مثل هذا الحديث يبدو الآن كالخرافة أو الاسطورة ، كانت الامطار تهطل لساعات فى العاصمة وبمجرد توقفها تكون الشوارع والميادين قد افرغت حمولتها فى المجارى والمصارف ويتولى النظام المصرفى العميق دفعها مباشرة نحو النيل وتستأنف الحياة سيرهاالطبيعى دور السينما والرياضه والمقاهى وغيرها .. نظام تصريف الامطار كانت كفاءته موازية لكفاءة نصريف المياه فى لندن وكانت لياقته عالية حتى مطلع السبعينات .
وفى أول أمطار غزيزة وكثيفة فى أغسطس 1988م تحولت شوارع وميادين العاصمة الى برك وبحيرات قابلة لابتلاع السياره بركابها .. وظهر أن مسارات التصريف جميعها مدفونة بالاتربة والرمال والحجارة والمخلفات .. وأن العمال القدامى الذين كانوا يعرفون ويحفظون مواقعها وبواباتها اما أنتقلوا الى رحاب ربهم أو أحيلوا الى المعاش .. ثم ظهر أن مكاتب التنظيم القديم انتقلت الى مقر آخر وضاع ملف خرط الخرطوم القديمة بما فيها خريطة تصريف مياه الخرطوم وأمدرمان والخرطوم بحرى !!.
ومنذ ذلك الوقت اصبح حال العاصمة عند هطول الامطار وكأنها ضاحية بعيدة ليس بها من يتولى امرها لو بمقدوره فعل ماهو مطلوب لها ..
ياهؤلاء ابحثوا عن خريطة تصريف مياه الامطار القديمة للحيلوة دون وقوع كوارث خريفية أخرى وسط العاصمة ودون غرقها فى الوحل كما هو الحال الان ؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة