و بدأت المهزلة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

Quote: لاحد 18 ابريل 2010م - الموافق 3 جمادى اول 1431هـ - العدد 239 تقرير كارتر ... أخذ الوطني على حين غرة.. أم برداً وسلاماً على المعارضة حوازم مقدم في خطوة مثلت مفاجأة وخاصة للمؤتمر الوطني وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الانتخابات العامة بأنها لم ترق للمستوى العالمي للانتخابات. وقال إنّها أقلّ من المقاييس المتعارف عليها. وكانت القوى السياسية المعارضة تعوّل كثيراً على أن تُفقد تقارير المراقبين الدولين الانتخابات شرعيتها، يدلل على ذلك الاتهامات التي وجهها زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي للمراقبين الدوليين، و وصف أداءهم بالضعيف وأنهم أقرب للـمجاملة. وتصريحات مرشح التحالف الديمقراطي عبد العزيز خالد للرئاسة التي قال فيها "كنت أتوقع أن يكون هنالك تزوير، ولكن ليس إلى هذا الحد، وأضاف قائلا: "أنا مذهول، فهذه فوضى، وليست انتخابات". بجانب تأكيد الحزب الاتحادي الديمقراطي أكبر الأحزاب المعارضة المشاركة في الانتخابات تلقيه تقارير بشأن وقوع مخالفات وتجاوزات في كافة أنحاء البلاد. وتجيئ أهمية تصريحات كارتر، مؤسس مركز كارتر، لجهة أن قيادات المؤتمر الوطني أبدت ترحيبها بالتقارير الأولية التي أصدرها المركز، ومن الصعب الآن رجوعها عن هذا الوصف. خاصة أنّ منح مركز كارتر المصداقية في مراقبة الانتخابات صدر عن البشير نفسه ـ وربما تمثل هذه النقطة أزمة متجددة يعاني منها المؤتمر الوطني حيث عادة ما تصدر الأحكام من رئيس المؤتمر الوطني مباشرة وبالتالي لا يترك فرصة للتراجع عن هذه الأحكام. وجاء رد الرئس الأسبق جيمي كارتر عنيفاً وكأنما الرجل يخاطب الإمام الصادق المهدي و الأحزاب المعارضة ففي موتمره الصحفي أمس فاجأ كارتر الجميع بصراحته ووضوحه الذي تغلّب على الدبلوماسية الأمريكية وأسفر عن وجه المهنية. وبدا كارتر موقناً بقبول المجتمع الدولي لنتيجة الانتخابات، إلا أنّه عاد وأكّد قناعته بافتقار الانتخابات السودانية للمعايير الدولية. وملاحظات كارتر حول الانتخابات تطرح سؤالاً مهماً؛ ماذا بعد هذا ؟. لم يتردد كارتر في التشكيك في النتائج التي أصدرتها المفوضية، وقال إنّ نسبة الـ( 60%) رقم غير دقيق، فهل تلتزم المفوضية الصمت حيال هذا الإتهام، ام تحاول تبرئة ساحتها. أيضاً وضع كارتر السودان في المرتبة الثالثة من حيث تزوير الانتخابات بعد نيجيريا وتوغو. و الكرة مرة أخرى في ملعب المفوضية القومية للانتخابات. لم يقف تقرير كارتر عند حد المفوضية كهيئة بل ذهب للتشكيك في قدرات أعضاء المفوضية التسعة. لكن كارتر وجد لهم العذر لجهة أنّها الانتخابات التعددية الأولى بالسودان منذ أكثر من عقدين، وجعل كارتر هذا العامل يبرز ضعف أعضاء المفوضية رغم درجاتهم العلمية العالية. وقال إنّ عدم الكفاءة ظهر جلياً في كمية المشكلات اللوجستية. وأضاف أنّ هناك نقصا أيضا في أوراق الاقتراع في بعض المراكز. وفي بعض الأماكن لم يكن بالإمكان التصويت في كل الأماكن أو أن يتم الاقتراع بصورة جزئية لبعض المستويات التنفيذية دون بقية المستويات التشريعية. واعتبر التقرير أنّ ذلك لم يُمكّن الناخبين من اختيار من يمثلهم بصورة دقيقة. ولم يترك كارتر قضية الحبر المضروب تمر، وقال إنّ الحبر يسهل مسحه، فضلاً عن الممارسات التي صاحبت الانتخابات واعتبرها ترهيباً للناخب. بكل وضوح قال كارتر للمفوضية إن "انتخاباتك غير نزيهة". وربما يبدو أنّ الرجل ـ كارتر ـ سكب كل غضبه على المفوضية ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وجعلها في موقف حرج. لم يكن تقرير كارتر بدعاً لوحده، وعلى ذات السياق نشرت بعثة الاتحاد الأوربي لمراقبة الانتخابات تقريرها المبدئي استعرضت فيه بعض الخروقات من سواقط في كشوفات الناخبين و ضعف التنظيم الذي عرقل مشاركة الناخبين. وأقرّت رئيسة البعثة، فيورنيك كيسير، أنه لم تكن هناك منافسة حقيقية في الشمال بعد انسحاب عدد من الأحزاب. مشيرة إلى القصور الذي شاب الحملات الدعائية في الشمال لعدم تساوي الفرص كما ذكرت الأحزاب . قبيل بدء عملية الاقتراع أبدى المؤتمر الوطني ثقته في التقارير التي قد يخرج بها مركز كارتر وبعثة الاتحاد الأوربي عن الانتخابات، لكن كلاهما عرّيا الانتخابات وقالا إنها بدون معايير دولية، الوصف الدبلوماسي لتعرّضها للتلاعب والتزوير. ومرة أخرى يجد المؤتمر الوطني شرعيته كحزب حاكم أمام تحدي كبير