محمد إبراهيم نقد - باحثًا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 04:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد صلاح(bunbun&محمد صلاح)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2002, 01:44 AM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا (Re: bunbun)

    كل هذه الحقائق معلومة ولا جدال حولها . لكنها تثير التساؤل: لماذا؟ إنها نتيجة ، فما هو السبب ؟ ما هي العوامل الموضوعية والذاتية التي قعدت بتلك الطبقة والعلاقات والمؤسسة ان تنمو نحو علاقات ارقى ا وافضل ؟ لماذا كان مصيرها التحلل والتفسخ
    ( disinitegration) .
    عرف التاريخ تفوق ارقاء ، كأفراد افذاذ ، حرص شيخ المؤرخين محمد عبد الرحيم ان يحصر نماذجهم في التاريخ العربي الاسلامي ، وفي السودان خاصة . ومن الانصاف للرجل وإسهامه ، انه حاول معالجة ظاهرة الرق في شمولها : عند قدماء المصريين والهنود والفرس والعبرانيين والصينيين واليونايين والرومان والمسلمين ، خلال رحلته الى مصر – منتصف الثلاثينيات – بحثًا عن مصادر ومراجع في محفظات دار الكتب المصرية ، لتاريخ السودان بعد فتح محمد علي باشا حتى بداية القرن العشرين :" جمعت ما وجدته منثورًا بأمهات الصحف من اخبار السودان السياسية والحربية والاقتصادية والادبية التي يرفعها إذ ذاك حاكم السودان ومديرو المديريات ...؟ ( العربوية في السودان – محاضرة – القاهرة 23 فبراير 1935 ) .
    على ان صعود احد الارقاء لموقع هام في السلطة ، لا يستند الى قاعدة الارقاء كقوة اجتماعية ، مثل اعتلاء شيخ قبيلة لذات المنصب تحيط به وتحميه القبيلة ، ويرث المنصب ابناؤه او من تختارهم القبيلة . ففي حالة الرقيق لا يرث المنصب بعده ابناؤه او من يختاره الارقاء . فقد رفعته للمنصب إرادة مالكه الحاكم ، السلطان ، الخليفة ، الملك ، رفعته ثقة الملك في طاعة مملوكه ، حق المالك في توظيف مواهب مملوكه التي يعتبرها امتدادا لموهبته . وقد يرفعه مالكه الحاكم للمنصب نكاية في الاقربين او درء شرهم ومهما علا شأن المنصب يبقى الرقيق رقيقًا ، وإذا عتقه يبقى رقيقًا معتقًا ،مشلولا عن تخطي الحاجز الزجاجي السميك المنسدل بين المالك والمملوك ، بين من كان مالكًا و اعتق ، ومن كان مملوكًا وعُتق .
    إعادة الرقيق إنتاج علاقات الرق في حالات عصيانهم وتمردهم ، سلبتهم الوعي بالدعوة لتصفية الاسترقاق . تبنى تلك الدعوة مصلحون اجتماعيون من صفوف الملاك ، وعوا مأساة الرق انسانيا ، او ادركوا بحدس شفاف ان عمل الرقيق فقد جدواه الاقتصادية ، او تلمسوا بقرون استشعار حساسة تحت الرماد وميض نار الانفجار . ولم يتوجهوا بخطاب دعوتهم الاصلاحية للارقاء ، بل للملاك .
    الثالثة : لماذا صمت ثوار 1924 عن مشكلة الرق في السودان ؟ لماذا صمت بعدهم بخمسة عشر عامًا مؤتمر الخريجين ؟ فثورة 24 لم تكن فقط ذاك المشهد البطولي في طابور المدرسة الحربية والصدام العسكري بين استبالية النهر وموقع كبري النيل الازرق . كانت سلسلة من احداث ومشاهد في جمعيات سرية وبرامج سياسية ومراسلات للصحف المصرية ومنشورات سياسية ومظاهرات ... وكانت الفترة 1918 –1924 فترة حرجة فرضت على إدارة الحكم الثنائي رفع مسألة الرق الى اعلى الصفحة في اسبقيات جدول اعمالها . وكان في القيادة الوطنية السياسية للثورة ،بشقيها المدني والعسكري ، من انحدر من سلالة ارقاء . وكيف يُفسر صمت مؤتمر الخريجين واتفاقية 1936 وثيقة الصلة باتفاقية الحكم الثنائي ، وكانت سنوات 36 –38 سنوات تصفية كشف الحساب في مذكرات السكرتير الاداري والحاكم العام ، متابعة لحصيلة السياسة التي احتلتها مذكرة كتشنر في مطلع القرن حول الرق في السودان . وكان الاحساس بالمشكلة حيًا ، ولو بأثر من آثارها ، كمشروع ملجأ القرش كإجراء مقابل لنشاط مؤسسات التبشير لايواء الايتام والمشردين واللقطاء من اطفال الارقاء في غالبيتهم . وتفجر الاحساس شعرًا وغناءً ...
    ارابعة : هل اندثر فلكولور الرقيق مع ما اختاره له الملاك من اسماء كاوية كالرقمة في ذراع الدابة والشامة على جنب البعير ؟ فمازال فولكلور الملاك محفوظًا متداولا كتابة وشفاهة ، وبعضه مذاع : ( دفع الفرخة للمشاطة ) ، بئس الدافع والمدفوع والمستلم ! حفظت بعض الوثائق اسماء بذيئة ومسيئة للملاك اطلقها الارقاء على قراهم وريفهم والمستوطنات . وتواصلت تلك الاسماء حتى عهد قريب في القسم الجنوبي لمشروع الجزيرة . وتحفظ بعض الروايات اغاني واهازيج ومقاطع رجز ساخرة من قاعدة الميراث – الوارث يرث من حيث يبول – وهجاء جارية لاخرى بعيوب سيدتها . لكن لا وثائق ولا روايات موثوقة تنقل مشاعرهم ، انينهم وحنينهم ومصيرهم ، أم تراها حبيسة الصدور تتناقلها الاجيال خلسة ، تشع بها العيون حقدًا وأسى ، ولا تنطق بها الالسن خجلا ومذلة !
    الخامسة : عُوفي جسد المجتمع السودان يمن علاقات مؤسسة الرق والاسترقاق في شكله الاجتماعي الاقتصادي الملموس . لكن مخلفاتها النفسية والثقافية والسلوكية تثقل كاهله ، ولا عزاء في انها مخلفات الماضي . فرب مخلفات أشد وطأة من ضغوط الحاضر :
    وقد ينبت المرعى على دمن الثرى .. وتبقى حزازات النفوس كما هي
    والمجتمع السودان يليس العنزة الفاردة في معاناة مجتمعات اخرى في افريقيا وقارات أخر ، نعيش مرارة مخلفات الماضي . تكفي الاشارة الى مجتمع يتمتع بديناميكية تطور مشهودة ، كالولايات المتحدة الامريكية ، ظل يعاني قرابة قرن ونصف – ومايزال – بين اعلان ابراهام لنكلن ، وحركة الحقوق المدنية في الستينيات ، لتسقط عن اللغة المكتوبة مسبة ( Nigger ) ) وتحل محلها ( African American ) دون ان تعادلها (Ieish American او Euro American ) .
    كانت وقفة جريئة ، سياسيًا وادبيا ، تلك التي اقدم عليها عبد الخالق محجوب لمواجهة مخلفات الماضي وتجاوزها ، في فقرة من خطابه أمام مؤتمر المائدة المستديرة لحل مشكلة الجنوب ، في مارس 1965 :
    " وكنا نأمل لو شملت تلك التغيرات مفاهيم بعض إخواننا هنا ، الذين يسموننا احفاد الزبير . ونحن نقول لهم بصراحة ووضوح : نعم نحن احفاد الزبير باشا ، فنحن لا نتهرب من تاريخنا . ولكننا ننظر اليه نظرة موضوعية ناقدة . وفي غير مرارة نستمد منه الدروس ونستقي منه العبر . فتجارة الرقيق كانت مدفوعة من المستعمر الاوربي ولمصلحته ، وهي عار علية في تلك العهود وعار على كل من نفذها . هذه حقائق بسيطة للذين يعرفون التاريخ . ولكننا نذّكر من لا يرون سوى الجانب المظلم من تاريخنا العابر ، ان إخواننا الافريقيين نقوا بالآلاف بل وبالملايين لزراعة القطن في الولايات الجنوبية المريكا .. فأحفاد الزبير يتغيرون ويتطورون مع الزمن وهم يبنون السودان الحديث ..... "
    تجاوز الزمن ربع القرن على هذه الفقرة المشبعة برياح اكتوبر . وتفاقمت أزمة المجتمع السوداني عما عُرف وحُصر آنذاك في مشكلة الجنوب لتصبح ازمة ومشكلة السودان بكلياته : هويته ، وحدته ، نظام حكمه ، ثروته ، ثقافتة ، مكانته في العالم المعاصر ... وتراكمت على مخلفات الماضي ، بكل ثقلها ، رواسب وافرازات الامس واليوم في الحاضر اللئيم . وشمخ التحدي واستأسد . وبات على ابناء السودان ان يواجهوا التحدي بذات الشموخ والجسارة – أبناء السودان من حيث هم كذلك : احفاد الزبير واحفاد من استرقهم الزبير ،مواطنون سودانيون أباة تجمعهم وتوحدهم مواطنة لا يحد منها ولا ينتقص فيها فارق عرق ، او جنس ، اودين ، لا يستشعرون مذلة من انكسار الرقيق ولا مكرمة من زهو المالك ، يعقدون خناصرهم لتحرير الانسان السوداني من عُقدة ورواسبه ، يردون اغترابه الجسدي واستلابه الروحي ، يصارعون حتى يصرعوا مخلفات الماضي في العنجهية وفي مركب النقص ، في المباهاة بالحسب والنسب وفي الحقد والانتقام المؤجل ، في النسيان المخدر المريح وفي الذاكرة القلقة الواخزة ، في الاستعلاء وفي الاحتقار المكتوم ، في الوقار المنافق وفي الاستهتار الصلِف ، في الثقة الزائفة وفي الشك المرتاب .
    تلك مهمة جيل ، وجيل معطاء ، يحمل الرسالة عن وعي بثقلها ، لا ظلومًا ولا جهولا : " جيل العطاء لعزمنا حتمًا يذل المستحيل وننتصر
    وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى
    ونحمل عبء ان نبني الحياة ونبتكر "
    محمد المكي ابراهيم
    فلا يتوهمن جيل العطاء ان مهمة الابداع سهلة ، وطريق الابتكار سالكة ، إنها شحنة من التوتر والعناء والفعل – الفعل الآمر في رؤى التجاني
    " فتَخير وصِف وصّور رؤى الوحي .. وصُغ واصنع الوجودَ المغاير "

    الخرطوم : اكتوبر 1993
                  

العنوان الكاتب Date
محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-19-02, 08:15 AM
  Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا gootagood02-19-02, 09:44 AM
    Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-19-02, 12:30 PM
      Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا Frankly02-19-02, 08:12 PM
        Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-19-02, 09:40 PM
      Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا gootagood02-19-02, 08:51 PM
        Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-19-02, 09:54 PM
  Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا banadieha02-19-02, 08:35 PM
    Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-19-02, 10:43 PM
      Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-20-02, 01:44 AM
      Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا banadieha02-20-02, 04:34 AM
        Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-20-02, 08:18 AM
  Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا MXB6N02-21-02, 03:38 PM
    Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا banadieha02-21-02, 05:21 PM
      Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا MXB6N02-22-02, 01:29 AM
        Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun02-23-02, 08:12 AM
          Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا MXB6N02-23-02, 09:55 AM
        Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا banadieha02-23-02, 11:32 AM
          Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun03-01-02, 05:45 PM
            Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun03-08-02, 02:44 AM
              Re: محمد إبراهيم نقد - باحثًا bunbun03-14-02, 03:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de