|
Re: البشير لا يستطيع السفر وهو رئيس حالياً، وكرامة السودان والسودانيين في الوحل! (Re: AnwarKing)
|
قال الأستاذ الباز أن الدبلوماسية السودانية "رتبت أوراقها بشكل واقعي ومدهش" ولكننا لم نر اى اثر لذلك الإدهاش فقد تابعنا انه وبعد عودة الوفد الحكومي بدأت تظهر التناقضات في تصريحات المسئولين حول تفسير أسباب تراجع البشير عن المشاركة في قمة اسطنبول ، فلقد نقلت وكالة شينخوا للأنباء على لسان علي كرتى وزير الدولة بوزارة الخارجية يوم 9 نوفمبر أنه "بعد الضغوط التي تعرضت لها تركيا من قبل الاتحاد الأوروبي الرافض لمشاركة الرئيس البشير، رأت القيادة السياسية عدم مشاركة الرئيس لتجنيب تركيا المزيد من الضغوط". وقبل ذلك نقلت وكالة الأنباء الروسية عن مصدر مسئول في الحكومة السودانية أن إلغاء الزيارة جاء " تفاديا لإحراج الحكومة التركية". ولكن المستشار مصطفى عثمان إسماعيل جاء في نفس اليوم ليناقض ما قاله كرتي وغيره ليصرح انه "يجب الإشادة بالموقف التركي الصلب في ذات الوقت تثمين موقف السودان بالنسبة لمن يظنون أن تأجيل زيارة البشير إلى هناك أتى تقديرا للموقف التركي وما واجهته تركيا من ضغوط". وكانت قمة التخبط في الموقف الحكومي هو تأكيد المهندس عبد الله مسار مستشار الرئيس لقناة العربية الإخبارية ليل الأحد بأن البشير سيزور تركيا في نفس الوقت الذي كان القرار قد اتخذ بعدم الذهاب. ونعود إلى الجانب التركي ونسأل هل كان موقفه بالصلابة التي صورها لنا المسئولين السودانيين أو "بالنبل والشجاعة" كما ذكر الباز؟ . لقد كال الأستاذ الباز المديح والثناء للحكومة التركية قائلا أنه "حين احتجت بروكسل على زيارة البشير، رفضت تركيا مبدأ التدخل في شئونها الداخلية، فأسست موقفها على قيم السيادة الوطنية التي لا تقبل المساومة". صحيفة حرية التركية بتاريخ 9 نوفمبر نسبت لمسئولين أتراك رفيعي المستوى قولهم أن الرئاسة التركية اتصلت بالرئيس البشير مباشرة لإقناعه بالعدول عن الزيارة. وقالت المصادر أيضا أن الرئيس غل "تنفس الصعداء" بعد عدول البشير عن المشاركة حيث أن "مواجهة كبيرة بين تركيا والغرب حول البشير تم تجنبها". وتعطينا صحيفة ميليت الناطقة بالتركية تفاصيل أكثر عن الساعات التي سبقت إلغاء الزيارة في تقريرها الصادر بتاريخ 9 نوفمبر. قالت الصحيفة انه رغم الأهمية التي توليها الحكومة للعلاقة مع السودان فهي ليست على استعداد حتى لأن تظهر صور لمسئوليها مع البشير وبناء على ذلك تدخل "رجال أعمال ووسطاء" لإقناع البشير بعدم القدوم وإيصال رسالة مفادها أن الزيارة تضع تركيا في موقف صعب فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي واحد هؤلاء الوسطاء كان على ما يبدو هو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو التركي الأصل. ويتطابق هذا الكلام مع ما قاله دبلوماسي تركي رفيع لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته أن "السودانيين يرون ويفهمون جيدا الصعوبات". وتضيف الصحيفة أن كل الجهود المبذولة لإقناع البشير بالتراجع عن الزيارة كادت أن تبوء بالفشل لولا أن بعض رجال الأعمال اخطروا الحكومة السودانية أنهم لا يستطيعون ضمان عدم قيام المدعي العام التركي بالقبض على البشير بموجب بعض النصوص في القانون وعندها فقط استجاب الرئيس السوداني وألغى الزيارة حيث كان ذلك "العامل الحاسم في التأثير على البشير لتغيير موقفه" كما ذكرت الصحيفة. وبينما كانت المفاوضات جارية قالت الصحيفة أن الاستعدادات جرت لاستقبال طائرة البشير التي كان من المقرر أن تهبط في مطار اسطنبول الساعة السادسة والنصف. وتأهب الحاكم الإقليمي ومسئولي البروتوكول الأتراك للذهاب للمطار وسبقهم إلى هناك مسئولين سودانيين ورجال ألاعمال الذين تواجدوا هناك منذ الساعة الخامسة وتم وضع الأجهزة الأمنية في حالة استعداد ولكن في حوالي الساعة الخامسة والنصف أصبح من الواضح أن البشير لن يأتي. وذكرت صحيفة ميليت أن المسئولين السودانيين أرسلوا إشارات متناقضة لنظرائهم الأتراك عن ما إذا كان البشير مصمم على القدوم مما أدى لتأخر الإعلان عن إلغاء الزيارة مساء الأحد 8 نوفمبر . ويبرر الباز هذا الموقف بقوله أن الدبلوماسية السودانية كانت " تضغط على أعصاب الاتحاد الأوروبي ويسندها موقف تركي صلد" وان هذا الموقف "شكل أجواءً ضاغطة على أعصاب المحكمة والاتحاد الأوروبي الذي يرى المحكمة تتداعى" وحقيقة الأمر أن هذا القول لا يسنده عقل ولا منطق لأن تركيا أصلا ليست عضوا بالمحكمة وليس هناك ما يلزمها بتنفيذ أمر القبض وبالتالي فأن استجابتها للضغوط الدولية يضيف بعدا آخرا للقيود المفروضة على سفر الرئيس البشير لتشمل دولا ليست طرفا في اتفاقية روما. وذكر الأستاذ الباز أن هناك تحركات افريقية لترتيب انسحاب دول القارة من المحكمة الجنائية الدولية خلال الأسبوعين القادمين وحقيقة لست ادري ما هو مصدر هذه المعلومة فلقد نوقش هذا الأمر في اجتماع عقد في أديس أبابا في شهر يونيو الماضي ولم يلق قبولا رغم الضغوط التي مارستها دولا مثل ليبيا والسنغال للانسحاب. ولكي أزيد الأستاذ الباز من الشعر بيت كما يقولون ، أوضح له أن الدول الأفريقية الأعضاء في المحكمة اجتمعت مطلع هذا الشهر في أديس أبابا للخروج بموقف موحد في مؤتمر كمبالا 2010 المخصص لإدخال تعديلات في اتفاقية روما ولم يتم التطرق مطلقا لمسألة الانسحاب ولا يستقيم عقلا أن تقوم هذه الدول بإضاعة وقتها في مناقشة الاتفاقية إذا كانت تزمع الانسحاب كما ذكر الباز. و من المفيد هنا أن نذكر انه منذ صدور مذكرة التوقيف بحق الرئيس البشير انضمت تشيلي و جمهورية التشيك للمحكمة لتصبح قارتي أوروبا و أمريكا اللاتينية بأكملهما أطراف في اتفاقية روما كما أن كينيا جارة السودان استقبلت هذا الشهر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ، لويس مورينو اوكامبو استقبالا حافلا حيث التقى الرئيس مواي كيباكي ورئيس الوزراء رائيلا أودينقا الذين تعهدا له بالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية ، وقام الأعلام الكيني بتغطية مكثفة للزيارة وتم إجراء مقابلات في الشارع الكيني الذي كان بأغلبيته الساحقة مؤيدا لتدخل المحكمة للقصاص من الذين يقفون وراء أحداث العنف التي اندلعت في كينيا عقب انتخابات العام الماضي. وأعجب ما ورد في مقال الباز هو قوله أن اجتماع تركيا "لا يقدم ولا يؤخر" وبالتالي "ليس هنالك من ضرورة بالغة لحضور الرئيس عمر البشير" . و البداهة تقول انه إذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا أصر البشير على المشاركة؟ !! . لكن تأتينا الإجابة على التساؤل أعلاه على لسان الباز نفسه وذلك بتأكيده على أن "رسالة الدبلوماسية السودانية قد وصلت لمن يعنيهم الأمر بعدم مقدرتهم من الحد من تحركات البشير إن أراد. تم تأكيد هذه الحقيقة على مستوى القارة الإفريقية التي شهدت تحركات للرئيس في عدة دول داخلها، كما تواصلت تحركاته في كل العواصم العربية بأفريقيا وآسيا. ولذا فإن سفر الرئيس لتركيا من شأنه فقط تأكيد المواقف التي لا تحتاج لتأكيد". ولست ادري إذا كان الباز قد اطلع على تصريح مستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين لوكالة اسوشيتدبرس بتاريخ 28 ديسمبر على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث اقر أن مذكرة التوقيف قيدت تحركات البشير وانه بالتالي عليه دراسة أي رحلة خارجية قبل القيام بها. وحقيقة الأمر أننا لسنا بحاجة لتصريح المستشار غازي لأدراك هذه الحقيق التي لا يخطئها المراقب العادي للشأن السوداني ، فقد تجنب البشير زيارة نيجيريا, أوغندا, الولايات المتحدة, فنزويلا وجنوب أفريقيا رغم تسلمه دعوات من حكومات هذه الدول أو المنظمات التي تستضيفها. فمثلا لم يذهب البشير لنيويورك لمثيل السودان في اجتماعات الدورة (64) للجمعية العامة للأمم المتحدة رغم انه صرح في حديث على الفضائية السودانية بتاريخ 5 ابريل الماضي انه لو تمت دعوته من قبل الأمم المتحدة للحضور إلى نيويورك "سأسافر ولا يوجد شيء يمنعني من ذلك".
|
|
|
|
|
|
|
|
|