|
Re: البشير لا يستطيع السفر وهو رئيس حالياً، وكرامة السودان والسودانيين في الوحل! (Re: AnwarKing)
|
المهم أن القرار اتخذ من الخرطوم بمشاركة البشير في القمة الإسلامية وتمسك الأتراك, على الأقل ظاهريا, بموقفهم وقد كتب الأستاذ محمود الدنعو في صحيفة الرأي العام في تحليله بعنوان "البشير إلى تركيا.. شجاعة غول" أن احد أهداف الزيارة هو تحدي المحكمة وكسر محاولات عزل الرئيس البشير عن محيطه الإقليمي والدولي كما تطرق للدور التركي المتنامي في المنطقة وتوجهها نحو إفريقيا لتفسير موقفها من زيارة البشير. ويذهب الأستاذ الباز على هذا النحو في قوله أن " الهدف من قرار السودان هو إضعاف المحكمة الدولية والاستهانة بقراراتها وإعلان عدم تأثير ما تصدره من قرارات على تحركات الرئيس البشير". ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث بعث الاتحاد الأوروبي لتركيا رسائل من وراء الكواليس تطلب منها سحب الدعوة المقدمة للبشير وانضمت أمريكا للموقف الأوروبي ولكن بشكل اقل حدة عبر سفاراتها في أنقرة ووزارة الخارجية في واشنطن. وأصدرت منظمات هيومان رايتس ووتش و العفو الدولية بيانات منددة بالدعوة ومطالبة باعتقال البشير أو منعه من دخول الأراضي التركية. ولكن رغم كل ذلك صرح مسئول حكومي سوداني رفيع لجريدة الصحافة بتاريخ الأحد 8 نوفمبر أن البشير سيواصل رحلته إلى اسطنبول للمشاركة في القمة الاقتصادية الإسلامية مقللا من أهمية المواقف الأوروبية تجاه الزيارة. أخذت تركيا موقف الدفاع وصرح رئيسها عبد الله غل أن الاتحاد الأوروبي يتدخل في شأن داخلي كما أن الزيارة ليست ثنائية وان الدعوة لم تأتي من تركيا التي لم تفعل أكثر من استضافة منظمة المؤتمر الإسلامي على أراضيها. ولكن بالرغم من لهجة التحدي التي اتسم بها خطاب غل بدأ الموقف التركي يضعف ويتسم بلغة تبريرية أكثر منها تمسكا بموقف مبدئي فلقد نقلت وكالة الأناضول التركية بيانا لوزارة الخارجية بتاريخ 6 نوفمبر تقول فيه أن دعوة البشير بشكل ثنائي مستقبلا "أمر مستحيل" وهو تصريح يبدو انه قد فات على صناع القرار في السودان وهم يهللون للموقف التركي الأخذ في التداعي. ورغم ذلك دافع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن البشير قائلا "انه زار دارفور ولم يرى أثرا للإبادة المزعومة وذكر انه قتل 1500 شخص في غزة وانه لو وقع نفس الشيء في دارفور لكان له موقف آخر" . ولست افهم كيف تجاهل اردوغان تصريح الرئيس البشير نفسه الذي اقر بمصرع 10,000 شخص هناك ولم يفسر لنا كيف أن ملايين الأشخاص فروا من ديارهم إذا كان الذي وقع هناك اقل حدة من الذي وقع في غزة . واختتم اردوغان بقوله "أن المسلم لا يمكن أن يرتكب أعمال إبادة جماعية" وهو قول واضح انه انعكاس لحساسية قديمة حول اتهام الأتراك بإبادة الأرمن. غادر وفد مقدمة من البروتوكول الرئاسي السوداني لاسطنبول تمهيدا لوصول البشير الذي كان من المفترض أن يصل ظهر الأحد وقد ذكر الأستاذ النور أن البشير ووفده عادوا لمقر إقامتهم في شرم الشيخ وسبقت الوفد أمتعته إلى المطار وظلت الطائرة في الانتظار ولكن البشير تأخر وتلقى اتصالا "من شخصية نافذة تشغل منصبا دستوريا رفيعا" ثم جرت اتصالات مع تركيا ونوقشت مسألة إحراج الدولة المضيفة وأيضا مسألة المخاطر الأمنية ورغم إصرار البشير على السفر نزل عند رغبة مساعديه ومستشاريه. خرجت علينا وكالة سونا للأنباء ببيان تقول فيه أن البشير اتصل بنظيره التركي واعتذر عن تلبية الدعوة متعللا بأزمة الشريكين المستفحلة التي تتطلب وجوده في الخرطوم اليومين المقبلين. وإذا كان هذا القول صحيح فكان من المتوقع أن يقطع البشير زيارته لمصر فورا ويعود للخرطوم لينخرط في لقاءات مع قادة الحركة الشعبية بما فيهم سلفا كير نفسه ، ولكن هذا لم يحدث وانتظر البشير حتى صباح الاثنين ليعود إلى الخرطوم . ويا للعجب !! فكل نشاطات الرئيس البشير بعد العودة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأزمة الشريكين فطبقا لوسائل الإعلام السودانية الرسمية و المستقلة كان برنامج الرئيس كالاتى : اتصل بالعاهل السعودي لتهنئته بالانتصار على المتمردين الحوثيين . استقبل مستشاره غازي صلاح الدين في تنوير حول زيارة الأخير لأثيوبيا . كما استقبل رئيس الجمهورية الضباط الثلاثة للجنة الاولمبية السودانية بقيادة الأستاذ هاشم هارون. وكان المستشار في الرئاسية السودانية سيد حنفي عبد الله قد صرح لقناة العالم الإخبارية في 9 نوفمبر "أن التطورات المتسارعة الايجابية التي حدثت في ألامس بين الشريكين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية قد أدى إلى إرجاء الزيارة بسبب حاجة البلاد للسيد الرئيس حول هذه القضايا و هذه قضايا كما تعملون هي شديدة الحساسية و تحتاج إلى إجراءات سريعة". ولقد استخدمت وكالة سونا للأنباء وصف "إرجاء" الزيارة وليس إلغائها وهو تعبير غير منطقي وفيه قدر من التضليل حيث أن الدعوة للبشير جاءت للمشاركة في قمة إقليمية وليست زيارة ثنائية حتى تؤجل اللهم إلا إذا كان هناك ملحق للقمة للذين لم يتمكنوا من الحضور في المرة الأولى. وكما ذكرت سابقا فأن وزارة الخارجية التركية صرحت انه لن تتم دعوة البشير لزيارة ثنائية في المستقبل. وجدير بالذكر أن الصحف التركية أكدت أن جدول الرئيس غل لم يتضمن أصلا مقابلة مع البشير على هامش القمة الإسلامية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|