|
مواكب ربات البيوت..!!
|
الصادق الرزيقي
٭ موضوعياً، ليس لدى أحزاب المعارضة المسماة بتجمع أحزاب جوبا، الحق في تسيير موكب هدفه المعلن الآن هو إسقاط الحكومة، وهو موكب غير قانوني لم يصدر أذن من السلطات المختصة بتنظيمه، فإذا كان الموكب السابق الذي شاركت فيه الحركة الشعبية، تحت ذريعة المطالبة بإجازة القوانين المختلف عليها بين شريكي الحكم، وتهيئة المناخ المفضي للتحول الديمقراطي، وقادت الحركة تلك المسيرة يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، فإن الاتفاق الأخير بين طرفي نيفاشا، تنتفي بتوقيعه الأسباب التي تقود للتظاهر، إلا إذا كانت الأحزاب الحليفة للحركة الشعبية تنفذ مخططاً هدفه إشعال الساحة السياسية وتعبيد الطريق لما يسمى بالانتفاضة الشعبية.
٭ ويبدو أن أحزاب المعارضة التي تشعر بالإهانة والذل والمرارة بعد بيع الحركة لها في وضح النهار، تغالب لواعج حلمها الضائع وسهامها الطائشة، قد اختارت أن تهرب للأمام، وخاب هذا المسعى بالأمس فلم يلتفت إليها أحد، ولم تخرج الجماهير ولا قواعد هذه الأحزاب، التي تشعر الآن أن قياداتها أخطأت التقدير حين وثقت في الحركة وأسلمتها الذقون.
٭ إجازة القوانين المختلف عليها، هي صناعة لواقع جديد، تجاوز إثارة الشغب، وتهارج الكوادر اليائسة لأحزاب فقدت أهليتها في قراءة الواقع السياسي ورماله المتحركة، وتحولاته الفجائية التي لم تتح حتى لهذه الأحزاب التقاط الأنفاس.
٭ واستطاع المؤتمر الوطني إدارة الأزمة بحنكة واقتدار، فتمكن من شق صف التحالف المعارض رغم أنف الحركة الشعبية التي جاءت مذعنة للاتفاق وعادت للبرلمان، مُشيحة بوجهها من حلفائها، ومديرة ظهرها للشارع الذي حاولت استخدامه ولم تفلح.
٭ وعلى الرغم من اعتقاد بعض منسوبي الحركة أنهم حققوا شيئاً وبلغوا المرام، إلا أن الوقائع تثبت أنه لا مكسب ولا يحزنون، فقط تمت إضاعة وقت الشعب السوداني في ملهاة اخترعتها قيادات الحركة، وعندما جاءت لحظة الحسم والحوار المباشر تبين أن قوانين الاستفتاء والمشورة الشعبية واستفتاء أبيي، لا تحمل في بطونها ونصوصها أية بذرة خلاف حقيقي، فقليل من التفاهم والحوار دفع بها نحو منضدة البرلمان لإجازتها، وتبقى قانون واحد لا يختلف اثنان في أنه لن يكون عقبة بين الطرفين.
ً لكن السؤال الذي يواجه أحزاب المعارضة، هو لماذا سارعت الحركة إلى الاتفاق حول القوانين التي تخص الجنوب وتقرير المصير، وهي قوانين مؤسسة لواقع الانفصال القادم..؟!
فلماذا تم التوافق والإذعان بسرعة من الحركة، تاركة أوهام المعارضة الشمالية التي كانت تعتقد أن حليفتهم ستتمترس في خندق قانون الأمن الوطني والانتخابات ودارفور وغيرها، ولم يرد ذكر التحول الديمقراطي أو مطالب أخرى لا تشغل بال اللاعب الرئيسي في تحالف أحزاب جوبا.
٭ أحزاب المعارضة المخذولة تقف الآن في مفترق طرق، فإما أن ترضى من الغنيمة بالإياب، أو تركن لمواكب ربات البيوت.. وما أخيب هذا الاختيار.
|
|
|
|
|
|