بصّات الخرطوم الجديدة ... البص الواحد يكلّف مليون دولار ... 500 بص بكلفة 500 مليون دولار

Quote: استيراد مئات البصات الكبيرة تعمل بشكل دائري 08 / 04 / 2010 12:08:00تقرير: محمد طلحة حجم الخط: (وداعاً) للزحام في المواقف للزحام في مواقف المواصلات العامة جوانب سالبة لا تقتصر على الانتظار الذي يأخذ الوقت وقد يتعدى ذلك ليشمل مناحٍ أخرى ذات صلة بمجال الوقت نفسه، لذا برزت الحاجة من الجهات المختصة لاحتواء الازدحام من خلال استحداث آليات ووسائل حديثة تساعد في نقل المواطنين من أحيائهم السكنية إلى مواقع عملهم والعكس لذا اقتضت الضرورة استيراد بصات ذات سعات كبيرة فالمركبات الصغيرة بمختلف أنواعها سببت في ازدحام الطرق وأربكت حركة المرور الداخلية. ووسط هذه التحديات التي تعاني منها إدارة النقل العام بولاية الخرطوم طرحت العديد من الأفكار والرؤى لمقابلة المشكلة واحتواء الزحام، ومن بين تلك الأطروحات تسيير القطارات المحلية كما طرحت فكرة الترماي. وكانت حكومة ولاية الخرطوم في عهد واليها السابق د. عبدالحليم إسماعيل المتعافي قد أعلنت تبنيها لقضية مشكلة الزحام بالعاصمة من خلال استيراد بصات ذات سعات كبيرة، وظلت الفكرة حبيسة في الأرفف، حتى جاءت حكومة الوالي د. عبدالرحمن أحمد الخضر، والتي أعلنت من جانبها وضع برنامج عملي وتفصيلي بشأن القضية. إلى ذلك قللت غرفة النقل من أية تأثيرات سالبة على قطاع النقل جراء استيراد بصات ذات سعات كبيرة من الخارج. واستبعدت حدوث انتكاسة في قطاع النقل على خلفية التقارير الصحفية التي رشحت عن اعتزام اتحاد أصحاب العمل بولاية الخرطوم استيراد بصات ذات سعات كبيرة للعمل بمدن الولاية الثلاث لتخفيف مشكلات النقل وتجفيف ضائقة الزحام الذي تعاني منه الولاية في مواقف المواصلات الرئيسية. وقال نائب رئيس غرفة النقل باتحاد أصحاب العمل السوداني أمين النفيدي (لا نتوقع حدوث تأثير سالب باستيراد البصات ذات السعات الكبيرة على قطاع النقل نظرا للدراسة التي أجريت في هذا الجانب والتي قامت بها شركة من جنوب افر بقيا بإشراف حكومة ولاية الخرطوم واتحاد أصحاب العمل الولائي وبالتنسيق مع غرفة النقل وتمويل من هولندا لقيام المشروع)، ورأى النفيدي في حديثه لـ(الرائد) أن قطاع النقل في الداخل قطاع خدمي واستثماري، لذا رويت الدراسة هذه الجوانب واستصحبتها في كل مراحل المشروع وقد تم الاتفاق مع الجهات ذات الصلة على أن يكون المشروع طويل المدى بحيث تتفتح خطوط جديدة في المرحلة الأولى ومن بعد يتم دخول البصات بشكل تدريجي إلى الخطوط القديمة على أن يتم سحب البصات أيضا من ذات الخطوط بصورة تدريجية وبالتقادم تصبح المسألة واقعية وطبيعية، وكان اتحاد أصحاب العمل بولاية الخرطوم قد أعلن وصول الدفعة الأولى من البصات ذات السعات الكبيرة من الهند في الأسبوع الأول من الشهر الجاري والتي تبلغ (200) بص على أن تتواصل عملية الاستيراد حتى تبلغ العدد المستهدف. وفى ذات السياق أعلنت شركة الماهل للنقل العام التي تدير مشروع البصات ذات السعات الكبيرة اعتزامها استجلاب البصات من الصين من شركة بوتونق الصينية، وقال المدير العام لشركة الماهل طه سرالختم إن المشروع سيطبق في منتصف أبريل القادم على أن يستمر لمدة (5) سنوات بتكلفة تقدر ب(500) مليون دولار عبر مراحل مختلفة تبدأ باستيراد (200) بص كدفعة أولى وحول الكيفية التي تدار بها هذه البصات قال سر الختم (تعمل بدون وسيط، وفى خطوط دائرية جديدة وطويلة استحدثت خصيصا لهذا الغرض بنظام يتبع للأقمار الصناعية مشيرا إلى أنها أي البصات مزودة بتكنولوجيا لمراقبة أداء عملها حيث تعمل التذاكر بصورة الكترونية عبر البطاقات الذكية لافتا إلى أن الهدف الأساسي من استيراد البصات ذات السعات الكبيرة هو تخفيض الزحام بالمدن الثلاث عبر منافسة شريفة تأخذ في الاعتبار الموازنة بين الحافلات الصغيرة والبصات.