|
Re: مامون حميدة يستقل التلفزيون القومي للاعلان المجاني (Re: محمد الامين محمد)
|
هو رجل لا تعرف الرحمة الى قلبه طريقا.
سـاقتنى قدماى الى مســتشفاه طالبا العلاج لابنتى الصغيرة من طارىء ألم بها, بينما نحن بالإنتظار اذ حدثت جلبة وشىء من هرج.
اســتقصينا الأمر فإذا بجماعة من الناس يأتون بمريض لهم فى حالة "طوارىء" حيث احضر على "نقالة" , ما لفت انتباه الموجودين أن أحد ذويه كان يحمل كيس "الدرب" فى يده, هيئة ذوى المريض تدل على رقة حالهم , كان الإنزعاج على مريضهم باد عليهم, كانت نتيجة حوارهم مع موظفى المســتشفى أنهم لن يباشـروا بعلاج المريض قبل ايداع مبلغ من المال يفوق طاقتهم, فى أثناء هذا النقاش اذا بالبروف يمر على مقربة منهم , يطرق اذنيه ما دار من نقاش بين موظفيه وذوى المريض الذى كان يئن متألما, فما كان منه إلا أن واصل ســيره مبتعدا عن مشــهد الحدث.
انتهى هذا الجدل بأن أخذ الجماعة مريضهم الى حيث لا أحد يعلم , وفى عشـمهم أن يقيض لهم الله من يعرف الرحمة ومن يدرك أن "فى كل ذى كبد رطبة صدقة"
هنا ظهر الاســتياء على وجوه كل الحضور و انصبت جل تعليقاتهم فى "ماذا كان يضير البروف لو أنه أمر باسـتثنائهم و جعلها صدق تكتب له فى ميزان حســناته"
برغم مرور ما يقارب الثلاث ســنوات على هذه الحادثة الا أن الزمن فشــل فى محوها من ذاكرتى , أذكرها كلما اضطرتنى الظروف أن يكون طريقى بالقرب من مســتشفاه.
أســأل الله أن يلطف بنا فى أقداره و نحن فى رحمة كثير من أمثال هؤلاء وفى كثير من شــئون حياتنا التى يتســيدها من لاتعرف الرحمة الى قلبه طريقا.
|
|
|
|
|
|