18/6 الذكرى العاشرة لاغتيال مرغني محمود النعمان (سوميت)... الوقائع الكاملة لأحداث استشهاد نبيل

Quote: أخواني وإخواتي، أبنائي وبناتي من فلذة حركتنا الفتيّة؛ سلام الله عليكم جميعاً من الدّوحة، عاصمة قطر، التي حللتُها وأنا في طريق عودتي إلى البلاد من السّويد. لا أملك في هذا اليوم غير أن أحيّي كوكبة أبنائنا وبناتنا العظام الذين ظلّوا يمسكون بجمر قضيّة الشّهداء الذي سقطوا في درب النّضال وضرّجت دملؤهم تراب الوطن، وما الوطن إلاّ التّراب الذي تتطؤه أقدامُنا. أحيّيكم اليوم جميعاً والذّكرى العاشرة لاستشهاد الفتى الأغرّ ميرغني النّعمان سوميت تُطلّ علينا كشمس ترسل ضوءها من خلال كُوى التّعتيم والتّضليل. لكم ظلمنا شهداءنا! لقد ظلمناهم جميعاً، ولا أجد حركة تواكلت في أمر شهدائها فتركت سيرتهم العطرة أمانة في أعناق الأصدقاء الخلصاء القريبين، ومن كانوا معهم في لحظة التّجلّي، لحظة الحشور والشّهود، لحظة الموت الحيّ. لقد ظلمناهم جميعاً: وأنا واحدٌ تحدّر منهم ** فمن الظّلم أن أبرّئ نفسي بيد أنّ صدعتُ بالحقِّ جهراً ** ومن النّاس من يُقرُّ بهمسِ الشّهداءُ هم نجومنُا الزّاهرة، فإن تنكّبنا عنهم الطّريق، نكون قد تنكّبنا الطّريقَ عن قضيّتنا. كما ظلمنا أبناءنا وبناتنا الأشاوس بالجامعات البعيدة. وهذا لعمري عملُ المركز فينا، نحن الذي نزعم بأن حملنا لواء مناهضة التّمركز والتّهميش، فانظروا وتأمّلوا. ظلمنا هذه الجامعات وأنا على رأسهم. أقولُها وبالصّوت العالي، كأنّي هجرتُ أبنائي وبناتي فتركتهم في فلوات السّكّة الصّعبة التي ساروا فيها خلفنا. فكنّا، وتحديداً كنتُ كمن غرّر بهم، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله. واليوم في هذه الذّكرى العطرة، دعونا نفعل شيئاً من أجل الشّهداء. يا ليتني كنت في البلاد، غذن لكنت في ربوع سنّار المحروسة مع أبنائي وبناتي، أحتفل بالسّوميت الحيّ فينا أبدا. ويا ليتني أعود إلا الوطن، إذن فقد عدتُ غانماً وظافراً بمجيد الذّكرى، ذكرى شهدائنا، فإلى اللقاء قريباً، في ساحة الوطن الممتدّ شظايا وقضايا. محمد جلال أحمد هاشم الدوحة 18\6\2010