|
Re: ما الذي تنتظره أحزاب جوبا ، أطلال تبكي عليها أم هزيمة تبكي منها؟ (Re: ودقاسم)
|
الشعب قال ، وظلّ يقول كلمته ، وبعد تضحيات عديدة وعمل شاق تأكد تماما أن كلمة الشعب هي العليا وأن لا سلطة إلا بالشعب ، وأن قوة السلاح والبطش قوة زائفة . ثم ولجنا إلى السلام واتفاقيته المعروفة باتفاقية السلام الشامل ، ومستحقاتها . فكان تعديل الدستور والقوانين ودخلنا إلى مراحل الانتخابات .. وانتهت مرحلة التسجيل ، ودخلنا إلى مرحلة الترشيحات .. فما الذي تفعله أحزابنا؟ ظلت غافلة ، مترددة ، منقسمة على نفسها لا تحسن في العمل السياسي شيئا . هذه الأحزاب لم تبذل جهدا كبيرا في التسجيل كما فعل المؤتمر الوطني . بل اكتفت بمناشدة هنا وهناك دون حراك فعلي في حين أن المؤتمر الوطني كان حريصا على تسجيل كل عضويته وكل من يتعاطف معه ، وجهلت بقية الأحزاب عضويتها ، وتناست بعضها ، وهمّشت البعض الآخر من العضوية . والآن تتهافت الأحزاب على تسمية مرشحيها ، وهي كعادتها لا تحسن اختيارا ، وتقدّم فقط المقربين من القيادات والحواريين ، لكنها لا تتلمّس رغبات الجماهير ولا تجسّ نبضهم ، ولا ترجع إليهم . كما أنها نسيت أنها جلست في جوبا ، وخرجت بميثاق غليظ لكنها سرعان ما رضعت ثديها وعادت إلى ضعفها الأول وعادت إلى طبيعتها التآمرية وإلى أدائها المترنح . والحركة الشعبية التي ظننا أنها حزب جديد مبرأ من أمراض الأحزاب القديمة والتي تسمى أحزابا تاريخية ، تجدها أيضا قصيرة النفس ، مترددة ، ومتقلبة المواقف ، وتعتمد منهج المناورات ، يوما تحسب حسابا للمؤتمر الوطني ويوما آخر تنقلب عليه .كما أنها لم تقم بأي نوع من التوعية الجماهيرية ولم تقم بالعمل الكافي وسط الجماهير ، حتى إذا عددنا الندوات السياسية التي أقامتها الحركة منذ توقيع اتفاقية السلام فسنجدها محدودة للغاية ، فظلت فكرة السودان الجديد فكرة حبيسة في نفوس وعقول القياديين من الحركة دون أن يتم تمليك الفكرة للجماهير لتمكينها من تبنيها والدفاع عنها والانتصار لها عبر صناديق الاقتراع. والحال هكذا ، فإن ضعف الأحزاب واضح والأمل فيها ضئيل ، ولن تكون عند حسن ظن أفضل الظانّين بها وهم أقلّ من القليل . وسنبين ذلك .
|
|
|
|
|
|