اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 05:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2010, 01:48 PM

welyab
<awelyab
تاريخ التسجيل: 05-08-2005
مجموع المشاركات: 3891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي (Re: welyab)

    عهد النوبة « البقط « مع الدولة الإسلامية في مصر «31هـ / 651م »
    رؤية في التفاعل الحضاري الإسلامي/ النوبي وإسهاماته في التشكل التاريخي لشعوب السودان
    أ.د. حسن مكي محمد أحمد

    الراي العام الحلقة الثانية
    http://rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=519&id=34684

    في التشكل التاريخي لشعوب السودان
    العهد كلمة مباركة وردت في القرآن الكريم ، وفي الكتب السماوية، ويسمي اليهود والنصاري كتبهم بالعهد القديم والعهد الجديد للتوراة والإنجيل، ووردت صيغة العهد أكثر من أربعين مرة في القرآن الكريم بدءاً - بالآية الكريمة في سورة طه « وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً « الآية (115) وما لبث الناس ينسون العهد حتى وإن لم ينقضوها وفي سورة الاسراء الآية (34) « وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً «
    ودخلت حركة الدعوة الإسلامية في عدة عهود ، فكان هناك عهد الحديبية المشهور في السنة السابقة من الهجرة النبوية ، والذي أقامه النبي صلوات الله عليه مع أهل مكة ، حيث سبق العهد -أي عهد الحديبية - بيعة المعتمرين من الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم - التي قص خبرها الكريم في سورة الفتح « إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً « الآية (10) فالبيعة عهد.
    وفي عهد الحديبية اعترضت قريش ممثلة للمجتمع الجاهلي بالكيان الإسلامي، ككيان قائم ، يتم التعامل معه كحقيقة قائمة لأول مرة ، ومقابل هذا الاعتراف قدم الرسول الكريم تنازلات، برجوعه عن دخول مكة للعمرة ليعود إليها في السنة القادمة، وكذلك بطمأنة أهل مكة على وضعية مجتمعهم بأن لا يقبل هجرة مكيّ إلى المجتمع الإسلامي في المدينة ، مما جعل بعض المسلمين يحتجون قائلين كيف نعطي الدنية في ديننا - أي كيف نقبل بإذلال مسلمي مكة في سبيل عهد للتعايش والاعتراف المتبادل بين الكيانين المتعاهدين.
    ومن صيغ العهود التي قامت بها الدولة الإسلامية قبل عهد البقط، عهد الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء، وهو عهد تم فيه تأمين النصاري على أوضاعهم وكنائسهم وحقوقهم في إطار حاكمية الدولة الإسلامية، حيث دخلت القدس «ايلياء» في حاكمة الدولة الإسلامية، ولكن يبدو أن عهد البقط اقرب إلى عهد الحديبية، من حيث أن الكيان الإسلامي في مصر اعترف بالكيان النوبي ككيان دولي مشروع وقائم ، بينما في عهد إيلياء، تمت إزاحة الكيان الروماني تماماً وحله محله الكيان الإسلامي. ثم اصبح العهد عهد ذمة أو مواطنة للمجتمع النصراني الموجود في ظل الحاكمية الجديدة، لم يستمر عهد الحديبية طويلا وكان عمره سنة وبضعة أشهر، بينما تم الحفاظ على وضعية عهد إيلياء، ولكن فقد وضعيته في إطار تقلبات الدولة الإسلامية وتطوراتها، وطويت صفحته مع الحروب الصليبية، ولكن عهد البقط ظل حاضراً وقائماً، في العلاقات الدولية، ولمدة ستة قرون. وهو بذلك من أطول العهود استمراراً في تاريخ العلاقات الدولية، حيث ظل يمثل مرجعية في العلاقات ما بين النوبة والدولة الإسلامية في تقلباتها ما بين القرن السابع الميلادي ، حتى سقوط بغداد في القرن الثالث عشر الميلادي - هذا الإستمرار التاريخي، للعهد دفع بعض المؤرخين للتساؤل هل عهد البقط عهد واحد- وهو الذي أورده المقريزي برواية الصحابي شرحبيل بن حسنة. أم أنّه سلسلة من العهود حافظت على جوهرها، وإن اختلفت في تفاصيلها. وإنّ صيغة المقريزي في القرن الخامس عشر الميلادي هي جماع لروح هذه المواثيق، والمعروف أن نصوص معاهدة البقط وردت أولاً في كتاب فتوح مصر وأخبارها لعبد الرحمن بن عبدالحكم المتوفي في «279 هـ / 836م» ثم عند شيخ المؤرخين محمد بن جرير الطبري المتوفي «310هـ - 866 م ، وفي كتاب المسعودي سليل عبدالله بن مسعود كتابه مروج الذهب والمتوفي «346 هـ / 902 م» وهذه اهم المصادر ولكن كذلك توجد مصادر أخرى كابن الأثير وابن النديم وابن خلدون وغيرها وغيرها.
    وستظل قضية البقط عهداً واحداً أم عهوداً متجددة ومعدلة قضية تشغل بال المؤرخين ولكن نختار أن روح البقط واحدة وإن تعددت التفاصيل وهي :
    * رؤية المسلمين للكيان النوبي ، ككيان مستقل مشروع ومعترف به من قبل الدولة الإسلامية ، لم ينسخ بفتح أو حرب أو وصاية، على خلاف الحالة المصرية، حيث نظر الفاتحون من المسلمين لمصر كدولة تحت الاحتلال الروماني، فقاموا بالقضاء على الكيان الروماني وأقاموا بديلا له كياناً دولياً إسلامياً، بينما أقاموا علاقاتهم مع النوبة على علاقات متكافئة، مثلما فعلوا مع النجاشي في الحبشة أي التعامل مع كيان مستقل.
    * معاهدة البقط في مجملها ، معاهدة ذات روح حضارية ، أساسها إنتقال الثقافة القرآنية والروح المسجدية في إطار الاعتراف المتبادل والمنافع التجارية المتبادلة .
    * إتفاقية البقط معلم من معالم العزة الوطنية والفخار القومي لأنها ليست إتفاقية بين غالب ومغلوب ومستعمر بكسر الميم مع مستعمر بفتح الميم وإنها عهد ميثاق ولدته عبقرية الطرفين الروحية والفكرية ، فهي زواج بين مد روحي / عقلي نوبي أساسه مشكاة الكنيسة القبطية وتقاليد ممالك النوبة والمد الروحي الذي أساسه المشكاة القرآنية والتجربة الإنسانية، وكما يفتخر السودانيون بالدفوف وأهرامات مروي وحضارة البجراوية ومعبد المصورات والكنائس والمعابد القديمة، كأنهم كذلك سيضيفون كنزا آخر في رصيد التاريخي للعز والمجد متمثلا في عهد البقط الذي يحتاج لبسط الضوء عليه لإشاعة الوعي به حتى يأخذ محله في العقل السوداني.
    * كشفت الإتفاقية عن وعي النوبة بالعلاقات الدولية، لذا ارتضوا إقامة معاهدة للعيش المشترك مع الدولة الإسلامية الجارة، كما كشفت الإتفاقية عن سماحة النوبة وإيمانهم برسالات الاسماء، وكيف لا! وأرض النوبة عرفت الديانة التوحيدية بطبعتها الإبراهيمية والموسوية والعيسوية، لذلك ارتضى النوبة أن يبرز المسجد صنوا لكنيستهم ولم يشترطوا شروطا لتقييد حركة المسجد أو تعويق مده، ولتفاوت ذلك وبين ما حدث في سويسرا والتي مازالت تتحسس من منارات المساجد، واخضعت بناء المآذن للاستفتاء وأبرزت استطلاعات الرأي أن (53%) من المستطلعين ضد بناء المآذن (...) بينما وافق النوبة على نظافة وإسراج المسجد وهو ما يعني التكفل بنفقاته وهو غاية التسامح. وهو تسامح فطري في وقت لم تتبلور فيه العلاقات الدولية على نحو ما هو حادث اليوم.
                  

العنوان الكاتب Date
اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي welyab02-04-10, 01:45 PM
  Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي welyab02-04-10, 01:48 PM
    Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي welyab02-04-10, 01:53 PM
      Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي welyab02-04-10, 02:03 PM
        Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي Mohamed E. Seliaman02-04-10, 02:28 PM
          Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي welyab02-06-10, 11:03 AM
            Re: اتفاقية البقط .. في منظور دكتور/ حسن مكي Mohamed E. Seliaman02-06-10, 11:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de