فضائية جنوب السودان ( sstv ) بداية قوية و برامج متنوعة و هادفة ..

Quote: تلفزيون الجنوب.. شراكة من نوع آخر! أم زين آدم في ثاني أيام احتفالات عيد الكريسماس العام الماضي كان الشاب ماريل ماكير يجول عبر الفضائيات بالريموت كنترول بحثاً عن برنامج يشده للبقاء بالبيت إلا أنه لم يجد ما يريد فقرر الخروج والتنزه بمنطقة خزان جبل الأولياء، ولأنه لم يجد نفسه في أي من برامج الفضائيات على كثرتها فقد فضل التمشي على ضفاف النيل الأبيض لأنه حسب رأي ماكير نفسه فيه شىء من رائحة جوبا. وطوال الاسبوعين المنصرمين نقلت وسائل الإعلام أخبار شروع حكومة الجنوب في تدشين فضائية أخبارية لجنوب السودان من القاهرة عبر القمر المصري عرب سات مجاناً وقمر جنوب افريقيا، وكان المواطنون بشوارع مدينة جوبا قد ألفوا تجوال الكاميرات التلفزيونية بالمدينة وشاهد البعض خلال البث التجريبي صورة على شاشة الفضائية وفرحوا بها. فهل تفلح الفضائية الوليدة بإعادة ماكير ومشاهديها للبقاء بالبيت؟ هذا ما تخطط له فضائية جنوب السودان، وفي مكتبه بمدينة القاهرة قال صلاح المليح المتحدث باسم مكتب اتصال حكومة الجنوب بالقاهرة لـ«الرأي العام» انه بتدشين البث الرسمي للقناة في أواخر نوفمبر القادم سيجد المواطن الجنوبي قناة تخاطبه وتخاطب همومه، وساق المليح اتهاماً للفضائية السودانية بأنها كقناة قومية فشلت في ان تكون مرآة عاكسة للسودان المتنوع والمتعدد، ولا تعبر عن السودان، وهي قناة الولاية والحكومة، وأضاف أن القناة تفتقر للشفافية أي عرض «الرأي» و«الرأي الآخر» وهي موصدة أمام الآخر. وذهب قير تور الدبلوماسي والكاتب الصحافي بعيداً بالقول إنه ليست هناك قومية في الفضائية غير اسمها، وزاد على ذلك أنه وطوال سنوات لم يشاهد القناة تهتم بمواطن الخرطوم ناهيك عن المواطنين خارج الولاية وهمومهم إلا في التحقيق الذي بثته عن «الموقف الجديد للمواصلات»، وقال لـ«الرأي العام» إن التلفزيون القومي غير قادر على عكس هموم المواطن وهو مجرد غلاف للعقلية المركزية التي ما زالت قابضة على الأحداث وهي عقلية الحاكم. واتفق المليح وتور بأن تسليط الضوء على المناطق خارج الخرطوم يأتي بصورة موسمية أوإذا كانت المنطقة المعنية في جدول زيارة مسؤول كبير أو احتفال ما. وبالتالي في بقية أيام العام لا يجد المواطن نفسه في الفضائية فينصرف عنها. ويرى المليح ان الفضائية السودانية ليست مهتمة بإتفاقية السلام الشامل التي تحدد مستقبل السودان كله، لذا من أهم برامج القناة الجنوبية هي التعريف بالإتفاقية والبروتوكولات والملاحق كافة وشرحها وتبسيطها للمواطن العادي. وقال أيضاً إن الهم الأكبر في الوقت الراهن هو الانتخابات وستتيح الفضائية الجنوبية دون تحيز ذات المساحة الزمنية لكل المرشحين. وعن ما إذا كانت الفضائية ستكون مفتوحة لقضايا البلاد كافة، قال المليح إن المستهدف هو إنسان الجنوب ولكن هذا لا يعني إذا كانت هناك ضرورة لطرح أية قضية تخص أية جهة اخرى فلن يتم تجاوزها، لكن في الأصل الفضائية تتبع لوزارة الإعلام والاتصال بحكومة الجنوب. إلا أن قير تور لا يبدو متفائلاً مثل تفاؤل المليح وقال إنه يتوقع النجاح للقناة بزخم العاطفة وليس بسبب البرامج التي لا يعرف عنها حتى الآن شىء ويمكن ان تستقطب القناة مشاهدين حتى لو كانت برامجها ركيكة. وحسب تقدير قير فإن الفشل يتربص بالقناة الوليدة حال تمت إدارتها بذات العقلية التي تدير الفضائية السودانية أو بعقلية المشاهد الذي لا يفكر في الكادر القوي والتطوير لأن التعريف العلمي للإدارة -والحديث ما زال لقير- هي عملية متسلسلة لا علاقة لها بفهم «أكبر منك أعلم منك» وهي واحدة من العلوم المكتسبة التي تؤدي للتطور والرقي، ويرى قير بأنه ليس هناك حرج على الفضائية الجنوبية بأن تستعين ببعض الكوادر من الفضائية القومية فليس هناك ضير وعليها ان تؤسس إدارتها على النهج العلمي. ورغم عدم الرضى الذي يبديه البعض من الفضائية القومية إلا أن الفريق سلفاكير رئيس حكومة الجنوب، والأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم الذي عرف بمشاكساته وانتقاداته أشادا بالفضائية لتغطيتها لسقوط الطائرة التي كانت تقل قادة الجيش الشعبي ومستشار حكومة الجنوب، ومن الجنوب انتقلت كاميرا التلفزيون لنقل العزاء بمنطقة المقرن الذي أقامته الحركة بالخرطوم في مايو. وكان نقل الفضائية ولخمس ساعات متتابعات لوقائع المؤتمر العام للحركة الشعبية من مدينة جوبا لفتة أثنى عليها كثيرون. ثم تنقلت كاميرا التلفزيون القومي لنقل أحداث السيول والفيضانات التي إجتاحت منطقة أويل وشمال بحر الغزال لحظة بلحظة وذهبت في صباح عيد الفطر المبارك وسجلت كلمة للنائب الأول بجوبا ونقلت احتفالات الجنوب بالعيد. ومسؤولو التلفزيون القومي يرون عبر عدة محطات أن الجنوب غير مغيَّب عن خارطة البرامج القومية. وقال عبد الماجد هارون مدير إدارة الأخبار والشؤون السياسية بالقناة لـ «الرأي العام» إنه رغم ذلك إلا أن ما قدم عن الجنوب هو دون طموحات القناة وذلك ليس لتقصير أو تغييب متعمد ولكن لضيق ذات اليد وشح الإمكانيات. والآن - والحديث ما زال لـ «هارون»- افتتح التلفزيون مكتباً إقليمياً بجنوب السودان وأسند أمر إدارته لـ «عادل فارس» مراسل قناة الجزيرة، وابتعث عشرة من أبناء الجنوب لتلقي دورات تدريبية بقناة الجزيرة استمرت أربعة أشهر للعمل كمراسلين للقناة القومية بالولايات الجنوبية العشر، كما بعث (50) آخرين لماليزيا لتلقي تدريبات في الإنتاج التلفزيوني لتأسيس قاعدة للجنوب عبر أبنائه ليقدم نفسه دون وصايا. وأشار عبد الماجد هارون الى أن هنالك تعاوناً قائماً الآن بين القناة القومية وتلفزيون جوبا وقال: إنه ولأول مرة في تاريخ السودان وفي يناير الماضي أقام التلفزيون القومي أياماً مفتوحة من مدينتي مريدي ويامبيو. وفي الخارطة البرامجية القادمة سيشرع التلفزيون لإقامة عشر محطات للبث المباشر لنقل الأحداث ومتابعتها من المدن العشر الرئيسية في الجنوب بجانب قراءة نشرة واحدة من الأخبار يومياً من هناك- كما صرح هارون.