فؤاد لا يزال غريراً، لكن تجريم فؤاد ما انفك قيد النظر والمداولة! ونفغر فاه الدهشة، حينما نطالع استمراء الفنان العالمي محمد منير لمد يده -ولسانه- للأغنيات السودانية، فها هو الآن يقدم رائعة أحمد المصطفى «شغل بالي» تحت اسم «حكايتو حكاية»، وهي وبحسب متابعتي لعدد من الاذاعات ومواقع الانترنت، تعد من أكثر الأغنيات طلباً من قبل المستمعين، وكان منير قبلها تغنى بـ«وسط الدائرة» رائعة وردي ونسبها للتراث النوبي، وقبل هذي وتلك كانت «مساكن شعبية» التي كتبها استاذنا الرائع محجوب شريف وتغنى بها الفنان عبد اللطيف «وردي الصغير».. وما يحير في أمر منير، أنه لا يستحي من مجمل هذا التعدي، بل يذكر أن جل ذلك «تراث نوبي»، وكأننا شعب انقرض منذ أزل طويل، وأضحى «تركة» خاصة لمنير وأمثاله، حتى يأخذ كل منهم نصيبه من هذا «الإرث السايب»! فبقدر ما آلمنا هذا التجاهل لذكر السودان مقروناً بهذه الأعمال الغنائية، بقدر ما هنأنا أنفسنا بأنه يمكننا أن نصل للعالم بأغنياتنا وذلك عبر قليل من الرؤى البناءة، فقط نحتاج أن نقدم ما لدينا بشكل لائق جدير بثقافتنا الغنائية، لأنه -وحسبما نعتقد- لا يضاهي أغنياتنا شيء من هذا الضجيج الذي يملأ الدنيا من حولنا مجوناً وصخباً.. ونقول لمنير وأمثاله: «عيب يا ابن النيل.. دا إحنا اخوات»..

(عدل بواسطة بشير جبريل علي on 02-14-2007, 10:57 AM)