حبى قتلها حين كبلنى عن فعل شىء. لا أملك سوى أن ابكى تلك الجميلة واسعة الغباء، فهى كانت كل شىء لى و لسعدى و ذكرى. و إن عادت بنا اللحظات الى ذلك المساء البارد، لسامحتها على كل شىء كما كنت أفعل دائماً. أجل أنا غبى كما يزعم الجميع. لعبت بى كثيراً، لكنى وحدى أعلم أنها كانت تحبنى ولو أنها الأن هنا لفتدنى بنفسها. كيف أقتلها و أنا الذى كنت أهش عنها الذباب فى كل لحظة، أصارع جميع أهل الكون ولا أهمس فى اذنها بأنها مخطئة. مخطئة فى حق نفسها و طفليها. كانت تحبنى و لا تعتبرنى . كانت ترانى فقيراً، غبياً، أحياناً كثيرة طفلاً بقلب كبير. فى وجودى كنت كل شىء، و فى غيابى الكل يحكى ما لا يحصى من الحكايات. كيف كانت ضحكاتها المجلحلة تملأ الحى فى غيابى. تبذلها بسخاء لكل عابر سبيل و مقيم.
أجل هددتها بالقتل مرات كثيرة فقط لتترك ما كانت عليه. لم أستطع أن أطلقها لأجل أطفالنا، لأجل صلة القرابة، و لأجلى أنا . إنه الحب، أن صح أن نسمى به الذى كان بيننا.
لكم تخاصمت مع إخوانى الذين لم يكن يرضيهم ما كانت عليه، كنت أكبر أخوتى الستة. كنت أقل من الجميع فى كل شىء إبتداء بالتعليم و إنتهاء بالشكل. لم يحبنى أحد فى هذه الدنيا غير نعيمة و لذلك لم أبخل عليها بالغفران.فى ظنى أننى لم أكن أغفر لها و لكنى كنت أتجاوز عن أخطاءها. فهى كانت ولا زالت كل شىء فى حياتى. كانت تهزمنى عندما تنظر فى عينيى متحدية حين نختلف. فأهرب الى زجاجة الشراب وأعود فى آخر الليل كائناً آخر متوحشاً، قاسياً، محباً، عطوفاً، و لكنها كانت تعرف كيف تعاملنى فى كل الأحوال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة