|
الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول
|
التحايا للجميع ،،
وكل عام وأنتم بخير ،،
يا اخوانـّا الصمغ ما بقوم في كل مكان !! لكين كعاكيلو الأصيلة، موجودة في الســودان ، أو ، هكذا سمعنا في القديم ..فقد شــدّ انتباهي مساء اليوم، تسجيلٌ لجزءٌ من مؤتمر صحفي على قناة سودانية تجريبية " قطوف " يُـعلـِّي من مقام الصمغ (العربي!) الســوداني ويُعدِّد فوائدة الجمـّة ، ويُدَلــِّل بلسان سودانيٍّ مُنفَعِـل على مؤامراتٍ تُحاك ضد هذه السلعة الإستراتيجية ، والتى ينفرد الســودان بانتاجها ، أو أقلـّه، أكبر مُـنتِــجيها في الكون .
لعلّ مدى الإدراك العادي لفوائد الصمغ تجارياُ لم يزد عن كونه مُستَعمَـلاً كمادة حافظة للمواد الغذائية كالبيبسي والكولا في الغالب، بنسبة 1% لكلٍّ ، كما يدخل في صناعات الأدوية وبعض الصناعات الأخرى كعنصر ثانوي من المُتاح استبداله بعناصر أخرى ؛ بيد أنّ مُتَحَـدِّثي المؤتمر الصحفي، والذي ، حسبماقراتُ، لشركة / دار سـافنا المحدودة ، قد شـنـَّـفوا آذاننا بترديد فوائد كثيرة للصمغ حتى قلنا ليتهم اتـَّعَـظوا! فإن كانت هناك مؤامرات من شركات دولية مليارية النفوذ ، كما أفادوا، فلا اقلّ من الاّ يرفع الذئبُ عوائه حتى لا تحذَر الغنم !أي لابد من العمل بموجب الكتمان لقضاء مثل هذه الحوائج (الجوائح!). وهذا ، في رأيِّ، ما تفترضـه الحالة السياسية المائجة بسودانـّا ، والمَحَـك ليس في قوّة الموارد الطبيعية ولكنـّه في قوّة التماسك السياسي والتنظيمي والاستقرار الاقتصادي الذي يُمـَـكـِّن من الاستغلال الأمثل لمثل هذه الموارد، ويفيد في رعاية المُنتِـج والمُنتَـجْ ..
فوائد الصمغ التى نثرها المختصـُّون من خلال مؤتمرهم الصحفي تكاد تأخذ المجد الاقتصادي من طَرَفَيه! فيكفي أن نعرف أنّه قد تردّدت كثيراً هذه العبارة : أنّه مادّة أساسية للغذاء والصحّة والجمال ، بما يحتويه الصمغ من ألياف Fibre طبيعية، والكالسيوم بالإضافة الى العناصر الأخرى الضرورية . وأنّه يدخل بصفة راتبة في صناعاتٍ عالمية ، وبسببه قد اضطرّ رئيس دولة معادية للسودان ان تُستـَـثنَى تجارته من عقوبات تلك الدولة الفاتية (وفتوَّها من عِندي!) ، بل وأن يذهب قرار رئاسي آخَر لتلك الدولة بالسماح باستيراده من السودان دون التقيـُّد بالرخصة التى فرضها السماح الرئاسي السابق .
يُشكـِّل الصمغ 42% من حلاوة الماكنتوش، وأنّه يُعتَبَر علاجاً ناجعاً للإمساك بدليل أنّ دولة أروبية يئنّ مالا يقل عن 40% من مواطنيها بالإمساك ، قد أشارت إحدى شركاتها لأهل الصمغ بأن يُصـوِّروا (للتاريخ المِـتحـَفي !) جزءاً من صحراء السودان باعتبار ما سيكون! من تغطية صحارى السودان بالهشاب والطّلْح وفي كُلٍّ خير، وأيُّ خيرات ! بما يعني أنّ صحراءنا، وإن كانت مَـلـَكاً للموت فقد جاءها الموت! وسينتهي بالتالي التصحـُّر واللاّزمنـّو من جفاف ومجاعات ، إن استطاع السودان استنهاض الهِمم بزراعة هذه الصحارى المترامية بالطـّلح والهشاب .
والصمغُ ،سيـِّداتي وسـادتي، يدخل في تركيبة المُعَجـَّنات ، ويُعين البكتريا النافعة ببطن الإنسان، ويفيد كثيراً في الريجيم وفي مساعدة مرضى الكـُلَى وداء السـُّكـَّر ، وإن خُلِط بماء الورد فإنّه يُجَـلـِّي النظر ، ويُمكن استعماله كُـحلاً فيزيل البُقَع من سطح وعُمق العين ، فضلاً عن إزالته للحُبَيبَات الراقدة على مهل جوار المآقي . والصمغُ يدخل في صناعة الأحبار ومواد الطباعة ، وعنصر أساسي في صناعات الطب البديل ، والتى تقوم على الأعشاب ؛ وهي صناعة قد أغرت أكبر شركة عالمية للأدوية BAYAR (باير الألمانية) ، حيث أسـَّسَت شركة أسمتها "نوفالتس" أصابت ربحاً في عامٍ مضى، يربو عن الأربعة مليارات بتصنيعها أدوية طبٍّ بديل تقوم – أساساً – على الكثيف من منتوج الصمغ (يعني التـِّفـِـل!) . والصمغ، باعتباره أغنَى عنصر نباتي بالألياف ، والتى تدخل بدورها في معالجات ثلاث أدواء كالسـكـَّر والأزمة القلبية وهشاشة العظام ، كما يُمكِن إدخاله على كل المواد الغذائية التى تقوم على السـُـكـر والملح والدهنيات ، وبالذات هذه الأخيرة ، كأنّه شايللاّ مُقلاع!
وعلى أيٍّ، ألا يصـَحُّ لنا أن نصف الصمغ بأنّه " ذهبُ السودان الأحمر "، وبأنّ لنا في الســودان أملٌ مأمول في هذا الكعكول؟ ألا نتأمـّل أن يصبح هذا المورد ، إن أُحسـِنَتْ رعاية مسؤوليـّاته ، أفضل حالاً من ذهب السودان الأبيض(القطن) وذهبِـه الأسود (البترول) والآخر الأخضر في المزروعات ، غير الذهب الازرق في النيل الأزرق؟ وذهب بني شنقول الذي ذهب مع الذّاهبين!؟
إن كان ما ورَد أعلاه باعتباره المُهِم، فإنّ الأهم، في رأيِّ، هو رعاية حقوق المُنتِـجــين في فيافي كردفان والسودان الأوسط ، أهل الطّق والشـّق واللّم ،أؤلئك الذين اخشوشنت أياديهم من جَنِي هذا المورد الغني ، وتغضـَّنتْ أطرافهم بسبب القِسمة الضيزى من منتوجهم وعاشوا في ظُلمٍ شديد على مرِّ تاريخ انتاج هذا الصمغ منذ الستـّـينات حيث كان السودان يُـصـَـدِّر ستين ألف طن ، ظلـّت تتناقص باستمرار بسبب سياساتٍ جائرة وعاجزة للدولة السودانية حتى وصلت عشرين ألف طن في الأعوام الأخيرة ، وبالتالي، فقد مات العديد من شجر الصمغ ، وتفرّق شمل المُنتِـجـِــين بسببٍ من اضطراد الظُلم الإحتكاري السلطوي والسياسات الاقتصادية العجفاء .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-02-07, 02:05 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | نصار | 01-02-07, 04:16 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | Mannan | 01-02-07, 06:01 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | munswor almophtah | 01-02-07, 07:20 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-02-07, 12:50 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-02-07, 02:58 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-02-07, 04:27 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | نصار | 01-04-07, 07:06 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-05-07, 11:14 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-05-07, 11:47 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | نصار | 01-06-07, 08:35 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | نصار | 01-06-07, 08:56 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | على اسماعيل | 01-06-07, 10:03 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-07-07, 04:34 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-07-07, 05:16 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 01-08-07, 07:41 PM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | نصار | 01-09-07, 01:34 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | نصار | 01-18-07, 10:38 AM |
Re: الصمغ، ذهبٌ أحمر للسودان ،أو في:المأمول من الكعكول | محمد أبوجودة | 03-02-07, 10:30 PM |
|
|
|