مركز دراسات الإشتراكية الواقعية (السودان) RSSC-SUDAN

Quote: أولاً : لماذا تأسيس مركز دراسات متخصص ؟ إن البحث عن الحقيقة و المعرفة و إستنتاج ووضع الفرضيات و النظريات يتطلب كتابة البحوث و الدراسات وفقاً للمنهج العلمى المتطور و الإستفادة الفصوى من كل المعينات التكنلوجية الحديثة فى مجال الحاسوب و تقنية المعلومات وعلوم التاريخ والإحصاء الحديثة ووسائل التواصل و الإتصال الإليكترونى ،لذلك كانت فكرة تأسيس وقيام مراكز الدراسات و البحوث هى الفكرة الأنجع لتنمية و ترسيخ مختلف الأفكار و المجالات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية . من المنطلق أعلاه كانت فكرة تأسيس مركز للدراسات و البحوث فى مجال تنمية ثقافة مفهوم الإشتراكية الواقعية فى السودان ، خاصة وأن العالم ظل يحكم فى غالبه طوال فترة القرن الماضى وفق المفاهيم و التوجهات الرأسمالية التى ما فتئت تزيد الأثرياء ثراءاً و تعمق أزمة الفقر و الفقراء فى معظم أنحاء الكرة الأرضية . وفى بداية هذا القرن رأى العالم أن الرأسمالية قد إنقلبت على نفسها فظهرت الأزمة المالية الراهنة التى جعلت جميع حكومات الدول أوروبا الرأسمالية والولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الرأسمالية العالمية بالإضافة للدول البترولية الراسمالية الصغيرة مثل دول الخليج والمملكة العربية السعودية الى اللجوء إلى التدابير الإقتصادية التى أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تمرد على الثوابت الرأسمالية و الإقتراب أكثر الى المفاهيم الإشتراكية مثل تدخل الدولة المباشر للتأميم وضخ الأموال الطائلة لحل أزمة البنوك و شركات الأموال والمؤسسات الرأسمالية الكبرى . وفي أحسن الأحوال فلقد قامت بعض التجارب الإشتراكية في القرن الماضي (القرن العشرين) ولقد كانت إما تجارب غير ناضجة وتأسست بواسطة الإنقلابات العسكرية (معظم دول العالم الثالث) ،والتي قادتها مجموعة من الضباط الأحرار المستنيرين و الذين كانوا يمثلون دائماً طبقة البرجوازية الصغيرة ،والتى مارست الحكم البوليسي الفاشي ، أو إنها تأسست على مفاهيم وأفكار لم تعطي في الأساس حيزاً كبيراً لمفهوم الديمقراطية وحرية الفرد ومثال لذلك تجربتي الإتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية، مما أخل بالتوازن المجتمعي المطلوب لتحقيق العدالة الإجتماعية في مفهومها الواسع وبالتالي بنى جداراً صلباً وهوة واسعة بين حكومات تلك الدول ومجتمعاتها مما ساهم في فشل تلك التجارب الإشتراكية ووأدها في مهدها.