|
Re: إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) (Re: Abuzar Omer)
|
منتصر تأخر كثيراً فى سيره نحو الإعتدال، و لكنه فجأة طلب أن يعلم شىء من أمور دينه. من لايحسن الصلاة مثله عليه أن يستدبر الموت ولكنها القضبان تملأ عليه الكون تستقبله حين يستدبرها و تستقبله بعناد أكبر حين يسلم للمشيئة.
الشيخ تتهلل أساريره ويبدأ العمل بدأب فيخلص فى تحفيظ الكتاب و تمتد جسور المودة بينه وبين المحكوم و يسود الصفاء. بساط الأيام مبذول فى يسر، الوقت براح يجيز بطء التعلم. يعاود البائس الى موجات تمرده بحدة أقل فيضطر الشيخ الى سماعه. و لكن هذا الشيخ المتحجر لا تحركه أكاذيب القضبان كما يسميها هو، فتكون محاولاتهم كصراخ داخل بئر عميق فى قلب صحراء لا متناهية، كلما ذادت حدة الصراخ تضخمت موجات الصدى و تفاقم عبثها فى جهاز تحكم البائس فيكون سبباً لتعجيل مرحلة الإنكسار فترج إعتداله، و يمضى الى الدموع بشهوة لا تحدها حدود. بكاء صامت، و دموع جارفة. الشيخ لا يمل الإستماع لكنه لا يتكلم الإ إذا تعلق الأمر بمسألة تقرب الفرد الى ربه، فالأوان أوان الله.
أنا ياسيدى لم أقتل زوجتى، أنا أحبها من كل قلبى، أحبها الأن أكثر وهى تدفع بى الى الموت وتترك سعدى و ذكرى الى هذا الكون الجائر القاسى بلا ستر أو غطاء.
|
|
|
|
|
|