|
Re: القيـام إلـى الثلـث الأخـير من ليـل الروايـة . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(15)
التناص في العنوان : ( آيات شيطانية ) :
وفي دراسة القدماء الكثير من أبواب في نقد النصوص عامة وتقارب بعضها واقتباس البعض وهو باب يسميه القدماء :
الاصطراف ، الانتحال ، الادعاء ،الإغارة ، الغصب ، المرافدة ، الاهتدام ، الاختلاس ، المواردة وغيرها .
وباب يسميه المُحدثون بالتناص :
التطابق ، التباعد ، التحاذي ، التقاصي ، التفاعل .
وفي معاني المفردات :
الاصطراف : من التصريف المرافدة : من الاستعانة الاهتدام : تصريف من الهدم التقاصي : من التباعد
لقد واجه أبو الطيب المتنبي مُنتقديه بشأن التشابه وشُبهة السرقة في كتابته الشعرية و رد عليهم :
(الشعرُ جادة ، وربما وقع الحافر على موضع الحافر .)
أقرب مدخل للنظر لتناص ( آيات شيطانية ) هي من الآيات القرآنية التي وردت في سورة النجم ومن سورة الحج وفق ما أوردنا ، وفي ملك النبي سليمان يغوص الشياطين لخدمته وفق ما ورد في الذكر الحكيم ، وتلك الإعانة من الشيطان لم تتيسر لنبي غيره : {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ{81 } وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ }الأنبياء 82 ـ81 أهي استثناءً لخدمة الشياطين تيسرت لنبي ولا تجوز لغيره أم هو باب مفتوح للجلوس إن تيسر لمعونة الشياطين في الغوص ؟ وأي غوص كان للكاتب سلمان رشدي في حيِّز عنوان الرواية الذي نحن بصدد دراسته : من أين جاء وكيف تدحرج من ماضٍ موغل في القدم . غوص في نثر ما كُتب في التاريخ من الثابت مرجعه ومن المشكوك في أمره ، وتلك ربما يراه البعض من همزات الشياطين ونزعاتهم بما يوسوسون به: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ }المؤمنون97 فكيف يخرج الكاتب من محاذير إغواء الشيطان في أخذ مراجعه من الذاكرة ومخزونها ، ومن الأسفار ومخزونها من مخزون وطنه الأم وكيف سبحت المُقدسات وتزاوجت فيه مع معارف الأمم وتخلقت جسداً آخر ، ومن ذهنه الخلاق أن يستعين بكل ذلك لصناعة رواية يعرف كاتبها تضاريس الخطو في المقدسات و خلطها بتقنيات القص وإعادة الصياغة بذهن منفتح .
|
|
|
|
|
|
|
|
|