دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ايها الراحل في الليل وحيدا ... ( وتاني راح علي زكراك عام ) (Re: ياسر بيناوي)
|
صديقي بيناوي؛ مساء جميل .. إنه إنسان بقامة الوطن، بل هو بقامة الكون أكمله ؛ ينضح بالأشياء الجميلة؛ وعالم يسع الجميع.. له لغة ملائكية، وكيان يحتشد بالحنين وصدق الإنتماء للوطن وللجميع، وحسّاً يعتّق الرحيق فى دنان الناس. في كل يوم .. كان صوته يأتينا صادقاً، عذباً، لطيفاً،من دواخله فيلامس بصدق مشاعرنا،واحاسيسنا التي تحطمّت من دونه كان مصطفى ينشُد للكادحين، للفقراء، وللعاشقين، كان يبتكرُ لحناً يناسب الجميع.. لقد ظلّ مصطفى مدرسة متميزة ولونية مبتكرة متفردة لم أجد لها مثيلاً كان رحيله فى اوائل التسعينات، وبعد كل هذه السنوات لازال مصطفى موجوداً معنا ولازالت أغنياته الخالدة حية تمدنا بالمعاني الجميلة، وتمنحنا الوقود للمسير .. كل عام ومصطفى باقٍ في دواخلنا ياصديقي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحم الله الفنان القدير مصطفى سيد أحمد (Re: شول اشوانق دينق)
|
(يامن كنت لاتخاف لوثة الإرهاب وموت الضمير)مقال للاستاذ : محمد حزة الميدان
Quote: إنها أحزا ٍ ن كبار ، أناخت رواحلها وتجلت، زرفتنا العيون ومازالت هناك ذكرى وضحكة تلمع علي الدوام ، هناك وج ٌ دحيث الليالى الشتوية الطويلة ، والمقاعد خالية ،ا ُ لأنس الجميل إفتقدناك كثيرً ا .( إلي أمي زينبوزوجتي فاطمة وعبرهما إلي أمهات وزوجات الشهداءوالمعتقلين ،فقد وقع عليهن عبء السنوات العجاف ، فحملنه بجلد .هذا هو الإهداء الذي إستهل به البروفسير محمد سعيد القدال كتابه ( ذكريات معتقلفى سجون السودان ) ، فقد لمس فى هذا الكتاب معاناة من هم خارج الأسوار ووقعتلك السنوات العجاف عليهن لأنهن حملن الجزء الأكبر من المعاناة حيث كن مشغولات على الدوام بالقيام بمهام بها من المشقة كثير ومن الألم أكثر ، وحملن أمانة أن يشرفن علىالصغار وتعويض فقد الأب المؤقت أو الدائم كما فى سيرة نساء الشهداء ، وذلك كان وفاءاً كبيراً من الراحل محمد سعيد القدال فى أنيتلمس معاناتهن وتلك كانت فعلاً وقولاً سيرته على الدوام وهى رؤية مشتركة بينهوالشاعر محجوب شريف حيث أضحت المرأة هى رمز للمقاومة والصبر والجلدعلى غير ما توصف به وكانت محور الكثير من أشعاره التى مجد فيها نضالات المرأةالسودانية وأفاض فى تجسيد لوعات القلب والشوق لمن هم خارج السور ومن هم داخلهوذلك مقام آخر . إنها على المحك حياة بعرض البلاد وباذخةبقدر قيمة البلاد الممتدة من نمُلى إلى حلفا وبالعكس، تلك قيم تشربها البروفسيرمحمد سعيد حينما غادر قطار الحياة العادية ملتحقاً بحياة تجعله رهين الأسوارالعالية والظلام وتحرمه من نعمة التنقل حيثما شاء وتنشق الهواء بمزاجه الخاصلا مزاج السجان، دخل تلك المحطة وهو ميقن كل اليقين بأنه فى خطر دائم دوامحياته ، وتنقل بين الهواء الطلق والجحيم الصغير فى الاقبية والزنازين ، ولم يهادنأو يرجو الراحة والدعة وتالله لو نشدها لوجدها بين يديه ، ولو رآى ذلك الرأى لنالالعلى حسب تصورات الكثيرين ، من العيش الرغد والراحة الكاملة بين جدران الجامعاتوقاعات الدراسة وعتبات البيوت الجميلة ، ولكنه آثر الإلتحاق بركب الثوار أمثال هاشمالعطا وعبد الخالق محجوب والشفيع. هناك فى تلك الاقبية العابقة بالرطوبة والبرد والحر الشديد وتقلبات الطقس اﻟﻤﺨتلفة فيتلك الأماكن كانت جزء من حياته معلقة هناك تتخللها مواقف غاية في الألم وايضاً كانتالطرفة حاضرة والضحكة تملأ المكان رغم القيد والسجان، تفجر هو إيماناً يقينياً بأنقدره هو منازلة تلك الأنظمة التى تمتهن كرامة الإنسان وتسعى لإعاقته الذهنيةوالبدنية ولكن هيهات حينما يكون الإنسان قادر على نسج حياة داخل تلك الأسوار تعززمن قيمتة وتترك ذاك العبق الذى يحسه كل من لازم الراحل فى تلك المسيرة التى كانتجزءاً من حياة كثيرين عاشوها قسراً ولكنها تحولت إلى تجربة صقلت عودهم وإكتسبوامنها معارف كثيرة، وكان الراحل من المعلمين الذين كان وجودهم بالمعتقل له فائدة عظيمةبالنسبة للمعتقلين، وكانت دراساته التى يقدم فيها جزءاً من تاريخ السودان بتلكالصورة السلسة والممتعة ذات فائدة كبيرة وايضاً أظنه قد إستفاد كثير من ملامسةحياة كثيرين كان بالقرب منهم كثيراً. كانت تجربة الراحل فى الإعتقال (فى بدايةعهده به) مزيجاً من الدهشة والألم لفراق قسرى لفلذات كبده. والنادر فى مثل هذهالتجارب أن تصبح هذه التجربة أيضاً معبراً لمعرفة عميقة ومودة دائمة مع والدهالشيخ القدال . (وافقت من النوم الساعة السادسة صباحاًعلى صوت والدي، وكان متعجباً من نومى فى تلك الحالة المزرية، وقال (أنت قلبك ميت)فقلت له أن النوم هو الشئ الوحيد الذى كان متاحاً لى، وكان يحمل الشاى والقهوةو(لقيمات) والدتي التى أهوى أكلها. وظللت اذكر مشهد والدي ذاك دوماً، فقد كان قلقاًعلى، فتلك أول تجربة إعتقال تشهدها الاسرة. وكانت عواطفه الأبوية جياشة وإنلم يفصح عنها، ولكن حمله للشاى والقهوة فى السادسة صباحاً عبر عنها كأعمق مايكون. وبعد وفاته كانت تعبر بخاطرى تلك الصورة فأذرف دمعات حنان ومودة له، وكانيخفى بين الشاى علبتين من السجائر، فهو يعرف أني أدخن ولكنه لا يريد أن يظهر علمهبذلك، بيد أن السجائر كان ضرورة في تلك الظروف وكانت لفته أخرى زادت إكبارى له)ذكريات معتقل في سجون السودان ص ١٠. كانت علاقة الراحل بوالده فيها الكثير منالمودة والتعلق وبهذا الإحساس كتب سيرة والده في سفره الرائع (الشيخ القدال معلمفى حضرموت) وحفل الكتاب بالكثير من الإمتنان لذلك الشيخ الذى عطر سماوات تلكالبقاع النائية والصعبة الطقس والتضاريس وكانت حظوظه من النجاح قصة كبيرة وسيرةعطرة تتناقلها أفواه وأقلام الشعب اليمنى الشقيق وكان للراحل وأشقاءه وشقيقاتهحظاً فى تلك المسيرة، والتى واصلها الراحل بعد فصله تعسفياً من جامعة الخرطوم فيالعام ١٩٩١ م ، وكنت تلك سيرة أخرى فى مقام الراحل شهدناها فى أدمع المعزين منالأخوة اليمنيين ورسائل التقدير العظيم لجهوده فى تلك البقاع .على هذا النولسارت سيرته جرياً على سيرة والده وهذا من نستشفه من تلك الروح الجميلة التىقابل بها وألده أعتقاله الأول وهو المنتسب للحزب الشيوعى بينما وألده أحد خلفاءالختمية ولكنه كان من الشجاعة بحيث وأجه ذلك اﻟﻤﺠتمع التقليدى وفى ذلك الوقت الباكرأن يترك لولده حرية الفكر والإرادة فى أن يصبح ما يشاء وأن يعتنق ما يشاء ، وبكلروح الإبوة حمل الشاى الصباحى تتبعه الإبتسامة التى لا شك فى انها قد خففتكثير من ظلام السجن وقسوته وأيضاً علب السجائر المدسوسة بعناية كان لها وقعآخر فى نفس الولد مما ضاعف من إمتنانه وتقديره لوالده ، كل ذلك ترك أثر كبير فىحياته اللاحقة حيث اين ما حط رحاله كانت هناك بصمة فريدة فقد نسج كل علاقاته بكلالوضوح والحب فجرت علاقاتة من اليابان حيث البروفسير يوشيكا كوريتا تلك التىزرفت الدمع الهطول حينما زارت الأسرة بعد الرحيل الفاجع ، وبروفسير أوفى فىبلاد الصقيع النرويج ومن كل أطراف الكرة الارضية اتت التعازى وبانت اللوعات، لكالرحمة فقد كان لك قلب بإتساع العالم. منذ إنتمائه للحزب الشيوعي السودانىكانت حياته وكغيرها من حيوات الكثيرين معلقة بين فضاء الحرية النادرة وأقبيةسجون مختلفة ، وكان في ذلك مثالاً للصمود والجلد ووأجه تلك الايام بسخريته المعهودةوروح النكتة ،مغامرات السجن الصغيرة ذات النكهة الخاصة تسريب الراديو إلى داخلالمعتقل وقفشات الصول (لوج) الممتعة. ( وذهبنا إلي مركز شرطة أم درمان بجواراﻟﻤﺠلس البلدي . ووجدنا ضابطاً برتبة عقيد ،فذكرت له ما سمعته فى المذياع وعبرت عنإستيائى لوصفى بالهارب بينما أنا موجود فى منزل أهلي ولم يطلب منى أحد أن اسلمنفسى . فطيب الرجل خاطرى وقال ان المذياع يعتمد على الإثارة فأيقنت أن السلطة تنطقبصوت غير صوت اهل السودان .) نفس المصدر السابق ص ٢٤فى ذكرى تلك الأيام من يوليو تدمع عيناه كثيراً ،حيث راح ضحية ذلك الخبل واللوثةالكثير من الرفاق الذين عمل معه وله معهم ذكريات وليالى من الأنس والعمل السياسىالمضنى وتشاركوا الأحلام بسودان يسع الجميع تحت مظلة العدل الإجتماعى ،وتخضبت يدى السفاح بدمائهم وظلت سيرتهم تضئ وطوت ذكراه الأيام ، فقدكانت السلطة حتماً تنطق بغير لسان أهل السودان كما نطقت سلطة الجبهة الإسلاميةبغير لسان أهل السودان أيضاً فى هذه الأيام القريبة ببيوت أشباحها ودماءها وتلكالأيام نداولها بين الناس. إنه من جيل البسالات ، فتأمل تجربتهمقرونة بالشرط التاريخى، عسف السلطة وتربصها بكل دانية قطوفها هو المحك الذىأناخ بعير الكثيرين عند ركبتى أهل الإنقاذ مسلمين القياد لتلك السلطة الظالمة ، هو فيالعقد السادس من العمر أثر اللهث الجميل في غير محبة التغرب في صنعاء المنتكسةومثيلاتها عدن والمكلة وغيرها من المدن التى مدت مناكبها لتستقبل الذاهبين إلي كدحهموالجارين على معاش الأسرة والتضحية الكبيرة بأيام السعادة ، تلك فصول،، مباركحسن خليفة في تلك الديار منذ زمان بعيد وعبد السلام نور الدين وغيرهم من الذيننهشهم الوطن فيمموا صوب غير الوطن، من لقمة العيش الحلال المعطونة بكل المعاناة والألم الرهيب في مفارقة الأهل والأحبة وكلالحياة ، هرولت الجبهة الاسلامية نحو آبار البترول تتفيأ ظلال المال الحرام وتفيأالجميلين من طينة البروفسير محمد سعيد القدال حر اليمن ورطوبة صنعاء وهواء مدنأخرى !!!. فصول الإعتقال كانت محطات هامة فى حياةالراحل القدال وكانت معطونة بكل المشاعر الإنسانية وتشاركها مع العديد من الزملاء الذين إمتدت علاقته بهم ردحاً من الزمان ومازالوا يذكرون قفشاته ونكاته فى المعتقل وأيضاً كانت مصدر من مصادر الأمراضالتى فتكت بالعديد من المعتقلين ،منهم من قضى نحبه تحت تأثير تلك الأمراض التىورثها من رطوبة المعتقلات وحرارتها ،قاسم أمين، على الماحى السخى وغيرهم ، ومنهممن ينتظر ، تنقل مابين سجون بورتسودان ،كسلا ،دبك ،كوبر ، شالا وكانت هناك فى كلمحطة ذكرى وموقف وحزن ودموع فالسجن ( دمعتان ووردة ) كما كتبت فريدة النقاش، دمعتان على فراق الأبناء والأحباب وإحساس القهر والوجع ووردة حينمايصبح السجن مدرسة ومجتمع ومحبة ، فيه يصدح المغنون وينشد المنشدون جميلالكلمات وخرجت منه أعظم ألحان محمد وردى ومحمد الأمين وأجمل قصائد محجوبشريف ،جمعهم السجان بغرض كسر العزيمة وإمتهان الكرامة ، فخروج أكثر قوة،مساجينك نغرد فى زنازينكعصافيراً مجرحة بسكاكينك. تلك كانت أيام قضاها الراحل محمد سعيدرفقة الشاعر محجوب شريف كروان السجن الصداح كما أطلق عليه هذه التسمية فىكتاب الذكريات عن السجن ، جمعتهم مقاومة الظلم والقهر وتلك الأيام كانت ملهمة للشاعرمحجوب شريف حينما نظم قصيدته (قدلة يا قدال حافى ضاحك) حينما نظم تلكالقصيدة عن معرفة دقيقة بالراحل وهى حصيلة مباشرة لليالى السجن الطويلةحينما يتسكع الوقت مفسحاً اﻟﻤﺠال للرفقةاللطيفة يا حليل الونسة الدقاقةتكية فرهد ضل الصداقة .وهى كانت صداقة تنضح بالحب الجميل والمودة الصافية ومشاركة الوجدان الندىوأيضاً مشاركة التفريدة وسرقات السكريات رغم غول مرض السكرى الذى تربص بهمامعاً وأصابهما فى عزيز لديهما وهو السكرومشتقاته، يقرأ ويكتب بس فى جريهويا حليلو طريت سكريهويعلم الله بحب الضواقة. مضى القدال بكل الهدوء رغم صخب حياتهالعامرة بالبذل والعطاء ولكن كما قال محجوب شريف لعله كان يضمر فى النفسأن يجنب أبناءه الرهق والمشقة وربما تجلت رؤيته الدائمة التى كان دوماً ما ينطق بها (نحنا أولاد الشيوخ من القُوا للهُوا)، يا سلام يا زوق خفت إنكتبقى يوماً عبء الحمامالهديل يتفصد عشانك يا تو حزناً قدر المقام.كان فى حياتة كبيراً ورحل هكذا بغتة وترك اللوعات الكبيرة والأحزان ولكن أيضاً تركلنا مخزون من التجارب التى حتماً ستضئ الدرب لأبناءه وأحفاده وأبناء الوطن الكبير.برقية: كل الناس بخير ولكن نخاف على الوطنما كنت تخافه غول الرأسمالية الطفيلية وعقابيل لوثة الإرهاب الفكرى وموتالضمير.نم بألف خيرٍ ياحبيبى فوق قبرك غابةُ من ياسمين |
| |
|
|
|
|
|
|
|