|
Re: العشرة المبشرون بالقتل (Re: bunbun)
|
نضـال الحركـة الجماهـيرية
• قامت مجموعة تجاوزت الخمسمائة من كتاب ومثقفي وصحفيي السودان بصياغة وتسليم هذه المذكرة إلى رئاسة الجمهورية تعبيراً عن صحوة ضمير التنوير، وتقوم بنشرها كاملة (هيئة التحرير).
بسم الله الرحمن الرحيم
الخرطوم في 17/7/2003م
السيد الفريق الركن/ عمر حسن احمد البشير
رئيس الجمهورية
السلام عليكم، وبعد
تعلمون ولابد، ان مجموعة تضم 14 إسلامياً – بينهم قادة تنظيمات سياسية وشخصيات متنفذة في السلطة – قد أصدرت بياناً يحمل فتوى بتكفير صريح لتنظيم طلابي (الجبهة الديمقراطية) ولأحزاب ومعتنقي الديمقراطية والاشتراكية والموالين للنصارى، على حد تعبير الفتوى التي تم نشرها على نطاق واسع في الرابع من يونيو 2003م. وقد سبق ان صدر بيان خلال شهر مايو 2003م يهدر دماء كتاب وصحفيين وسياسيين وقضاة ومحامين في قائمة تضمنت اسماءهم، ودعت إلى قتلهم مقابل أجر معلوم (عشرة مليون جنيه للرأس). كما سبق هاتين الواقعتين في السنوات الماضية من التسعينات تصاعد لثقافة العنف التي نتجت عنها اغتيالات مشهودة في دور العبادة في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم منها حادثة الجرافة ومسجد انصار السنة بالحارة الأولى بام درمان وبعض المدن الأخرى، كحادثة ود مدني. وشهدت ذات الفترة حادثة اغتيال الفنان المغني خوجلي عثمان ومحاولة اغتيال الفنان المغني عبد القادر سالم طعناً بالسكين بأم درمان بذات الرؤية التكفيرية وفي ذات المناخ علاوة على تصاعد القمع والعنف الطلابي.
جملة هذه الوقائع تستمد وقودها من المناخ الذي يسود السودان بتغذية مباشرة من روافد الاستعلاء الديني والثقافي واللغوي والنوعي والعرقي المتمدد بدعم واضح وإسناد من المعطيات القائمة التي لا يمكن إعفاء السلطة من المسئولية عنها، وارتفاع معامل الإقصاء وقهر الرأي الآخر داخل نطاق الدين الواحد والجماعة الواحدة وعدم الاعتراف باصحاب المعتقدات والثقافات الأخرى، مما يتناقض مع قيم المواطنة وحقوق المجموعات السودانية المختلفة.
يحدث كل هذا في وقت تتجه فيه كل الجهود نحو تحقيق السلام والديمقراطية وإشاعة الحريات وكفالة حقوق الإنسان، مما يجعل للسلطة الحاكمة واجباً أساسياً في التصدي لهذه الظواهر الخطيرة: التكفير وإهدار الدم والاغتيالات العشوائية على الهوية والمعتقد والضمير بممارسة والتحريض على سفك الدماء وتحقير وتكفير الآخرين.
السيد الرئيس،
ان المجتمع لم يشهد حتى الآن تحركاً جاداً من قبل السلطة للتصدي لهذا الواقع الخطير الذي سمم ولا زال يسمم مناخ التعايش ويهدد وحدة البلاد وسلامها. لا يخفى ان هذا الاستهداف قد طال صحفيين ومثقفين وكتاباً ومفكرين وفنانين وهو أمر له دلالة في مسار هذه الظاهرة.
عليه، نحن الموقعين ادناه، وبما تميله علينا ضمائرنا كمفكرين وكتاب وأدباء وفنانين واكاديميين وصحفيين ومهنيين، رأينا من واجبنا ان نرفع هذا الأمر لكم باعتباركم رأساً للدولة، لتتخذوا من الإجراءات ما يكفل درء هذا الخطر الفادح.
وتفضلوا بقبول وافر التقدير
الرقم الأسم الصفة
التوقيعات الأصلية مرفقة
نقلا عن الميدان العدد 1983 يوليو 2003
|
|
|
|
|
|
|
|
|