|
Re: الفنان ديغو مارادونا،.. يقرض الشعر في العشب الأخضر لأفريقيا!!.. (Re: أمين يحيى)
|
...
كيف صنعنا الميدان...
كنا نلعب بلا ميدان، بل شكل الفسحة التي نلعب فيها هي التي تحدد شكل الملعب، حتى لو كانت فسحة مثلثة، او كروية، او حتى بلا بشكل، بل هناك فراغ، وخلاء، نعلب فيه، ولا نحتاج لرجل راية، ولا حتى تسلل، لأننا حينا نلعب اكثر من ثلاثين لاعب، او سبعة فقط، حسب تلك الظهيرة، وعدد الاطفال في الحلة، ولم يذهبوا للحقول، أو الطاحونة، أو تلكم الاعباء التي تسمى اليوم "انتهاك حقوق الطفل والعمل"..
وطبعا بلا فنايل، أي زول لابس ملابسو، أو العراق، أو حتى الجلابية، فلا حكم بيينا، كلنا حكام، وحوائط البيوت هي خط التماس، بل قد تدخل الكرة احد الشوارع، ويتلوى الشارع،ولا تزال الكرة في الملعب، معلب اسطوري، ولذا يكون شكل الملعب، إذا اضفنا له الشوارع التي تطل على الفتحة يكون شكل الملعب زي الاخطبوط، وأرجل الاخطبوط هي الشوارع التي تطل على الفسحة البيضاوية التي كنا نلعب فيها..
ولكن في مباراة لنا مع بعض القرى المجاورة، تطلب الأمر عمل ميدان، لذا جبينا الحبال، وورسمنا مستطيل ضخم، ومشينا الطابونة، وملينا عدة صفائح هبود "رماد"، وحفرنا حول الملعب حفر صغيرة، مليئت بالرماد، فصار المعلب واضحا، كضوء الشمس..
ولاشك تتوقف المبارة لمرور قطيع من الابقار او المعاز، وأحيانا يطلع لاعب بدون اذن كي يجلب القطيع من وراء الترعة..
كان الميدان جنوب القرية، وجنوبه ترعة المشروع الزراعي، وكنا نشرب ونسبح بعد المباراة، ونتسلق اشجار البان، غابة الباب جنوب القرية.
حكايات الكورة والطفولة..
...
|
|
|
|
|
|
|
|
|