|
Re: قال الراوي (Re: نزار محمد عثمان)
|
وفاق على اختلاف صحيفة القبس السودانية، الأربعاء 6 ربيع ثاني 1409هـ الموافق 6 ديسمبر 1988م، في عهد حكومة الوفاق الوطني، التي جمعت الاتحادي الديمقراطي، والأمة، والجبهة الإسلامية.
قال الراوي: قرأت في بعض كتب الأعاجم أن الأقدار جمعت بين ثلاثة أشخاص في رحلة تحفها المطامع والمطامح، والمغانم والمغارم، كان أكبرهم يسمى "شخص ما"، والأوسط يسمى "كل شخص" والأصغر يسمى "أي شخص"، واتفق هؤلاء الثلاثة على أن يتعاونوا فيما بينهم، لكنهم كانوا كالشركاء المتشكاسين لا يرعون لهذا الوفاق إلا ولا ذمة و لا يدركون خطورة الطريق التي يسيرون فيها، ولا ضرورة التعاون في هذه الرحلة، وكانوا إذا ما كلف " شخص ما" بمهمة، قال: هذه قضية عامة يجب على " كل شخص" أن يساهم فيها، وكان لسان حال كل شخص يقول هذه مهمة سهلة جداً يمكن لـ "أي شخص" أن يقوم بها، ولسان حال "أي شخص" يقول هذه ليست مسؤوليتي، وإذا سئل: مسؤولية من هي إذاً قال: هي مسؤولية " شخص ما" على كل حال، وفي آخر الأمر تبقى المهمة كما هي لم ينجز منها شيء. وكانوا إذا ما هبطت نعمة على " شخص ما" طمع "كل شخص" أن يستأثر بها لنفسه، ولا يترك مجالاً لـ "أي شخص" ليشاركه فيها، فتدب الخلافات بينهم ويستفحل الأمر حتى يفكر الثلاثة في فض الوفاق. قال الرواي: كان الزمان يجري، والثلاثة لا يشعرون، والخلافات تكبر وتكبر والثلاثة لا يكبرون، والوعود تطلق والثلاثة عنها منشغلون، والكل يسأل متى ترى يفيقون، ولكن لا مجيب. قال الرواي: ما كنت لأهتم لهذه القصة لولا أني رأيتها ماثلة أمامي.
|
|
|
|
|
|