تساؤل حارق : مهجر السودان أشقى أم سودان المهجر؟!!!

[qb]
مهجر السودان أشقى أم سودان المهجر؟تساؤل حارق!

لنا مهدي عبدالله
[email protected]
(1)
ظلمات بعضها فوق بعض و ليس ثمة الضوء الموعود آخر النفق! هذا هو حال البلد ببساطة، (ولقد خلقنا الإنسان في كبد) سفْر مقدّر على إنسان السودان الكادح في الزمن الكالح و كأنما مهاجر الوطن تمد ألسنتها ساخرة لسودان المهجر ومعها التساؤل الحارق: (أأنت أشقى وأبناؤك أم نحن؟)!!

(2)
من نافلة القول الحديث عن الشقاء اليومي للمواطن السوداني و شظف العيش و الوجوه المرهقة الكادة صباح مساء، و لكن ليس من نافلة القول الحديث عن مسئولية الحكومة عن استمرار الوضع المزري خاصة و نيفاشا أضحت (خرقة بالية) لم تنجح حتى في مسح حبات عرق البسطاء من أبناء بلادي!

(3)
أجدّ حلقة في سلسلة العنت و الشقاء رفع أسعار الغاز ل(118%)، هذا يعني ببساطة (توقيف حال) سائقي و مالكي سيارات (الأمجاد) التي تعمل بالغاز و( توقيف حال) الآلاف من المواطنين الذين يستخدمونها كوسيلة مواصلات أساسية، فرفع السعر بهذا الشكل المخيف أحدث ندرة فجائية في الغاز الذي اختفى من محطات التموين بعد 24 ساعة من الزيادة الفلكية للأسعار!

(4)
إهمال طبي شنيع واستهتارأوشك أن يودي بحياة زوجة عمي التي أصابها نزيف في المخ منذ سنوات قليلة، ذهبت للمركز الصحي لفحص دوري للضغط ، رجعت لنا قائلة:"إنخفض ضغطي ليصير 90/70،قالت لي الممرضة ذلك"، بتلقائية تناولت المسكينة ميزان الضغط الرقمي من الوالدة و أعادت فحص الضغط لتصدم أنه 170/110 قالت لي بهلع:"حمداً لله أن جئت لهنا ،فأمي أعدت لي محلولاً مركزاً من الملح و السكر لأن ضغطي منخفض جداً و لكنها أمهلتني حتى آتيكم ثم أرجع لها لتناوله..الله ستر"!

(5)
قصة كهرباء الدالي أو قل (خدعة) كهرباء الدالي تستحق وقفة، وعد السيد رئيس السودان أهالي الدالي بالكهرباء و المياه لتصل إمداداتهما للمحلية 2006، الدالي تعتمد على الحفائر في مياه الشرب حتى اليوم! إستبشر الأهالي خيراً و منذ عدة أشهر تمت (تمثيلية) توصيل الكهرباء لمسجد الدالي على أن يتبع ذلك توصيلها للمنازل، جاءت كاميرات التلفزيون و صورت إنارة المسجد و المشروع الضخم لمد الدالي بالكهرباء، بعد ذهاب الوفد الحكومي الرسمي وبعثة التلفزيون تم قطع الكهرباء عن المسجد و لم تر المحلية النور بعد، فكهرباء المسجد كانت لزوم (القشرة) الإعلامية و عكس(الإنجازات الوهمية) للإنقاذ ليس إلا!!أما المياه فلم تكن لا على سبيل التمثيل ولا الواقع!

(6)

قال لي زميلي الصحفي اليمني إبن عائلة (المستكا) بعد عودتي من الإجازة منذ أيام:"كيف السودان ..كيف ناس الحلة؟"، وعندما لمح بخار الدهشة يتكاثف على صفحة وجهي التفت إلى زميل ثالث يجلس بجوارنا و قال له: "أهلنا استقروا في السودان منذ الأزل و سيظلون فيه للأبد..رفضوا الرجوع لليمن و قالوا السودان وطنهم"..وعندما فطن لتعبير وجهي قال لي:"لا تظني دارت على السودان الدوائر فالمجد لا ينقضي و لو ساءت حال البلد، و ستدور دورة الزمان و يرجع السودان كما كان".
و هنا كان لا بد لعبرة أن تفلت!




[/qb]