بقدر تقديرنا قيمة العلم والعلماء ، بقدر ما يتراوح علماء الأديان جميعاً بين التسامُح والغلو ، بين السعي بالتي هي أحسن ، وبين القتل والقطع والنفي عن الدُنيا . بين سعة الدين بالرحمات ، وبين التقتيل والرجم والقطع من خلاف والجلد . أي إسلام وسطي هو إسلام فضيلة الشيخ يا تُرى !؟ نفتح بعض صفحات فضيلة الشيخ: (1) ثمّن فضيلته من قبل على العمليات الانتحارية ، تحدث إنها وسيلة من لا وسيلة له في المقاومة ، رغم علمه بأنها تأخذ الأبرياء من المدنيين ، وهو يدرك قول الذكر الحكيم :
وتحدث فضيلته عن العمليات الانتحارية في منبر الجزيرة ، ثم تراجع عنه في مُقبل الأيام ، وحوادث زيارته بريطانيا حافلة بالكثير . (2) كان فضيلة الشيخ وسيط محاولات الصلح حين انفرط الخلاف بين " القصر " وبين " المنشية " في السودان ، وقام بزيارات مكوكية لرأب الصدع ، وكل تراث النظام الذي حكا عنه " المحبوب عبد السلام " ماثل للعيان والذي يعرفه الجميع ويعرف ماذا فعل نظام الحكم في سبيل تثبيت أركانه ، فشهداء رمضان ، وشهداء من صادروا أملاكهم من مال وتم قتلهم دون جريرة ، والفصل من الخدمة والتشريد وملاحقة أصحاب القطاع الخاص لإفقارهم ...الخ . لم يتحدث فضيلته عن التجاوز ، بل دعم منقطع النظير لنظام الحكم والإشادة بتجربته على إطلاقها !. (3) قبل أيام في برنامج الجزيرة تحدث فضيلته عن المتصوفة ، وذكر على استحياء أنه كان يقرأ للإمام الغزالي في بواكير شبابه ، ولم يقل صراحة أنه تراجع عن مفاهيم تلك القراءات أو تخلى عنها ، ولم يُفتِ عنها ،وتحدث عما سماه " شطحات الحلاج " وذكر : " ليس في الجُبة إلا الله " كنص من نصوص تلك الشطحات !! تماماً لم يتفهم فضيلة الشيخ لغة المتصوفة ، وصار مثله مثل عامة الناس الذين لا يُدركون إلا مُسطح اللغة المباشرة التقريرية ، أو أهل الظلمات وأهل البتر والتكفير الذين انتشروا في الأرض ، ولم يُدرك اللغة المتصوفة وتأويلها ومحبة أهلها لخالقهم ، وكنا نظُن أن إبحار فضيلته في اللغة وتوسعه في ماعون الإطلاع تجعله أقرب للفهم و للتسامُح ... كان فضيلة الشيخ ولم يزل طرفاً أصيلاً في أركان الدين المُتشدد دون شك ولا وسطية عنده . هذا رأينا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة