إقتربتُ مِنها في ذاك الصَباح العَذب ، إقتربتُ منها بعد أنْ حَطّت بين ثنايا وردة شاحبه أظنها قصدت الولوج اليها كيمـا تعيد بهائها وحسن منظرها بين جاراتها من الورود النـواضر في البستان . حدقتُ فيها عن كثب وهي تعيد ترتيب تلك الوردة قبل أن تبدأ في محادثتها واللهو معها ببضع رحيق ، فكان صقيع الدهشة قد ملأني ساعتها ؛ حينما رأيتُ ألوانها المتناسقة التي إرتدتها ثياباً أنيقة تتحد مع فكـرة سـر إختيارها للوردة الشاحبة ، كـان كل لون فيها قد أخذ رمزيته في حيـاتي ، كل لـون يدلني على تفاصيل احداث وذكريـات كـادت أن تتلاشى من أعماق ذاكرتي الخربة ، كل لون فيهـا كان له تفاصيله الجميلة حتى أنني فارقت جسدي لبضع دقائق أتأمل في نسق الوانها مبتسماً ، أبحثُ عن رمزيات مفقـودة وأخرى ضائعة. أخذتُ شهقة عميقة ، تنفستُ كمَـا الذي إختَنق بالفَرحة . كانت الورود بأكمالها مضغوطة في حيز صغير وقفت الفراشة في وسطه رافعة جناحيها للهواء ووقفتُ أنـا مشدوها على أطرافه. أعدتُ بصري نحو الوردة لكني فوجئت ولم أجدها ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة