حيدر وحساب البيدر: الشماليون فى الحركة الشعبية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 08:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-24-2009, 12:13 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حيدر وحساب البيدر: الشماليون فى الحركة الشعبية (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    حوار منعته الرقابة د. حيدر إبراهيم سرق الإسلاميون المستقبل


    د. حيدر إبراهيم علي:1ـ2

    المعارضة إستهترت منتصف التسعينيات وأضاعت زخم التأييد الاقليمي والدولي
    أين مشاريع المجتمع المدني لمحو الأمية والتنمية الريفية والكتابة للاطفال والتنشيط الثقافي؟
    دارفور تبدو لي أقرب إلى الإنفصال من الجنوب
    هل من إمكانية لإحياء الإرادة الوطنية وان تكون الحلول (سودانية ــ سودانية)

    حوار: صلاح شعيب

    Quote: الأسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا،
    وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وإنطلاقا من قاعدة (الحرية لنا ولسوانا) نأمل أن نتيح الفرصة لكل ألوان الطيف السياسي والثقافي دون إنحياز، كما نأمل أن تجد كل هذه الآراء طريقها للنشر ليستخلص القراء الكرام المفيد منها في معرفة عمق التباين في أفكار ومرجعيات النخب
    السودانية في تحليلها عند الإجابة على هذه الاسئلة، والتي هي لا تمثل كل الاسئلة الضرورية التي تشغل ذهن الرأي العام والمنتمين لهذه التيارات. إن الهدف الأساسي من فكرة (منتدى الأحداث) هو تعزيز ثقافة الحوار الديمقراطي حول هموم وأسئلة المهتمين بالقضايا الوطنية، وكذلك تعميق أمر الإعتراف بالآخر، والاستنارة برؤى الناشطين في حقول الحياة السودانية مهما كان الإختلاف الفكري معها.
    وسيواصل المنتدى في المستقبل التطرق لكل القضايا الحيوية. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور حيدر إبراهيم علي، الأكاديمي، ومدير مركز الدراسات السودانية على أسئلة (منتدى الأحداث):

    *هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟

    ــ)
    الأزمة ليست في فهم الهوية، ولكن في طرح سؤال الهوية كأولوية في المشروع القومي السوداني،


    وأيضا تكمن الازمة في الطريقة التي طرح بها السؤال، والظروف التاريخية التي جاء ضمنها.
    فالإجابات عن السؤال خاطئة لأن السؤال في أصله خطأ. فمن البدء لا يوجد تعريف جامع ومانع، وشامل، وعقلاني، وعملي للهوية، ولابد من الوقوع في تعريف جوهراني، وتجريدي، ولاتاريخي وثقافوي.

    وهذه هي التعريفات المتداولة في النقاش. لذلك نلاحظ أن بعض المتقعرين قد وصلوا الى حل هروبي في تعريف العروبة بأنها لسان، وذلك على إعتبار أن من تحدث العربية فهو عربي، ولكن عروبة العقل الشعبي، والقريب منه لابد أن تنحو إلى تأكيد وجود العباس سندا يختم شجرة النسب، ويخرجها من الزنوجة، والعجمة، وأحضان مرجان، وجعران رغم الاصالة الأكثر لدى هؤلاء. وفي التعريف السوداني ليس هناك أي فكاك بين العروبة والاسلام، وهم ليسوا استثناءً، فقد إندهش قبل ذلك العقيد القذافي من مسيحية جورج حبش وعروبته (ونايف حواتمة وبالتأكيد عفلق). وإنزلقت أزمة دارفور من شقوق هذا الفهم: مسلم، وغير عربي، كيف يتعايش مع
    الكامل التام؟
    من الناحية الأخرى من يعرف نفسه بانه أفريقي، فهو يعرف بالجغرافيا أو اللون، ويظن أنهما ثقافة وبالتالي هوية، ففي البحث عن الضد أو البديل المقابل يقع أصحاب هذا التعريف الهويوي في ظلام هو لون القارة. فالأخ فرانسيس دينق ليس أفضل حالاً من الشمالي المنتسب قسراً الى العرب. فالهوية الدينكاوية اكثر تماسكاً
    من أفريقانية بلا ضفاف. كما أن اللون لا يكون هوية مطلقاً، وقد احبط الزنوج الامريكيون التقدميون حين رفضهم الافارقة، وتشككوا في تضامنهم حين جاءوا لغرب افريقيا مع صعود أفكار التحرر الوطني الافريقي.

    × وهل للبحث عن الهوية وظيفة عملية محددة في تحقيق التقدم الاجتماعي والنهضة او حتى في قيام دولة وطنية قوية؟

    ــ) للمفارقة أقوى دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الامريكية متعددة ثقافياً ولا يوجد بالمرة ما يسمى بالامريكي الأصيل مثل "السوداني الأصيل" كريم المنبت ومن ناحية أخرى، هل التعرف على هوية يجعل منا منتجين يحققون التنمية بسبب أصولهم او اثنيتهم؟ يظل سؤال الهوية سؤال أزمة، لأنه يرتفع عندما نصطدم
    بجدار التخلف باشكاله المختلفة.

    لم تنجز النخبة المتعلمة مشروع الدولة السودانية بسبب فهم الهوية ولكن لأنهم وجدوا وهماً اسمه السودان ولم يكونوا في مستوى تحدي تحويل الوهم إلى حقيقة وواقع. فهذه الرقعة المكانية التي يشغلها السودان الحديث الحالي، لم تشكل بصورة دائمة ومستمرة – دولة او مجتمعاً او ثقافة موحدة. فمنذ الأسر الفرعونية كانت حدودهم
    الجنوبية (السودان او اثيوبيا او نهو او كوش او النوبة – بإختلاف التسميات) مجالاً حيويا ً
    (Lebensraum)

    للدولة القوية في الشمال. لذلك، كانت تلك المنطقة ميداناً للغزوات والحملات العسكرية والتهجير، ولم يتمكن أهله من الاستقرار الآمن المستمر والمتراكم حضارياً ولم توحد المسيحية هذا الكيان والذي عرف ثلاث ممالك رغم الفرضية السائدة بأن الدين عامل توحيد. أما بعد دخول العرب والمسلمين في القرن السابع، فقد تم تقنين وشرعنة عملية الإقتلاع والإفراغ من خلال إتفاقية البقط سيئة السمعة، والتي ثبتت نقل 360 عبداً قادراً كل عام لأكثر من ستة قرون أي حتى القرن السادس عشر. ومنذ دولة الفونج وحتى صراع المسيرية والرزيقات الحالي لم تتوقف النزاعات القبلية. فكيف تنجز النخبة مشروع الدولة السودانية إذا لم تكن تملك قدرات فكرية وسياسية تنظيمية وادارية عالية وراقية المستوى؟



    * ووهل ترى أن هناك إمكانية في المستقبل لتجاوز هذه الإشكاليات التي ربطتها بأمر الهوية؟

    ــ) المستقبل عادة يبدأ الآن وهنا، فهو لا يأتي من الرغبات والأمنيات. لذلك أصبح الحديث عن المستقبل وإستشراف الغد مجرد تفكير رغائبي، وبالتالي نستخدم مصطلحات غير عقلانية ولا موضوعية: التفاؤل، التشاؤم، التشاؤل، ماهو التراكم السياسي والفكري والثقافي الذي يمكن ان ينتجه الواقع السياسي الراهن؟
    السلطة الحالية تمثل التوأم السيامي ذات رأسين (فكريين) وجسد واحد (حكومة، برلمان، سلطة.. الخ) وهناك معارضة اضاعت مستقبلها حين استهترت بالتجمع الوطني الديمقراطي منتصف التسعينيات وأضاعت زخم التأييد الاقليمي والدولي بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك، ثم تركت الحركة الشعبية تنفرد بمباحثات السلام ولم تقنع المعارضة العالم او حتى الحركة الشعبية بوزنها في المعادلة السياسية. ويشهد الواقع السياسي نظاماً جامحاً "يقطر شريكه المستسلم والحائر وينفذ سياسات التمكين ونهاية التاريخ بإستلام الإسلامويين للسلطة. فهذا النظام الجامح الجرئ لا يجد في طريقه غير معارضة عقيمة ومخصية لأنها لم تخصّب الشارع والجماهير، وعجزت عن حشد موكب شعبي سلمي يعارض غلاء المعيشة. وإنفض موكبها الشعبي اليتيم قبل ان يبدأ ! وجعل العجز الذاتي الاحزاب تأكل نفسها في شكل إنقسامات متتالية بلا خلافات فكرية وسياسية تبرر وجود هذه الاجنحة. والآن تسجل قرابة السبعين حزباً فهل توجد اختلافات حقيقية في برامج وآيديولوجيات ورؤى كل هذه الحشود الحزبية؟ ليست هذه تعددية حزبية بل تضخم حزبي ولا تحسب الشحم في من شحمه ورم!

    كان تفتح بذور المجتمع المدني في التسعينيات بشارة مفرحة لظهور رافد ديمقراطي مستقبلي جديد، ولكن
    كلما أنبت الزمان قناة*ركب المرء في القناة سناناً
    فقد ركّب السوداني في القناة الجديدة سناناً وتحول المجتمع المدني الى ظاهرة سودانية بكل ما يعني ذلك من شللية
    واقصاء وتكويش واغتيال شخصية ومجالس نميمة. وتحولت الظاهرة الجديدة الى مشروعات جالبة لمال
    وموضات رائجة، اتفاقية السلام الشامل تعقبها دارفور وتمسحها الانتخابات. ولا تعرف منظمات المجتمع المدني التخصص والمجالات الجديدة غير المربحة أي على سبيل المثال مشروع لمحو الأمية او التنمية الريفية او الكتابة للاطفال او التنشيط الثقافي. وأخطر مافي الأمر الاحتكارية وظهور قبيلة مجتمع مدني تتعصب لأهلها ظالماً او مظلوماً. هذه ظاهرة مستقبلية وقعت في المستنقع السوداني واعطاها كل صفاته السالبة.


    نحن ببساطة أمة بلا مستقبل، اضعنا فرص المستقبل والانطلاق اكثر من مرة الاستقلال، ثورة اكتوبر 1964، وانتفاضة ابريل 1985 واتفاقية السلام الشامل يناير 2005. والتاريخ لا يعيد نفسه، دعنا نكمل دورة الانهيار بلا نقصان ونفكر منذ الآن في اعادة بناء، فالموجود الآن لا يمكن اصلاحه. لقد سرق الاسلامويون المستقبل وتم تأميم الانسان السوداني تحت شعار اعادة صياغة الانسان السوداني. المستقبل أدواته العقل والمعرفة والاقتصاد والقيم، وكل هذه المكونات خربت او استولى عليها: نظام تعليمي يعتمد الجهل بشهادات من كل المستويات، عقل غيبي خرافي حيث يتعالج الطبيب نفسه بالاعشاب والمحاية، كما ان الشياطين تتجول معنا وتجالسنا وتنافسنا، واقتصاد طفيلي فاسد أقرب الى مصباح علاء الدين حيث يأتي الثراء في ليلة واحدة ! هل تعرف مستقبلاً
    بين اليابان وماليزيا وكوريا الجنوبية لا يصنعه العقل والعلم والتكنولوجيا والانتاج والابداع؟ وهذه هي الفروق
    من جهة والسودان واليمن وموريتانيا والصومال من جهة أخرى.
    أنت هنا كمن ينوي بحث موضوع العقل السوداني لمعرفة التعقيدات التي تلازمة فيما خص تعامله مع القضية الوطنية، هل يلزمنا عمل مقاربة لإسهامات الدكتور محمد عابد الجابري حول العقل العربي..؟

    (-) العقل السياسي السوداني عجيب حقيقة، يصنع الأزمة بنفسه ويعقدها ويصعبها وحين تكتمل الأزمة، يشرع ويهرول في البحث عن حل لأزمة هو جزء منها. ولذلك لا يحاول ان يحل الأزمة بقدراته الذاتية ويجري بحثاً عن الوسطاء والضامنين في الدوحة ونيفاشا ومشاكوس ولاهاي والكفرة وابوجا. افتقد السودان الارادة
    الوطنية، فجاءت نيفاشا غير سودانية نتيجة ضغوط حقيقية خارجية. ويكفي انه خلال المفاوضات ان اغلق
    المضيف الكيني أبواب مقار الجانبين ومنعهم من الخروج ان لم يوقعوا.

    عيب كبير وخلل قاتل ان نعتمد على الخارج في حل مشكلاتنا وفي نفس الوقت لا نتوقف عن الحديث عن السيادة الوطنية. هل يمكن ان تحصي الوفود القادمة والمغادرة/الى ومن السودان خلال شهر؟ حكماء، وسطاء، مندوب او ممثل شخصي وغير شخصي، المؤتمرات لا تتوقف، ووفود ومنظمات تعودت على أكل أموال اليتامى، فهي تقيم في برج الفاتح لمساندة السودان ولا ترى أي معسكر للنازحين. السودان يستورد حلوله وسياساته من الخارج، وليس فقط سلعه الاستهلاكية. لذلك أزمة دارفور هي من تجليات أزمة السودان ككل. لم يسأل السودانيون بالذات الحكام لماذا ظهرت أزمة دارفور متزامنة مع اتفاقية السلام الشامل ؟ جواب المؤامرة والاستهداف سخيف وساذج، ببساطة انفتح الباب امام امكانية تعميم نموذج نيفاشا على كل السودان. ولكن النظام لم يكن مقتنعاً باتفاقية نيفاشا وقبلها على مضض وألقى سلاح القتال واخرج سلاح المماطلة واللعب بالزمن والمغالطات الى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً في الجنوب والسودان.



    تبدو لي احياناً دارفور اقرب الى الانفصال من الجنوب عام 2011 ان لم نسرع – بجدية وصدق – في الوصول الى حل خلال هذا العام. فقد بدأت الأزمة في دارفور متسارعة وسريعة مقارنة بمشكلة الجنوب فقد جاءت في
    عالم العولمة والاستقطاب والمصالح السافرة.

    يصعب ان يتوصل الاسلامويون الى سلام دائم في دارفور لأسباب عدة، على رأسها هاجس دور الشيخ حسن الترابي في اشعال الأزمة. ثانياً يمارس الاسلامويون السياسة البريطانية: فرق تسد، في التعامل مع الفصائل الدارفورية. ثالثاً، غرور التمكين وبامكانية الحسم العسكري المباشر او غير المباشر. رابعاً، تشاد وفرنسا هل من تسوية ؟ وأتسائل: هل من الممكن وقف هجرة مشلاكتنا الى الخارج ؟
    هل من امكانية لاحياء الارادة الوطنية السودانية وان تكون الحلول سودانية – سودانية ؟ الازمات العديدة يجب ان تعود الى جذورها: مشكلة السودان او الأزمة السودانية كيفية الطريق الى النهضة والحداثة ؟ وهذه هي شفرة التنمية، الديمقراطية، السلام، الوحدة الوطنية، التقدم الاجتماعي، وحل مشكلة دارفور وغيرها من مشاكل قادمة في جنوب كردفان او أبيي او الشرق

    * الانتخابات القادمة في فبراير 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟


    ( - ) لا اظن أن الانتخابات ستقوم لو استمرت الظروف الراهنة. فالشريكان لا يريدان الانتخابات. والمؤتمر الوطني سيقوم بكل الاستفزازات والخروقات لكي يجبر الآخرين على المقاطعة. ومن ناحية أخرى ممارسة التزوير لو قامت الانتخابات افسدت الانتخابات الايرانية سيناريو الاسلامويين لإنتخابات السودان القادمة. الكل يخاف الانتخابات وفي نفس الوقت يزايد على ضرورتها. والانتخابات ليست مفتاحاً سحرياً لحل المشكلات وإحداث التغيير الجوهري _ كما تسأل، بل العكس تأتي الانتخابات هذه المرة في ظروف انحطاط سياسي
    وثقافي وفكري وروحي لم يعرفه السودان طوال تاريخه. فلو كانت اوروبا عرفت عصر النهضة وأعقبته الثورة
    الصناعية والديمقراطية والاصلاح الديني فالسودان يعيش الآن عصر الانحطاط الشامل وهذا ما سيلون اجواء وخواتيم الانتخابات لو قامت.

    الاحزاب السودانية مع امراضها الخاصة وقصورها الذاتي، هي جزء من الثقافة السودانية العامة. ولذلك تتسم بالعقلية الانشطارية والانقسامية وعدم القدرة على العمل الجماعي (وهو غير العمل القطيعي – نسبة للقطيع). وبالتالي يصعب عليها تكوين جبهة موحدة لها مرشح واحد. اولاً من سيكون هذا المرشح الوحيد المجمع عليه ؟ ثانياً: هل وكيف نضمن التصويت له بالتزام كامل ؟ ثالثاً: هل الفروق واضحة بين المؤتمر الوطني
    وبعض القوى المعارضة حين يتعلق الأمر ببرنامج يدعو للشريعة والاسلام ؟
    الانتخابات يست مجرد وضع ورقة اختيار داخل صندوق الاقتراع، ولكن تسبقها عملية طويلة من الفعل الديمقراطي ورفع الوعي للدفاع عن الديمقراطية. اين هو هذا النشاط الديمقراطي والحراك بين الجماهير وتحريكها ام تكتفي القيادات بامكانية تشغيلها» بمحرك على بعد قبل الانتخابات بساعات؟ احياناً تبدو لعبة «
    الانتخابات وكأنها نسخة على أرضية مختلفة كمنافسة كروية هلال مريخ موردة.
    الانتخابات شكلانية تماماً ثم تصور بلد لا يستطيع تمويل انتخاباته الوطنية ويتسول الاموال من المانحين في الغرب الكافر ويتمنى المبالغ المطلوبة ويقدرها بـ1.1 مليار دولار. ومفوضية انتخابات على رأسها شموليون لم يعرف عنهم التعامل مع نظم ديمقراطية. وتعداد تحاصره الشكوك. وصحافة مقيدة برقابة قبلية. وبقايا قوانين الطوارئ تطل برأسها عند الضرورة ويمكن ان تحد الحق في التجمع والكلام والحركة.

    6 / خيبة الأمل الكبرى بعد اتفاقية السلام الشامل كانت الحركة الشعبية، فقد استهلت عودتها بعدد من الاخطاء الاستراتيجية تعاني منها الآن وستظل تعاني منها باستمرار. أولها فكت ارتباطاتها مع حلفائها وميثاقها اعني التجمع الوطني الديمقراطي رغم عيوبه، ولكن تأكيد استمرار علاقاتها ولو لفظياً، كان سيحميها من استفراد المؤتمر الوطني. ثم احياء ميثاق الاتفاق حول القضايا المصيرية بأسمرا لتقوية موقفها من اتفاقية نيفاشا. ثانيها باع أهل المؤتمر الوطني فكرة انهم الضمانة الوحيدة لمكاسب الحركة الشعبية واي خلاف معهم سوف ينسف الاتفاقية. وقد ساعدت تحفظات بعض احزاب المعارضة وبالذات السيد الصادق المهدي على الاتفاقية في ترسيخ هذا الوهم لدى الحركة. ثالثها، بدأت الحركة الشعبية التنازلات مبكراً وقام المؤتمر الوطني بعملية قتل القط ليلة الزفاف ! وذلك في الصراع حول وزارة النفط والطاقة عند تشكيل الوزارة وتنازلت الحركة الشعبية عن الوزارة المخصصة لها حسب الاتفاق. رابعها الاداء الضعيف وغير المسؤول لحكومة الجنوب يضاف الى ذلك أداء بعض
    وزراء الحركة في الحكومة المركزية. كانت نتيجة الاخطاء هي: لم تعد الوحدة جاذبة وأصبح السودان يحكم بشريك
    ماكر ولعوب وآخر عاجز وحائر هو الحركة الشعبية. ثم تبع ذلك زوال وهج شعار السودان الجديد. فهل يمكن ان نبني سوداناً جديداً بعقل قديم؟ وقفت بعض قيادات قطاع الشمال داخل الحركة الشعبية ضد دخول عناصر تقدمية وديمقراطية الى الحركة ولكي ترفدها بافكار وقدرات تنظيمية جديدة. وأظن ان تلك القيادات خشيت على امتيازاتها الآتية من ندرة وجود العناصر الشمالية داخل الحركة وعندما يكثر الشماليون تختل عملية العرض والطلب وتقل قيمتهم بسبب الكثرة ! ومن ناحية اخرى، صرح بعض القياديين بانهم لن يحاربوا للشماليين معركتهم وهل معركة التحول الديمقراطي معركة شمالية.

    أذكر في يناير 1996 ذهبنا الاخ فاروق محمد ابراهيم وانا الى اسمرا لمقابلة د. قرنق، وسمح لنا بأمسية كاملة
    ؟. او ليلة لمناقشة هل الحركة قومية ام اقليمية
    وأكد بحماس على قوميتها. وكان الرأي الثاني، فهي بالتالي امتداد لبرامج الثورة الوطنية الديمقراطية والتي نشأت نهاية الاربعينيات من القرن الماضي وهكذا تكون فكرة السودان الجديد جزءاً أصيلاً وممتداً لبرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية. واتفقنا على ان يعقد مركز الدراسات السودانية ورشة عمل للحوار وبدأ اتصال أولي للتنفيذ ولكن بعض الشماليين في الحركة الشعبية قطعوا وعطلوا وسائل الاتصال واجهضوا الفكرة، فقد كانوا في ذلك الوقت فرحين بتأسيس لواء السودان الجديد وخشوا من ان توقف تلك الفكرة انطلاق مولودهم.

    لذلك رأيت من المستحيل قيام سودان جديد بعقل قديم، والآن انشغل الحركيون بمعاركهم الجانبية والوقتية مع شريكهم اللئيم واندثر شعار السودان الجديد الا في بعض الصحوات والمناسبات. علينا ان نتقبل ما صنعنا هو حتمية الانفصال عام 2011 وسيكون هناك سودانان: أحدهم سودان قديم في الجنوب، والآخر اكثر قدماً في الشمال.


    ملحوظة:
    الخطوط تحت سطور الفقرتين الأخيرتين (منى انا ) ناقل الحوار، وقد قمت بذلك لاجل التسهيل للقراء لمعرفة الفقرات التى حاورها الصحفى مصطفى عبد العزيز البطل.

    سانشر الجزء الثانى من حوار منتدى الاحداث مع د. حيدر ابراهيم على لاحقا
                  

العنوان الكاتب Date
حيدر وحساب البيدر: الشماليون فى الحركة الشعبية عبدالغفار محمد سعيد07-23-09, 03:18 PM
  Re: حيدر وحساب البيدر: الشماليون فى الحركة الشعبية عبدالغفار محمد سعيد07-23-09, 06:27 PM
    Re: حيدر وحساب البيدر: الشماليون فى الحركة الشعبية عبدالغفار محمد سعيد07-24-09, 12:13 PM
      Re: حيدر وحساب البيدر: الشماليون فى الحركة الشعبية عبدالغفار محمد سعيد07-25-09, 12:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de