|
Re: التجربة الروحية لـ "راما كريشنا" (Re: عماد البليك)
|
(5)
بمثلما فتحت أفكار بوذا مجالا للدارسات الرحبة في الغرب، فقد فعلت أفكار كريشنا ذلك الشيء. فثمة العديد من الباحثين والحركات التي نشأت في الغرب التي تحاول أن تجد معنى لحياة الإنسان من خلال رد الاعتبار للروح. وكما يرى لويس باول فإن كريشنا "أطلق صرخة روحية لإيقاظنا على الحقائق الروحية من جديد.. بعد ما طال سباتنا العميق في أحضان الفلسفة المادية الصرفة.. كي يعود بنا إلى الفلسفة الأزلية الخالدة".. وسأعرض هنا بعض من آراء كريشنا حول الله والإنسان والوجود والحقيقة، والتي تمتاز بشفافية في الطرح، وقدرة على تجريد الأشياء بشكل مكثف. يرى كريشنا أن الذي يولد في الحياة وهي "فرصة نادرة لأنه تولد على هذه الأرض"، فممكن ألا تكون موجودا.. هذا الذي يولد "إن لم يحقق الله في ذاته وهو على قيد الحياة، فقد ولد عبثا".. لكن كيف يرى كريشنا الله؟ أو كيف يشرحه بمفهوم بسيط؟.. يضرب مثالا بدمية من الملح قررت أن تقيس أعماق المحيطات، وعندما انطلقت من اليابسة إلى البحر ذابت فيه.. الدمية هي الإنسان.. والبحر هو الله. يقول: "لقد عاد المحدود" إلى "اللامحدود"، فالله يسكن في كل شيء.. يقول كريشنا: "دمية الملح عندما ذابت في مياه المحيط لم يعد بإمكانها أن تعود إلى وجودها الفردي لتشرح أعماق المحيطات.. وهذه هي أيضا حالة عظماء الروحانيين من البشر الذين غاصوا في أعماق الذات الإلهية واتحدوا معها.. لقد أصبحوا هم أيضا (لامتناهين) و(لامحدودين)، لذلك لم يعد بإمكانهم الخروج من الأعماق كي يشرحوا للعالم طبيعة الله اللامتناهية .. اللامحدودة". ويرى كريشنا "أن البشر يفكرون بالله غالبا، ولكن ينقصهم الإيمان القوي به" فهم كما يقول "كثيرا ما ينسون ويعودون للتشبث بعالمهم الأرضي.. والتفكير المستمر بأمور الحياة الأرضية.. يشبه وضعهم وضع الفيل الذي ما أن يغسل صاحبه عنه الأدران والأقذار، حتى يعود فيتمرغ في الوحل".... "... الحياة والموت أشبه بالفقاقيع فوق سطح المحيط.. فمياه المحيط حقيقة ومستمرة.. بينما الفقاقيع أشياء عرضية ومؤقتة.. فهي لا تكاد تطفو فوق سطح المياه حتى تتلاشى وتختفي..."
|
|
|
|
|
|
|
|
|