فاصلة المونديال.. إعتذار وتوضيح للاشقاء وشكر مستحق للسودان .. بقلم: هانئ رسلان

Quote: شكراً إبراهيم حجازي سمعت ورأيت وعايشت كيف يتعلم الناس، فالدروس تأخذ من التعليم المنظم أو من ملازمة الكبار ،وبعض آخر يأخذها من تجاربه الشخصية في الحياة، درساً درساً أياماً وليالي حتي تكنمل السنين أما أنت المدعو حجازي أيها الإعلامي المعجزة، أيها الهبة الإلاهية لشعب السودان فقد إستطعت أن تعلم جميع الشعب السوداني صغيراً وكبيراً ، رجالاً ونساء، أمياً وعالماً، في ليلة واحدة ،إبداع عجزت عنه كل الأمم في جميع الأزمان. علمته أن الطيبة التي يوصف بها هي سذاجة، علمته أن كرمه الفياض هو سفه وضياع ،علمته صحة قول المتنبئ حين قال :- " إن أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد" علمته كيف أن هذا الشعب ملاماً حتي تقوم الساعة حين غض الطرف عن قتل إخوتهم اللاجئين السودانين في ميدان المهندسين وسط القاهرة في ديسمبر 2005م وأنت اليوم تقيم الدنيا ولا تقعدها لأن زجاج أحد البصات التي يمتلكها السودان قد تناثر علي قلة من أبناء مصر داخل الخرطوم فخدش منهم من خدش وأخاف منهم من أخاف، علمتهم أن قتل أحد زعماء حلايب شيئاً يستحق الثأر لأنه لا يقارن بتناثر زجاج البص علي المصريين ، علمتهم كيف أن التودد والخوف هي من صفات الجبناء ولن تذيد الناس إلا هواناً علمتهم أن تضحياتهم في جميع حروب مصر حيث إستشهد الجندي السوداني في مقدمة الصفوف يذود عن حما مصر بلا ناقة ولا جمل لم تكن إلا غباء، علمتهم حين وقف السودان يقاطع كل الشعوب العربية ليسند مصر في إتفاقية كامب ديفد لم تكن إلا جهلاً وانحناء ، علمتهم كيف أن السودان عندما ترك أرض حلفا ومياه النيل بدون مقابل لم يكن إلا في نشوة رعناء،، علمتهم عندما جمع السودان منتخب مصر ليغدق عليه الهدايا من ماله برغم الفقر لم تكن إلا خيانة للنفس، علمتهم أنهم شعب يجب أن يعيد صياغة النفس وقرآة الدنيا من الألف ثلاثة أيام ولم يفيق السودانيين من هول المفاجئة و لم يعي منهم الدرس إلا قلة لا تذيد عن عدد أصابع اليد الواحدة ، وهنا لابد من الوقوف تحيةً وثناءاً لإنسان واحد ندين له بالعرفان وهو السيدة "ميرفت" وقناة واحدة ندين لها بالجميل وهي" قناة النيل" فالسيد جمال الوالي الذي أغدق حتي كاد أن يفتقر وبذل الغالي والنفيس لإرضاء مصر لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة قوية يقول فيها لإبراهيم حجازي إن ما تقوله خيانة للسودان فذهب يتحدث عن علاقات الأخوة وروابط الدماء كأنه الجاني الذي يريد الإعتزار وتحدث كمال حامد ولم يسمح له حجازي بإكمال جملة واحدة إزلالاً وإحتقاراً فأصبح مثل طفل في حضرة الوالد وإنتهي الحديث بترقب زيارات الود وإجتماعات خلف الأبواب لقد كان أداء الإعلام السوداني متواضعاً ومخجلاً وكان حديث المسئولين دالاً علي أننا إما أننا لا نملك المعرفة لندير بها الأمور أو أننا قد وضعنا أناساً تنقصهم القدرة علي إدارة مواقع المسئولية، فإذا كان أرفع مسئول أمني لا يدري معني أن يترك فناناً يلعب بسمعة السودان من دون أن يأخذ له صوراً وهو متلبث في حالة الخداع ليدافع بها عن مقدرة الأمن السوداني وعن كذب هذا الصعلوك ، فهذه جريمة في حق الوطن وإن كنا لم نعد العدة لتصوير أماكن الحدث ولم نستفيد من تجربة فريق الموردة السابقة مع مصر فإننا قطعاً متخلفين لقد كان جمع الإعلاميين الذي إستضافته قناة النيل الأساتذة المحترمين الباز وضياء وخالد وعثمان ميرغني قاصر النظرة مهزوماً بردود ضعيفة لم تخرج عن الأخوة والعلاقات والمصالح المصرية السودانية وقد أغفلوا شيئاً هاماً بل وهاماً جداً إن الضرر الناجم عن هذه الهجمة الشرسة لا يقف عند البعد الرياضي ولا عند العلاقات المصرية السودانية إنه يا سادتي كبير جداً فهو يدخل في مصالح كل بيت سوداني ، فإذا كنا نبحث عن مستثمر في صناعة أو زراعة أو كنا ندعو لتنمية السياحة بالسودان من فقد عقله ليأتي لبلد أمنه خراب في داخل العاصمة ومن ياتي لمكان ينقصه المأوى والأكل والبنة التحتة من مطارات ومواصلات وطرق بدعاية ذائفة يطلقها صعاليك السينما والمسارح وراقصات الأفلام ؟ هل فكر الإخوة الإعلاميين في أننا لا نبحث عن المصريين فقط ولكننا نود الإنفتاح علي العالم المتحضر ليأتي لنا وسط هذا الدمار من المصريين وهل يعلم الإخوة أن القنوات الألمانية والفرنسية بثت الحدث إستناداً علي تهريج حجازي؟ وأقول بكل إحترام إن اللوم موصول حتي الي سفيرنا في مصر وأقول له الأمر ليس أن نقنع أنفسنا بأن ما فعلناه كان جميلاً وكافياً ولكن المطلوب هو إقناع العالم الآخر وليس بكافياً أن يهمس وزير الخارجية في أذن السودان ولكن من حقنا أن نطلب مؤتمراً صحفياً يجمع وكالات الأنباء العا لمية ليقول لهم هذا الوزير بعضمة لسانه أن ما قيل وما بثته القنوات المصرية قد جانب الحقيقة وأن السودان بلداً آمناً قادر مضيافاً من خلال هذه التجربة الكروية التي إستضافها مشكوراً. يجب أن يفهم الجميع أن المهزوم والمتضرر الوحيد بالأذي الجسيم هو السودان والسودان فقط !! إن نظرتنا القاصرة وإستخفافنا بالأمور لم نال منه غير الضرر البليغ وللأسف الشديد ليس بيدنا ولكن بيد غيرنا علينا!!! إنبري الأخوة الإعلاميين المذكورين أعلاه في قناة النيل وبخاصة الأخ ضياء ليخمد الشعلة بأوهام من صنعنا وبأسلوب محلي قاصر يعتقد أنه كافياً جداً أننا نعلم برائتنا وقدرتنا ونسي أن الشعوب تصرف المليارات لأعمال الدعاية والإعلان لتقنع الآخرين لا أن تقنع نفسها فكيف بنا ونحن قد دمرت سمعتنا عند الآخرين فنهرول نحو مخزوننا المنهزم لنقول " العارف عزه مستريح" وهنا أسألكم يا إعلاميينا هل سمعتم حسني مبارك يشير بكلمة واحد يثني فيها علي السودان وهو يهدد ويتوعد من ينال من كرامة المصريين؟ أليس من حق هذه الأمة أن تنصف بكلمة واحدة أثناء خطابه ليشكر السودان ويبرأ السودانيين من أكاذيب المصريين ؟ ولكن " من يهن يسهل الهوان عليه" إن في النفس ألم وجرح لهذا الظلم من الآخرين وألماً وجرحاً أكبر من ظلمنا لأنفسنا ومن مقدراتنا الضعيفة ومن وطنيتنا الخائبة التي لم ترقي حتي للدفاع عن الحق ولا للثأر من الظلمة وأقول للأخ جمال الوالي لقد أخطات مرتين الأولي عندما قبلت بهذه المهمة والثانية عندما صرفت عليها بهذا السخاء ولديك من طلاب ومرضي وفقراء من هم أحوج لها وأنفع لك كما أقول للمدعو إبراهيم حجازي أشكرك بالرغم من إحتقاري لك وللصعاليك الذين افتعلوا الحدث وللراقصات اللائى نزع عنهن الحياء منذ زمن بعيد فقد آذيتم أناساً يؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يوسف علي النور حسن © Copyright by SudaneseOnline.com