الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 08:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-24-2009, 09:07 PM

أنور أدم
<aأنور أدم
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان (Re: أنور أدم)

    قِد المؤتمر في الخرطوم في حين أنَّه كان ينبغي أن يُعقد في دولة محايدة حتى يتسنى للمتمرِّدين المشاركة الفعَّالة في مداولات المؤتمر والتوصيات النهائيَّة، بدلاً من تنكر أحزاب الشمال عليهم، وادعائهم بأنَّهم لا يعرفون "من يقودهم ولا تُعرَف أهدافهم". أحدثت الأحزاب الشماليَّة التقليديَّة انشطاراً وسط الجنوبيين بإتيانهم بأفراد من أهل الجنوب، وسمَّتهم "وجهات النظر الأخرى"، وذلك "قبيل انعقاد المؤتمر لتصب الماء على أي موقف متشدِّد (قد) يصدر عن أي من جناحي حزب سانو أو جبهة الجنوب حول مواضيع الخلاف."(22) كان تطابق وجهتي نظر الحكومة والأحزاب الشماليَّة مجتمعة تؤكِّد أنَّه ليس هناك فرقاً بينهما، مما جعل الأحزاب الجنوبيَّة تقف موقف المدافع في معركة غير متكافئة وغير عادلة. مهما يكن من الأمر، فقد أتاح مؤتمر المائدة المستديرة فرصة للساسة الشماليين وبعض قيادات أهل الجنوب للتعرف على تفاصيل القضيَّة، وتبادل مختلف وجهات النظر حولها. ثمَّ كان المؤتمر أول مشروع سياسي غير حكومي لحل المشكل سلميَّاً. بالطبع، كانت هناك مبادرات إقليميَّة وحزبيَّة وفرديَّة لحل مشكل الحرب الأهليَّة سياسيَّاً، وإن لم تبد قادة الحكومات المتعاقبة لها حماساً ولم تعيرها انتباهاً. كل ذلك لأنَّ إيمانهم المفرط كان يوهمهم بأنَّ القوة العسكريَّة كفيلة بإلحاق هزيمة ساحقة بالمتمرِّدين حتى لا تقوم لهم قائمة، أو يأتوا إلى الخرطوم صاغرين. فقد طلب الرئيس الغاني كوامي نيكروما التوسط بين الحكومة السَّودانيَّة وحركة الأنيانيا لإنهاء هذا النِّزاع الدموي سلميَّاً، إلا أنَّ حكومة محمد أحمد محجوب قد ردت على هذا الطلب الغاني بأنَّ هذا الأمر قضيَّة داخليَّة، وإنَّ حكومته غير راغبة في تدخل الآخرين. ويذكر أندرو ويو أنَّه "في العام 1968م اقترح الأب فيليب عباس غبوش على البرلمان تكوين وفد برلماني للذهاب إلى كمبالا (حاضرة يوغندا) لمناقشة قادة الأنيانيا؛ (فقد) أخذ هذا الاقتراح فترة ثلاثة شهور في المداولات والنقاش، ومع الأسف الشديد قيلت بعض العبارات غير المسؤولة في مناقشة ذلك الاقتراح."(23) على أيَّة حال، فقد صبر أهل الجنوب لهذه الحرب مهما كانت ضراوتها، واحتملوا فيها من ألوان المشقة ما ينوء بالرِّجال أولي العزم، ثمَّ تمَّ قتل أناس كثر، لكن كانوا مستعدِّين للتضحية بأنفسهم وأبنائهم وأموالهم لما يؤمنون به. بيد أنَّ وليم دينج، الذي وضع ثقته في حكومة الخرطوم وعاد إليها في 27 آذار (مارس) 1965م برفقة ثلاثة من مساعديه ورئيس البرلمان اليوغندي، لم يعش طويلاً ليرى ما ستؤول إليه الأوضاع بخصوص مسألة الجنوب؛ فقد اُغتيل في أحراش الجنوب العام 1968م. هذا هو وليم دينج الذي شغل نفسه بعرض الحكومة السُّودانيَّة للعفو العام، وعاد إلى الخرطوم ظناً منه أنَّ القوم جديرون بالثقة. مهما يكن من الأمر، فقد استمرت هذه الحرب الأهليَّة السُّودانيَّة حتى وضعت أوزارها بالتوقيع على اتفاقيَّة أديس أبابا العام 1972م. إذ أنَّ اتفاقيَّة السلام العام 1972م كانت مؤسسة على تحضيرات الديمقراطيَّة الثانية التي تمَّت عبر مؤتمر المائدة المستديرة العام 1965م وعبر لجنة الاثني عشر العام 1966م وعبر مؤتمر عموم أحزاب السُّودان العام 1967م. وحسبما جاء في انتقادات النَّاس لاتفاقيَّة أديس أبابا فإنَّهم بخَّسوها لأنَّها لم تعط – في الواقع – حلاً حاسماً لقضيَّة التنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة للمناطق الأكثر تخلفاً، أو الأقل تنمية في السُّودان عامة والجنوب خاصة. فكل ما اهتم به اتفاق أديس أبابا هو منح الحكم الإقليمي لأهل الجنوب وتفويض السلطة السياسيَّة لأبنائهم، وهو الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة "جنوبة الوظائف". ومن المعلوم أنَّ "سودنة الخدمة المدنيَّة" في الشمال عشيَّة جلاء الاستعمار لم تقدِّم تنمية اجتماعيَّة أو اقتصاديَّة أو ثقافيَّة للسُّودانيين، وهكذا الحال في الجنوب بعد إبرام اتفاقيَّة أديس أبابا. وقد استفادت مجموعة صغيرة من الجنوبيين من الاتفاقيَّة في اكتناز المال على حساب المواطنين المغلوبين على أمرهم، وكان عصيان بعض أفراد قوات الأنيانيا السابقة يعتبر تعبيراً عن شعورهم بالإحباط لأنَّهم لم ينالوا الوظائف الحكوميَّة العليا أو الرتب العسكريَّة الرفيعة التي فيها كانوا يطمحون ويطمعون. ثم ذكر منتقدو اتفاقيَّة أديس أبابا أيضاً أنَّها عجزت في تقديم الديمقراطيَّة الحقيقيَّة سواء كان ذلك لأهل الجنوب أم الشمال؛ فكل ما أتت به هو تفعيل الاتحاد الاشتراكي السُّوداني في جنوب البلاد. غير أنَّ "ديمقراطيَّة الاتحاد الاشتراكي السُّوداني" في الجنوب كانت أكبر درجة مما كانت في الشمال، وذلك لأنَّ الرئيس جعفر محمد نميري كان يراقب عن قرب وكثب كل ما يدور داخل أروقة هذا الاتحاد الاشتراكي السُّوداني في الخرطوم، ويعاقب من سوَّلت له نفسه الخروج من الخط المرسوم. بيد أنَّ أكبر محاسن الاتفاق هو إيقاف إراقة الدماء بين أبناء الوطن الواحد، ووضع حد لتبديد موارد البلاد البشريَّة والماديَّة في الاقتتال. غير أنَّ السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو لماذا عاد السُّودانيُّون إلى العدائيَّات كرة أخرى العام 1983م؟ إنَّ الإجابة على هذا السؤال هي أنَّ اتفاقيَّة أديس أبابا لم تكن فيها ضمانات أية ضمانات ذات أنياب مثل القوة العسكريَّة التي قد تحرس الانجازات الموقعة عليها، ولا حتى الضمانات الدوليَّة والإقليميَّة. فلم تكن هناك إشارة واضحة عما سيفعله أهل الجنوب إذا خُرِق الاتفاق من جانب الحكومة المركزيَّة في الخرطوم، لذلك وجد الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري الأمر هيناً، وطفق يلعب بالاتفاق يمنة ويسرة ككرة التنس دون أن ترمش له عين، أو يتأسَّى له الفؤاد، أو يرتاب من ذوي بأس شديد. ولعلّ المشكلات السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة التي باعدت الفجوة بين الشمال والجنوب كثيرة، حيث لا سبيل إلى الشك في أنَّ العجز الاقتصادي-التنموي بائن لمن يزور أيَّة منطقة في الجنوب، ولا ينكره إلا كل أفَّاك مبين، أو متغافل يبغي استغفال الناس، أو عنصري معتد أثيم. ومع ذلك، فقد تعرَّض الجنوب عن قصد لسياسة الركود الاقتصادي؛ إذ لم يكن له من المشاريع التسعة الصناعيَّة والإنتاجيَّة التي تم إنشاؤها منذ الاستقلال غير مشروع واحد. أما المشاريع الصناعيَّة التي قامت بعد الاستقلال كمشروع صناعة السكر بمنقلا بالاستوائيَّة قد نُقِل إلى الجنيد بشمال السُّودان (منطقة الجزيرة)، ولم يُمنح إذناً لإقامة مصنع الورق بالقرب من ملكال بأعالي النيل، وأغلق مشروع الزاندي الصناعي الذي أسسه البريطانيُّون في المديريات الاستوائيَّة، ونقل مصنع الأقطان العام 1961م إلى شمال السُّودان، ولم يقم مشروع تعليب الأسماك في ملكال. بيد أنَّ الحكومة قد أسَّست معملاً لتعليب الفاكهة في الجنوب، وبدلا من وضعه في الاستوائيَّة حيث تكثر الفاكهة، فإنَّه وُضِع في واو التي تبعد حوالي 200 ميلاً من أقرب شجرة للفاكهة. أي في محصلة القول قد تمَّ تعطيل المشاريع التي تقدَّم بها فريق البحوث العام 1954م، أي عشيَّة انصرام الاستعمار. كذلك فإنَّ من المآخذ التي عمَّقت أزمة عدم الثقة بين الشمال والجنوب قد عبَّرت عنها تطورات معيَّنة منها: التصور السياسي الذي حمله الشمال للكيان السُّوداني منذ بداية الوعي الوطني، مركِّزاً على الانتماء الإسلامي-العربي وحده، ومغيباً ومهمشاً للأعراق غير العربيَّة وغير الإسلاميَّة. أفلم يكن مصطفى لطفي المنفلوطي على حق حين كتب في كتابه العبرات: "وكل نبات يُزرع في أرض غير أرضه، أو في ساعة غير ساعته، إمَّا أن تأباه الأرض فتلفظه، وإمَّا أن ينشب فيها فيفسدها." وهذه هي حال العروبة والإسلام في السُّودان. لم يتم تحرك سريع لمعالجة أخطاء هذا التصور عند استدراكه، والتصدِّي للأغلاط الأخرى التي تعتري الوحدة الوطنيَّة. تركيز التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والإدارة والأمن والدفاع، فضلاً عن التعبير عن سياسات السُّودان الخارجيَّة على رؤية ومصالح الشمال مع إهمال التعبير عن مصالح الأعراق الأخرى غير الشماليَّة، برغم من أنَّ هذا الخطأ قد ساهم الاستعمار في تكوينه، لكن يؤخذ على الحكومات الوطنيَّة التي جاءت بعد الاستقلال أنَّها حافظت عليه. التعامل مع أهل الجنوب وكأنَّهم يقبعون تحت نير الاستعمار الشمالي (العربي-الإسلامي)، وبخاصة في أوقات الحرب الأهليَّة أو لحظات نشوب النِّزاعات ذات الطابع الأثني (عربي-إفريقي)، حيث سرعان ما تأخذ السلطات الحكوميَّة في المركز والإقليم جانب الطرف العربي في الصِّراع وتدعمه ماديَّاً وعسكريَّاً وقضائيَّاً وإعلاميَّاً
    انتهي الجزء 1
                  

العنوان الكاتب Date
الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:51 PM
  Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:57 PM
    Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:58 PM
      Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 08:59 PM
        Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:00 PM
          Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:02 PM
            Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:04 PM
              Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:06 PM
                Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان أنور أدم07-24-09, 09:07 PM
                  Re: الجنوب.. ومستقبل السُّودان من خلال الماضي (1 من 15) ... الدكتور عمر مصطفى شركيان adil amin07-25-09, 08:52 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de