قناة النيل الأزرق.. اتهامات بالجملة وحسن فضل المولى يترافع

Quote: الخرطوم:نشآت الامام جدل كثيف دار في أروقة الصحف حول قناة النيل الأزرق، خاصة في مرحلة ما بعد (فك التشفير)، إذ يرى البعض أنها لم تقدم إلى الآن ما يدعم رؤيتها بفك التشفير، وكذلك لم تستطع أن تقدم جديداً ضمن خطتها التي نفذتها بزيادة ساعات بثها، أضف لذلك الحديث عن هيمنة الأستاذ الشفيع عبد العزيز على مقاليد الاعداد في القناة بالرغم من وجود معدين شباب ذوي أفكار خلاقة.. وغير ذلك من الاتهامات بالتقصير في عدة جوانب سقناها إلى مدير القناة الأستاذ حسن فضل المولى أو (الجنرال) كما يحلو لمعجبيه تسميته.. الجنرال أجاب على تساؤلاتنا بكل شفافية، وأوضح لنا رؤيتهم في القناة تجاه مختلف المحاور التي أثرناها.. -- * بعد فك تشفير النيل الأزرق، لم نشهد برامجاً جديدة تغطي ساعات البث الإضافية، بل كثرت إعادات البرامج..؟ - لا أحبذ تسميتها (إعادة) للبرامج، وانما (تعدد) أوقات البث، لأن هناك ظروفاً مختلفة للمشاهد تجعل أوقات المشاهدة متباينة، وكل القنوات التي تعمل (42) ساعة تنتهج هذا النهج، في تكرار بث الكثير من موادها التي تقدم خلال اليوم، لتقدم مرة ومرتين وثلاث، وكذلك نرى في ظل تكلفة انتاج البرامج العالية فان تقديم أكثر من ثماني ساعات في اليوم بانتاج متواصل، يعد أمراً مرهقاً مالياً للحد البعيد، لذا فكل القنوات لا تنتج أكثر من (8) ساعات كحد أقصى، وتعتمد على تعدد أوقات البث. * لكنكم أعلنتم عن خطط برامجية جديدة تزامناً مع زيادة زمن البث..؟ - نحن بالفعل بدأنا نقدم برامج جديدة، واتجهنا للتغطيات المباشرة لكافة الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية داخل العاصمة القومية، وأصبح لنا وجود يشهد به الجميع في كافة الأنشطة التي تقدم فيها..و.. * مقاطعة= جيد أنك ذكرت العاصمة، فمن الملاحظ وجود قصور واضح في تغطياتكم لولايات السودان المختلفة..؟ - نحن نقر بوجود تقصير في جانب الولايات، فهذا الأمر نضعه على عاتقنا، لكن أيضاً للقيام بذلك نحتاج إلى معينات مالية ضخمة حتى نفي بمتطلبات التغطية في الولايات.. = لكن ألا تتفق معي بأن جمهور الولايات هو المعني الأول بفك التشفير، حيث ؤن مشاهدي العاصمة كانوا يستطيعون مشاهدة القناة وهي مشفرة على المحطة الأرضية..؟ - دواعي فك التشفير فرضها إعتماد القناة على عائدات الإعلان، إذ مثل الإعلان (08%) من دخل القناة طوال الفترة الماضية، ونادى المعلنون -الذين أصبحوا يرغبون في الإعلان عبر القناة بشدة- بفك التشفير حتى يصل إعلانهم لأكبر مجموعة من المشاهدين، إضافة لذلك رؤيتنا التي تمثلت في عدم جدوى التشفير مستقبلاً لقنوات المنوعات، إذ أن هناك حزمة كبيرة من القنوات التي تهتم بالمنوعات.. * إذن لم تكن رؤية بثكم في الولايات ضمن أجندة فك التشفير..؟ - نحن نحاول أن نصل إلى مشاهدينا داخل وخارج حدود الوطن، أينما كانوا، ونحن نعترف بوجود حاجة لزيادة الجرعة الموجهة أو المسجلة في الولايات، وفي ظل الظروف التمويلية الصعبة التي تعمل بها القناة يعد هذا الأمر صعباً الآن، لكن بإذن الله سوف نبدأ بذلك قريباً وحددنا فترة بعد رمضان الكريم للبداية بارسال فرق متكاملة للولايات، وان كنا نرى أن هناك بعض القنوات السودانية قد أفردت مساحات واسعة للولايات مثل التلفزيون القومي، وقناة الشروق.. * هل وجود تغطيات في قنوات أخرى تتوجه توجهات معينة يعفيكم من مباشرة مهامكم تجاهها..؟ - لم أقل ذلك.. فالآن نحن وجهنا برنامج (نجوم الغد) -على سبيل المثال- لأن تكون منافساته ولائية، وذلك لخلق تواصل مع جمهور الولايات، وكذلك من اجل ابراز تراث كل مناطق السودان، ولن يكون التنافس في مجال أغنية الوسط، بل كل ولاية ستقدم أغنياتها التي ترتبط بها، من أقصى الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، لكن أقصد أن العلاقة بيننا كقنوات سودانية، يجب أن تكون (تكاملية)، بمعنى أن تحاول كل قناة البحث في اتجاه معين، وحدث لقاء قريب بيني وبين مدير التلفزيون حاولنا من خلاله والتعاون التنسيق بين القناتين.. * إذن أنت تنادي بتخصصية القنوات..؟ - لحد ما.. نعم، أو فلنقل (اللونية) المميزة للقناة، فمثلاً نحن آلينا على أنفسنا أن نكون قناة منوعات تقدم برامج في قوالب خفيفة وجاذبة، والشروق اهتمت بالجانب الاخباري والتغطيات المباشرة، وهناك عدة قنوات متخصصة، ولا يمكن أن نغفل التلفزيون القومي، الذي يعد قناة شاملة، تقدم كل أنماط الأشكال البرامجية، وبالطبع هذا لا يخلق تعارضاً بين هذه القنوات وانما أحب أسميه (تكاملاً) لعرض صور متابينة للسودان. * في برامج المنوعات.. يتحدث البعض عن عدم وجود جديد، فكل ما يقدم يعد تكراراً، حتى الضيوف أضحوا مكررين..؟ - الجديد الذي يُقدم، يجب أن يبنى على جديد في ساحة الوطن، فالآن النشاط الثقافي والفني والسياسي، والحراك الاجتماعي ضئيل جداً بشكل عام ، فمن الصعب ايجاد المواد التي تشكل جديداً، وسيتهيأ للكثيرين أن ما يقدم أصبح مكرراً وربما.. رتيباً.. * بعض برامج القناة يلاحظ ضعف المجهود المبذول في إعدادها، وكذلك هناك ملاحظة حول هيمنة الأستاذ الشفيع عبد العزيز على انتاج كثير من برامج القناة، مع العلم بوجود عدد من المعدين المبدعين والمؤهلين في القناة..؟ - مشكلة الاعداد يراها كل من منظوره الخاص، فربما لا تعجب بعض الحلقات من يشاهدونها، وهذا لا يعني أنها ضعيفة الإعداد، أو ربما لا يعجبهم الضيف فيقولون بذلك.. أما عن الأستاذ الشفيع، فآنا لا أوافق على مقولة (هيمنة الرجل الواحد) فكل برامج القناة تقوم على التضامن والمشاركة بين جميع منتسبي القناة، وروح التكاتف هذه مردها (ضيق المكان) الذي يفرض على الجميع الوجود الدائم، حتى وان لم يكونوا مشاركين، وهذا ينفي هيمنة فرد على خطط وبرامج القناة.. * لكن الكل يعلم أن للشفيع وجوداً في الكثير من البرامج..؟ - الشفيع عبد العزيز كما أراه، وكما يعلم الجميع يتميز بصفات قل ان نجدها في شخص واحد، فهو معد مقتدر للغاية ويملك خيالاً واسعاً، اضافة إلى مثابرته ومتابعته اللصيقة لعمله، أضف لذلك وجود الشفيع كمدير للبرامج يحتم عليه أن تكون مساهماته واضحة، ودوماً يسد أي نقص يحدث في أي برنامج، وهو يقوم بذلك (دون مقابل) مادي يتقاضاه، وانما بحكم وظيفته ومسؤوليته عن البرامج، وبحكم حرصه على تجويد ما تقدمه شاشة النيل الأزرق، وهذا لا يمنع من وجود معدين أكفاء يقدمون جهدهم في مختلف البرامج. * هل يمكن أن تقدم نماذج لبرامج يقوم على اعدادها معدون مختلفون..؟ - (نجوم الغد) ينتجه بابكر صديق، و(صحة وعافية) عمر محمود خالد، و(مراجعات) الطاهر حسن التوم، و(للنساء والرجال) محمد عكاشة، و(حلل البريق) ، و(مساء جديد) والذي يتناوب عليه طيلة أيام الأسبوع مختلف عدد من، وغير ذلك مما تقدمه القناة.. * ختاماً.. كيف تنظر إلى انتقال عدد من المذيعين لديكم إلى قنوات أخرى، وهل أثر ذلك على مسألة التقديم بالقناة، خاصة واننا نشهد دوماً الدفع بعناصر جديدة ربما تفتقد للخبرة..؟ - نجاح القناة يمكن في أنها قدمت مذيعين تهافتت عليهم القنوات، وأيضاً في استطاعتها المواصلة في ظل غياب هذا العدد الكبير من المذيعين، أما عن تقديم الوجوه الجديدة فهي سنة الحياة، فمنذ عملي بالتلفزيون القومي قمت بالدفع بعدد كبير من الوجوه الشابة، والتي بدأت متعثرة ومرتبكة، لكنها أضحت من العلامات الفارقة في مسيرة التقديم، وهذا ما نقوم به في النيل الأزرق، ودوماً لا يولد الانسان كبيراً، بل يبدأ صغيراً ثم يتدرج نحو الاحسن.