|
بلا عنوان !! .. {حراق روح سااااكت} !! ..
|
ومن مكان ما في الوهَمْ !! ..
.. .. .. ..
جلسوا .. كعَهديهم من كل خميس ليلاً !، داخل دكان ـ حامد ـ الجَزار رابعهم ، وكان يجلس بجانبه ـ إمَام ـ الموظف في ارشيف الداخلية ، وبجواره ـ سعيدـ الترزي ، ويكمل ـ صلاح ـ ابن صاحب البقالة الدائرة ، التي يدوافدوها اربعتهم ، بعد السابعة مساءاً من كل خميس ، بعد ان ينهي حامد اشغال جزارته ، ويهئي لهم الجلسة الدائرية في منتصف الجزارة ، وسط الكُتَل الخشبية المصممَة لتكسير العظام ، والدَكات العالية ، وارفف ادوات تقطيع اللحمة ، التي تبان مع الإضاءة التي يحرص حامد على خفضانها وثعابين دُخان بخور التيمات والجاولي ـ تَجسَد تلك الكُتَل كمعبدِ قديم ، في كهنوت مقدس ، او كهذا كان يبان لأربعتهم ، حين ماتعلو نشوة هذه اللفافات ، العجيبة التي تخرجِهم من الظلمات الى النور ـ او على نحو ما يتوهمون ـ فالظلمات هي الحياة ومتاعبها ، والأسرة ومتطلباتها ، والعمل ومشاكله ...... والنور .. هو النسيان والتوهان وعيش ما لا تستطع عَيشه في الخيال ... و .. ولِف ياخي هو الكَبنقَة الجبتها كُلها كِملت ؟ ..... لا .. فيّ ... هّسع ... حاألِف ليك ... الصاروخ التمام ...... وضِحك وسعال ..
والعِندو بت يدلعَا واللفَّة سِجارة يولِعَا ...
وكانوا دائماً مايعتمدون في تحَصُلهم على {مرطب الروح} ، كما كانوا يطلقون عليه ... يعتمدِون فيّه على ـ إمام ـ موظف ارشيف الداخلية بتقَرُبهِ لوسط الشرطة وضباطتها وجنودها... ومايجلبون لوتعلمون عظيم ـ كما كان يردد ـ إمام ـ دائماً ..
وإذا تغيب ـ الإمام ـ هذا ... لاي ظروف ، او بسبب الذهاب لأخته في المدينة الاَخرى ، للمبيت معها ، وهذا ماكان حَريص على فعله ، كل كم اسبوع .... فيرتَبك حال البقية ويخيب خَميسهُم! ولا يجدوا سبيلا غير ... الظلمات !! .. فهُم كما يطلقون عليهم اَهالي قبيلة الكيف ، بتاعين نواشف فقط !! وحتى في ذلك ليسوا بمن يُسموا بكييفين دوام ، لذلك لايعرفون لجلبه طُرقاً!!.... وليس لهم تَقيل حِمل على الجانب السائل من الكيف !! .....
فتتحول خيبتهم الى دعوات بالنيل والظفر من الخميس القادم ! ....
وكانت هذه الجلسة السرية التي لايعلمها سواهم الأربعة ، تعني لمرتادينها الأربعَة .. الكثير!! .. فهي مرتع النسيان للهموم والمشاكِل ، وقمة في السرحان... وتحديداً السرحان في قصص وحكاوي ـ إمام ـ عن حقل العمل الذي دائماً مستوحاه من الخيال .. والتفاخريه بمعرفة الرُتب العُليا من ضباط الشرطة وشخصيات البارزة ! .... وايضاً المغامرات النسائية ـ لـصلاح ـ ابن صاحب البقالة ، والتي لا تنتهي! ، والمستوحاه ايضاً من الخيال !! .... ونكات حمد الجزار وتعليقاته المتبرجة من الحياء فيما يطلق عليهم ـ الوليدات سلالة سيدنا يوسف عليه السلام .. الوليدات السمحين ويسُرو الناظر !! ... بحركات يدية التي لا تتوقف للحظة عن تلمسها بقبضة واضحة غير مدسوسة .. مفترج فَخَذيه ! .... حتى ولو كان يحدثك في كلام الله وَرسُولهِ الكريم !!! ..... وضحك مميت !، وسعال ايضاً مميت !... وقصص وحكاوي .. وحكاوي وقصص .. وتدور ساقية الجلسة الحبيبة .. ويتعظم اَجرها بعشاء فاخر متوج .. بحَلةَ جزارين من مطايب البهيم ..
ويخرجون على مشارف فجر الجمعة .. مغادرين معبدهم الخميسي ، بعد اَن اَغسَلوا فيه كل هِموم مشاكلهم ، ووجدوا لها الحلول !! الذي تتَبخر او تستعصَا! بمجرد ان يذهب وهم الخيال! وغيبوبته ! ، ويصبح بقايه دَوار على راس .. ومتعلقات دخان في الصدور والحناجر ، وبإنتصاف النهار للجمعة والصحيان بتكاسل ونشوة خفيفة تشوش عليها الحوجة الى قهوة ! وواجب الصلاة ! ...
وتدور جنازير الأيام في تروس الزمن .. ويأتي الخميس والمعبد .. والوهم .. والنسيان ولو لبرهة .. والشُلة .. والونس الكاشف من نقاب .. والشَدّيد بتاع إمام !!! ، وتراقُص ثعابين دخان بخور التيمان والجَولي .. وفِكْ المسجونةَ .. والشاي باللبن المَقَنّن .. والقصَص والحَكاوي .. والحكاوي والقصص .. والضحك والسعال .. والعشاء الفاخر متوج بالمطايب ..
لإنتظار خَميس قادم ..
.. .. ..
محمد الجزولي صباح السبت 30 مايو 2009 غرب استراليا
|
|
|
|
|
|
|
|
|