لماذا تغيّر طعمُ الكسره والملاح?

Quote: لماذا تغيّر طعمُ الكسره والملاح زمان كانت أسماؤنا أحلى... ثيابنا أحلي ، ضحكاتنا أطعم واشهي من ريحة الباميا المفروكه التي دايما ما تتسرب من شبابيك التكل لتعم بعبقها القديم ارجاء الوليد محمد عثمان حسن كرار الفريق كله وتقتحم حوش الجيران فتندمج مع ريحه صاج الكسره الحرقان في الجانب الآخر،. كنا نصحي من الفجريه نمشي في الظلام علي ضوء الفانوس نمشي نجيب اللقيمات الدغش وكت الغباش عززززززز البرد ونقعد كلنا في الواطه نشرب الشاي باللبن لمممممن نشبع نقوم نمسح زيت اللقيمات في ايدينا الاكثر غباشه من تراب الواطه . زمان كانت ساعة "الجوفيال" في يد جدي أغلى أجهزة البيت سعراً وأكثرها حداثة، وحبات المطر أكثر حلاوه وبرودهً كانت الفراشات تحوم صباحا ومساء حول شجيرات زهور زرعتها امي حوالين الحوش وكنا نجري ونمسكها ونختها في برطمان المربه و وطول النهار ساكين الكدندار هل تعرفون الكدندار اتحداكم لو تعرفوا كدندار البقر الكبير وكدندار الحنه الاصغر كنا ننتظر حبات المطر بشغف ولهفه حتي نرقص فيها كدرويش ساعه ان يأخذه جذب الهي قوي ونلف ونلف قائلين يامطيره صبي لينا في عينينا حتي ندوخ زمان .. حين أخبار التاسعه أخف ّ دماً، وكانت الشمس اكثر دفئا وحنينا، وطريق "بري بالنص" أقل ازدحاماً ، وبنات المدارس يخبئن أنوثتهن في صفحات كراس العلوم كنا نشاهد بنات الثانوي جايات من درس العصر بكل ادب واحترام وهن ينظرن الي الارض لاتقوي واحده علي النظر الي اي واحد فينا ولانجرؤ علي الكلام (فقط شوف العين ما كتل غزال). لما كانت غمزة "سميرة توفيق" أكثر مشاهد التلفزيون جرأة واذكر حينما كان خالي ينتظر اربعه او خمس حلقات عشان يشوف واحده من تلك الغمزات ، كان"مجلس الشعب" حلماً يداعب تجار السعوط والدكاتره علي حد السواء، وأجرة الباص قرش ونص، والصحف تنشر كل أسماء الناجحين بالابتدائي. زمان كانت مجله سمير وميكي وسوبرمان ومجلد ميكي اكثر قيمه من الذهب نهاجر بالبص لساعات لننال واحدا منها كانت الجارة تمدّ يدها فجرا من ورا الباب بكبايه شاي حااااار لسيد الحمار بتاع اللبن فيمسح عرقه ويستظلّ بالجدار! أوصينيه فيها سخينه حاااااااااااااااره بالكسره الحامضه مع شويه شطه وليمون كنا نطلع من المدرسه مع جرس الفطور نجري لعم ابراهيم سيد الدكان وديك يالفتته ومويه الجبنه وزيت السمسم وغباشه شتا ومسوح اليدين بباقي الزيت اللللللللللللللللللله ياسر الكجر وعبده رمضان وعماد الزين كانت الشكله كل يوم مع عم ابراهيم في مويه الجبنه أما قزازه البزيانوس فحكايه من الف ليله وليله خاصه بعد مخاته الشطه الحاااااااااااااااااااااااارره العصريه كل اتنين سداسي كوره زي النار فريق الشعله وفريق النهضه والفنايل مسبغه (بالسين) ازرق وأحمر والفايز ياخد صندوق البيبسي البارد وجاهز عند سيد الدكان زمان.. عندما كانت "سوبا" آخر الدنيا، و"أضواء المسرح وفرسان في الميدان" أهم برامج المسابقات، ولم نكن نعرف بعد أن هناك فاكهه "اسمها الكيوي"، وأننا يوماً ما حنقلع التلفون من سكله الطويل الاسود السخيف ونشيله في جيوبنا ليكون (محمولا أو جوالا) كانت "الجردقه" توصف علاجاً للمغص، والأولاد يقبّلون يد عم الطاهر صباح العيد، والكبك الصيني في مقدمة أحلام الطلبة المتفوقين! كانت "الراي العام" أهم الصحف وأجرأها على الإطلاق، و"مصر" بلد الأحلام، وصورة المطربة ام كلثوم على ظهر المرآة اليدوية المعلقة على الحائط. حين تصحو على صوت "زنقار" أو"عايشه الفلاتيه" وظهرا تسمع "ام بلينه السنوسي" ومساء تترقب "ابراهيم عوض" و محمد وردي. والتلفزيون يقفل الساعه حداشرزي أي محل أو مطعم! لقطات فريد عبد الوهاب وسهره الأحد مع الفلم الاجنبي وطواااااااالي الكهربا قاطعه هلال مريخ في الاذاعه بس واذا نقلها التفلزيون ده يوم عيد نا مع انو الكوره تقول النجمه ام ضنب يوم الجمعه ننتظر علي احر من الجمر (سندباد وياسمينه) بس يوم الجمعه من كل اسبوع واحيانا كتيره تكون الكهربا قاطعه فنموووووووت من الزعل عندما كانت "حديقه القرشي" في نمره اتنين هي وجهة الأثرياء، والسفر الى مدني يحتاج التحضير قبل يومين، والجامعة بلا أخوات! حين أقلام البك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب قبل اختراع الموبايلات، وعندما كانت المكتبات تبيع دفاتر خاصة للرسائل اوراقها مزوّقة بالورد زمان كانت التسريحه دردقني في النجيله والبواريك ما تديك الدرب وريحه الشعر المحروق في بيت العرس تقول بيت الغنم حين جوازات السفر تكتب بخط اليد، والسفر الى مدني بالقطار، وقمصان "النص كم" للرجال تعتبرها العائلات المحافظة عيبا وتخدش الحياء وحتي البنطلون فيهو كلام! كانت البيوت تكاد لا تخلو من صاج الكسره ، ، وبتاع اللبن يكسر الباب بي عصايته، والجارة الأرملة تجلس من أول النهار لصق الجدار مهمومة ويدها على خدّها تراقب الماشي والغاشي! كان مسلسل "القط الاسود" لفريد شوقي وعزت العلايلي يجمع الناس مساء فلا تجد احدا في الشارع، ومباريات "محمد علي كلاي" تجمعهم في سهرات الثلاثاء، وكان "قاقرين" وسانتو أفضل لاعبي كرة القدم! كانت الكوره بس في الاذاعه و الشباب مجتمعين علي طرف الخور في شكل دايره والراديو في النص وعلي الحسن مالك يلعلع كانت الناس تهنئ أو تعزّي بصينيه اكل وكفتيره شاي، والأمهات يحميّن الأولاد في الطشت، والعمود" يحمله الناس لزيارة المرضى! كان "الانترنت" رجماً بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين، ولو حدّثتَ أحدا يومها عن "العدسات اللاصقة" لاعتبرك مرتدّاً أو زنديقاً تستحق الرجم، أما الريسفر فلو حملته للناس لصار لك شيعة وأتباع!! حين مذاق الأيام أشهى، والبرد يجعل أكفّ التلاميذ حمراء ترتجف فيفركونها ببعضها، وعندما "فريد شوقي ومحمود المليجي" أعتى رمز للشر قبل أن يعرف الناس أن في الغيب رجلاً يدعى "جورج بوش"! كانت لهجات الناس أحلى، وقلوبهم أكبر، وطموحاتهم بسيطة ومسكينة وساذجة! الموظفون ينامون قبل العاشرة، والشيوعيون يلتقون سراً محاطين بهالة من السحر والبطولة، والزوجة في يوم الخميس تدس الكوارع للراجل املا في الهمه والنشاط ! الشمش كانت أكثر صرامة في التعامل مع الصائمين ، .... وأخواتي راحن لما غابت عليهم الشمش وهن يفتشن علي التلج.... كانت الحياة أكثر فقرا وبرداً وجوعاً، لكنها كانت دائما خضراء لاننا كنا بسطاء