|
سعاد إبراهيم أحمد: لها في حجب أنواط النضال شوؤن
|
كتب الدكتور عبد الله علي إبراهيم في جريدة الرأي العام الصادرة يوم الأربعاء الموافق الاربعاء22نوفمبر2006 الموضوع التالي:
سعاد إبراهيم أحمد: لها في حجب أنواط النضال شوؤن
كنا نعرف في النصف الأول من ستينات القرن الماضي أن الشاعر محمد مفتاح الفيتوري بين ظهرانينا. وكان قد عاد إلى السودان بعد إكمال تعليمه في مصر. ولم نعلق في الجيل اليساري على وجوده أهمية ما إذ كنا نعد وجوده زي عدمه. بل كنا متى ذكرناه نسبناه إلى زوجه آسيا عبد الماجد وكانت ممثلة حسنة الأداء. ما أسقمنا منه أنه كان يحرر مجلة ''هنا أم درمان'' الحكومية في عهد اللواء طلعت فريد. ولم تكن مجلة ''هنا أم درمان'' ولا حكومة طلعت فريد عندنا بكبير شيء. وأذكر أنه كان يكتب افتتاحيتها بعنوان ''أفكار لها سيقان''. وأعجبني العنوان سراً وأخذني مني. ولم تبق في ذاكرتي من نصوص افتتاحياته شيء ولا أعرف إن كان نوه فيها بحكم ''عصابة 17 نوفمبر'' أو أشاد به. وحتى أشعار الفيتوري عن أفريقيا لم ترق لنا لعرقيتها المفرطة في تبجيل سواد القارة وروحها وريحانها. وكنا في شغل عن ذلك.. سكرى بالنضال العربي الأفريقي وخائضين فيه ضد الاستعمار ومن أجل الاشتراكية. كان هوانا تاج السر الحسن وكان نشيده ''آسيا وأفريقيا'' (قبل تحويره ليناسب إذاعة الفريق عبود) هو جغرافيا زمالتنا الجديدة في الدنيا القادمة. وعرفت خلال ثورة أكتوبر أن الفيتوري هو مؤلف نشيد ''أصبح الصبح'' الذي صدحنا به طوال أيام الثورة وما يزال يرن في السماع عند كل منعطف ثوري أو شبه ثوري. وعجبت للرجل ينام مع العصابة لست سنوات طوال ثم ينعاها بأوقع مما فعل من تخصصوا في هجائها. ودونت المفارقة في خاطري عن سكات. ولم تستأثر بتفكيري إلا في أوائل السبعينات. كنت بعد خروجي من المعتقل في مايو 1973 قد عدت لمزاولة مسئولياتي في قيادة العمل الثقافي بين كادر الحزب الشيوعي المختفي. وبدأت اسمع ''نجرة'' بين شباب الشيوعيين الذين أزعجهم ما قام بين بعض فحول شعرائنا ودولة نميري. فقد أخذوا على الشاعر السفير محمد المكي إبراهيم أنه كتب ''فرح في حديقة شوك قديم'' التي تفاءل بها باتفاقية أديس أبابا لسلام الجنوب في 1971 وكان الشيوعيون وكافة معارضي نميري قد وقفوا ضد الاتفاقية ألفاً أحمر أو اخضر. وقالوا فيها ما لم يقله مالك في الخمر مثل إنها انطوت على بنود سرية لم تعلن في حينها. ولم يحن حين كشف هذه البنود بعد. وهذه من ترهات المعارضة بالطبع. ثم عاب اليساريون الدكتور محمد عبد الحي ظهوره في اجتماعات الاتحاد الاشتراكي بمصلحة الثقافة التي أدارها بكفاءة وخيال.
(يتبع)
|
|
|
|
|
|
|
|
|