|
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان (Re: Hassan Bakri Nugud)
|
التحضير الأخير للعبور:
ارتبط خوجلي باليمن منذ أن كان صغيراً في الخمسينات والستينات من القرن الماضي من خلال تعامله مع أصحاب الدكاكين اليمنيين الذين كانوا يمتلكون عدداً كبيراً من دكاكين القطاعي بأحياء السودان المختلفة – ثم ارتباطه بالطلبة اليمنيين في المدارس الثانوية. وجامعة الخرطوم واستمرت هذه الصداقات حتى اصبح بعض اقرانه في الجامعة من المسئولين في دولتهم..
ولأن الاستعمار البريطاني في السودان هو نفسه الذي استعمر اليمن الجنوبي فقد منح عدداً كبيراً من الطلبة اليمنيين فرصة الدراسة في السودان مما ساهم في توطيد العلاقة بين السودانيين واليمنيين.
وزاد من تعلق المؤلف باليمن مجال اهتمامه (تأثير الخيار السياسي على التنمية الإقتصادية والإجتماعية) .. فكان كثير السفر والإقامة والعمل في اليمن سواء من موقعه في الصندوق الكويتي – او البنك الدولي. أو الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي لدرجة أنه قضى أثني عشر عاماً متفرقة باليمن.
أحب خوجلي اليمن كما أحبها بروف عون – والأستاذ مصطفى عبد العال (ذكريات سوداني في اليمن) ورغم اختلافه المبدئ مع اصدقائه من قادة اليمن الجنوبي إلا انه احترم خيارهم السياسي وتطبيقهم للمفاهيم الإشتراكية واحترم اتساق مواقفهم وسلامة الرؤية. وتطبيق مبدأ القدوة الحسنة في السلوك الشخصي ولم يكونوا ممن وصفهم السيد المسيح (الذين يحبون تلقي التحيات في الساحات، وصدور المجالس في المجامع، والمقاعد الأولى في المآدب، يأكلون بيوت الأرامل، وهم يظهرون أنهم يطيلون الصلاة، هؤلاء سينالهم العقاب الأشد) (ص 36) فالإنتصار في النهاية يكون للهدف النبيل المسنود بالموقف الملتزم.
ونلحظ أن بدايات الوعي في اليمن كانت في العام 1947م وهي نفس الفترة التي بدأ فيها مؤتمر الخريجين في السودان. وحين رفع السودانيين شعار (السودان للسودانيين) رفعت الجمعية العدنية شعار (عدن للعدنيين). كذلك تصادف تقارب افتتاح الإذاعة السودانية وإذاعة عدن ... نال اليمن الجنوبي استقلاله عن طريق التفاوض الذي بدأ في 29 نوفمبر 1867م وهي نفس التجربة السودانية وإن نال السودان استقلاله قبل ذلك باحدى عشر سنة في العام 1956م وتجربة استقلال السودان واليمن الجنوبي مختلفة عن تجربة اليمن الشمالي الذي انتهج وسيلة الثورة الشعبية العسكرية في 26 سبتمبر 1962م.
في حوار بين المؤلف واثنين من قادة الحزب الإشتراكي اليمني في يوم السبت 11يناير 1986م (ص 38) قال محمود عشيش (ما اسميناه في السودان (بالإنتفاضة) هي بدعة سودانية لم ترد في ادبيات الثورة وقواميسها. واضاف ان هناك انظمة رجعية وهناك ثورات شعبية مكتملة النضج ولا شئ بينهما. ولاتكتسب الثورة الشعبية معناها الحقيقي إلا إذا أريق على جوانبها الدم) لذا نفهم عنف الحرب العبثية التي صورها لنا المؤلف في العبور إلى الشاطئ الآخر. (لبيك واجعل من جماجمنا لمجدك سلما) من اناشيد الصحوة العربية. ونلحظ أيضاً تأثير الوعي المبكر والحوار الذي انتظم جيل المؤلف في جامعة الخرطوم مع الطلاب اليمنيين والذي افرزته حركة الأستقلال الأفريقية وبوادر البعث العربي وما ارتبط بها من رموز .. نكروما، لومببا، كنياتا، رشيد الكيلاني، عبد الناصر، ساطع الحصري.. الخ. وأهم مظاهر هذا التأثير تحديد المبادئ والإلتزام بها ووضوح الرؤيا والجهر بها.. فعند نقاشه مع اصدقائه اليمنيين يعلن إختلافه المبدئي .. وحبه لليمن .. وببصيرته النافذة وحدس الأنبياء الذي لا يخطئ قال أن اليمن ستعود موحدة وصدقت نبوءته. (ص 20).
وعن السودان يقول إذا استمرت اساليب العمل السياسي والدس والمزايدات والمناورات فسينتهي إلى ما انتهت عليه دولة الغساسنة عندما (تولى صغار الرجال كبار الأمور) ص 37.
وامتد التاثير إلى وضوح الموقف من القضايا العربية والأفريقية فأثناء حصار النزلاء في الفندق يتابع خوجلي الحرب العراقية الإيرانية ولا يخفي تعاطفه (أنا رجل عراقي الهوى من قبل ومن بعد) (عربي مع العراق وعلي بن ابي طالب العراقي) ص 52.
وفي لحظة مثيرة من محنة فندق عدن يحكي خوجلي (ص130) عن الطفلين امين 11سنة – وأمل 5 سنوات – اللذان كانا ضمن النزلاء فالأم فرنسية تعمل في سفارة بلادها بعدن والوالد مصري يعمل استاذاً في جامعة القاهرة .. ويقول شعرت بما يشبه قربى الدم من أمين واخته، آه ... مصر يا اخت بلادي يا شقيقة.
وحينما تزايدت النيران على فندق عدن واهتمت الدول الغربية بمواطنيها المحتجزين. تقدم البعض باقتراح إخلاء الفندق واللجوء إلى السفارة البريطانية وقد وافق معظم النزلاء بما فيهم بعض العرب (... هو خوجلي شو بدوا فينا إذا كلنا بدنا نروح السفارة البريطانية) ولكن شئ سوداني / عربي في داخل خوجلي أملى عليه موقف مغاير وقال (ص 137) (انني افضل أن اموت في فندق عدن، بدلاً أن أموت في سفارة دولة اجنبية في مدينة عربية .. وأرى في الإقتراح المطروح سوء الخاتمة في أوضح معانيها .. وألمس فيه عاراً لا استطيع أن أقبله حياً، أو أتحمله ميتاً) (لسنا نغضب .. طالما تفكيرنا حر .. ومنطقنا مهذب) الزين عباس عماره (ص 170).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:10 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:12 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-20-10, 07:59 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:13 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:14 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:15 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-20-10, 08:15 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:16 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-20-10, 08:19 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:16 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:17 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-18-10, 01:18 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-19-10, 07:46 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | عادل نجيلة | 01-20-10, 06:48 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-20-10, 07:56 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Hassan Bakri Nugud | 01-20-10, 08:04 AM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Abdul Monim Khaleefa | 01-21-10, 05:51 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Abdul Monim Khaleefa | 01-21-10, 07:10 PM |
Re: العبور إلى الشاطئ الآخر: مطاردة الموت عند خوجلي عبد الرحيم ـ عبد العزيز خالد عثمان | Abdul Monim Khaleefa | 01-21-10, 07:24 PM |
|
|
|