|
ضُل الحرازه
|
مقطع أول:
قبل أن ترسل الشمس أشعتها الحارقة والديوك نيام، لا تسمع إلا صوت الريح يداعب قش القطاطي وخليط من الأصوات النشاذ تشق هدوء الثلث الأخير من الليل . تمطي صاحبنا حتي سمعنا قرقعة عظامه التي لا يكسوها إلا جلدا هو كل ما تبقي له بعد الصراع الطويل مع السنين العجاف التي قضت علي كل ما كانت تقرّ به عينه من بقيرات وشويهات كنّ زينة دنياه لكنها أكلتها السنين القحط "رباه!!! -أصبحنا وأصبح الملك لله - يا فتاح يا عليم يارزاق يا كريم. يا زينب قومي علي حيلك الواطه روّحت كدي قومي شديلنا كباية شاي.في شنو آزول مالك بتناقر من الصباح كدي أصبح بي الله هو ذاتو ربع رطل السكر الجبتو البارح ده ناس ود أبسوط ما خلو فيه شئ في حزتو شربوه وحب القش (تقصد به الشاي) ما ظنو يسو ليه أكتر من كبيبية واحده ، كدي خلني الناخدلي غفيوه البارح الكلاب ديل الليل كلوإنبحن ما خلنّي نمت وإت تشخر ما جايب للدنيا خبر ،صاحبنا عوض الله الكحيان تنهد طويلا حتى كادت روحه ان تخرج عندما سمع انه لا سكّر لديه ولا شاي ... يا ساتر ... زينب بدأنا نسمع لها شخيراّ هكذا هم النسوة في البادية تحدثك بنصف عين والاخري نائمة ..وكما كانت تفعل الحاجه أرض الشام --شخيرها يجيب الضهبان- لكن إن تحدثت معها تجيبك كأنها واقفة علي قديمها وعندما تصمت عنها تصمّ أذنيك بشخيرها وإن تجرات شاة بالدخول إلي العجين فالويل لها من عصاة الحاجة أرض الشام. إنتصرت زينب علي زوجها عوض الله لأنها تعلم الا سبيل إلي الوصول الي السكر والشاي قبل أن يفتح بخيت اللئيم كنتينه . هي تعلم كذلك كيف أنّ عوض الله قد حصل على-ربع رطل السكر ونص الوقيه حقت الشاي بعد جدال وحلايف وطلاقات- قام بها عوض الله ل بخيت صاحب الكنتين. أدي عوض الله صلاة العشاء في جماعة عند المصلي المطلّ على فريق ناس حاج أحمد ذلك الشيخ الوقور الذي يستحي من كرمه السحاب وبعدما فرغ هو والبقية من الصلاة لمح صاحبه ود أبسوط‘وود أبسوط هذا كان رفيق صبا لعوض الله وفي بداية الخريف كان ود أبسوط قد رحل بضانه وماعزه متوجها صوب البطانه،،،.
نواصل إنشاء الله
|
|
|
|
|
|