|
Re: ما كتب في وكالات الانباء المحلية والعالمية و صحف الخرطوم عن المسيرة (Re: محمد صباحى)
|
ما لم يعتذروا ، قاطعوهم
إصدارة اسمها الموعد ، ظلت ترسلها عقول نخبة لبنانية إلى المكتبات العربية ، غطت قبل عقدين من زماننا هذا - في صفحتها قبل الأخيرة - زيارة للممثل المصري فؤاد المهندس إلى إحدى الدول الإفريقية ، والصورة التي نشرتها تلك الإصدارة اللبنانية كانت تعكس احتفاء بعض أهل تلك الدولة الإفريقية بزيارة فؤاد المهندس ، وكانوا يرقصون رقصا جماعيا ، وكان المحتفى به يشاركهم الرقص الإفريقي .. هكذا كانت صورة الحدث .. النخبة التي تدير وتحرر تلك الإصدارة ، نشرت الصورة وكتبت تحتها توضيحا بالنص : ( فؤاد المهندس في رقص مع العبيد ).. !!
** عمري كان دون العشرين عندما اطلعت على تلك الإصدارة ، ولكن الصورة وتوضيحها لم ولن يسقطا من ذاكرتي .. تساءلت يومها : أهكذا نحن في عقول النخبة اللبنانية ..؟.. عبيد ..؟.. ولم أجد الإجابة ، فتناسيت توضيح الصورة ، وما نسيت .. واليوم ، منذ أسبوع ونيف ، أتابع ما حدث لبعض أبناء جلدتي بالعاصمة اللبنانية ، بيروت .. حيث كان بعضهم يقيم حفلا خيريا لعلاج شاب سوداني مصاب بالسرطان ، فداهمتهم إحدى القوات النظامية ، فسحلت أجسادهم ورؤوسهم بأقدام أفرادها ثم سحلت إنسانيتهم وآدميتهم وكبرياءهم بسيل الشتائم ، وكما العهد بهم دائما لم ينسوا ترديد تلك المفردة أثناء السحل : ( يا عبيد ) ..!!
** ما حدث وجد طريقا إلى وسائل الإعلام العربية ثم مواقع إلكترونية سودانية ، والسلطات اللبنانية عاجزة عن النفي والتبرير، وكذلك سفارتها بالخرطوم .. بل كل التصريحات الرسمية الصادرة عن لبنان ، حكومة وسفارة ، تؤكد بأن هناك انتهاكا قد وقع على بعض أهل السودان بلبنان ، من أجهزتهم الشرطية.. والحكومة اللبنانية لم تعتذر بعد ، ولم تعلن عن مساءلة ومحاسبة أجهزتها على ما حدث ، ربما لأن الذين نالوا الركل والسحل والشتائم هم محض عبيد ليس إلا ، أو كما يحدثهم خطل عقولهم .. ولكن الذي يدهش هو صمت حكومتنا ، وزارة للخارجية هنا كانت أو سفارة للسودان هناك ، أو حتى المسمى بجهاز المغتربين (الفالح في الجبايات ) ..حكومة بكل أجهزتها لم تجد غير الصمت تعبيرا عما أصاب بعض أهل السودان بلبنان ، وكأن أمر السودانيين بلبنان وغيرها لايعنيها ، أو كأنها تبارك وتؤيد ما يحدث لأبناء بلدي بالخارج .. أي كأنها تريد من الحكومات الأخرى ، لبنانية كانت أو غيرها ، أن تكمل(الناقصة) ..!!
** المهم ، السلطات اللبنانية لم تحدث نفسها بالاعتذار حتى مساء البارحة ، وكذلك لم تعلن عن مساءلتها ومحاسبتها لمن داسوا رؤوس وكرامة أبناء السودان بلبنان ، أما السلطات السودانية فهي لا تزال عاجزة حتى عن استدعاء السفير اللبناني ومساءلته عما حدث .. وأمام هذين الموقفين ، برز موقف آخر ، شعبي جدا ، بحيث يطالب شعبنا وشركاتنا ومتاجرنا بمقاطعة المنتجات اللبنانية وكذلك المطاعم والكافتريات وكل المحلات اللبنانية التي تمارس نشاطها التجاري بالخرطوم ، حتى تعتذر لبنان .. وهي الأنشطة التي أصحابها - أخوان نانسي عجرم - يسرحون ويمرحون تحت حماية الشرطة السودانية التي لاتسب ولا تلعن ولا تسحل ولاتنتهك حقوق أفراد الجاليات العربية ، لبنانية كانت أوغيرها ، كما فعلت الشرطة اللبنانية بعنصرية و( قلة أدب ) ..علما بأن ما بين القوسين قد يكون أدبا هناك ..نعم أعني ذاك المسمى عند الآخرين ب( الدراما والغناء ) .. !!
** على كل ، يجب أن نسمع صوتا للخارجية السودانية وسفارتها بلبنان ، صوت استنكار وليس (طبطبة ) .. وكذلك يجب أن تعتذر السلطات اللبنانية ، لأهل السودان جميعا وليس فقط لمن أسمتهم شرطته بالعبيد .. وكذلك يجب أن توثق وسائل إعلامنا خبر مساءلة ومحاسبة كل الأفراد الذين شاركوا في هذا الحدث.. وما لم يحدث كل هذا ، فإن الأصوات التي تطالب بمقاطعة المنتجات والمحلات اللبنانية بالخرطوم يجب أن ...( ترتفع ) ..!!
صحيفة الحقيقة http://alhagiga.com/news.php?view=1971
|
|
|
|
|
|
|
|
|