|
(عبد الباسط) كوارث ..
|
(1)
(عبد الباسط) رجل كارثة بحق وحقيق .. هو كارثة في مسلكه .. وكارثةٌ كبرى حين يعاقر الخمر وما أكثر ما يعاقرها وتعقره .. - يا (عبد الباسط) ياخ ما تودينا جبرة نمشي نعزي (عثمان) في وفاة أخوه .. - يا جماعة إنتو شفقانين مالكم؟ ما تخلوها تصبح شوية .. أقول ليكم حاجة يلاّ وإنت يا (صالح) أركب معاي قدام .. *** عم (علي) –واحد تاني ما بياع الزيت- رجل بسيط طاعن في السن ..اتخذ من عربة الباسطة، والتي يدفعها أمامه وسيلةً للرزق .. كعادته دفع عربته أمامه كمن يدفع همومه، بعد أن اشترى الباسطة من المخبز القابع تحت كبري الحرية.. راسماً متطلبات أسرته العديدة آملاً في رزقٍ وفير .. قطع عم (علي) شارع الحرية باتجاه حي (باريس) في ذات التوقيت الذي دلف فيه (عبد الباسط) كوارث إلى الشارع بسرعة جنونية ليفاجأ به .. ضغط (عبد الباسط) مكابح سيارته بقوة ليجدها لا تعمل .. صاح بعض السيارة: أعمل حسابك يا حاج .. يا حاااااااج .. القدر السعيد أنقذ عم علي من موت محقق إذ قفز قفزةً لا تتناسب وسنه متمسكاً بالروح العزيزة .. إلا أن عربته لم تكن بذات القدر من الحظ .. داخل السيارة وعندما أكتشف (عبد الباسط) أن مكابح سيارته معطلة التفت لـ (صالح) قائلاً بخُبث: - حصل ليك حادث قبل كده؟ ببراءة أجاب (صالح) قائلاً: لا .. - طيب هاك واحد .. كان الارتطام مروعاً وتناثرت أشلاء الباسطة في كل مكان .. وعلى الرصيف المقابل جلس عم (علي) مذهولاً غير مصدقٍ لنجاته ، ناظراً في ذات الوقت لبقايا عربته المحطة .. في صمتٍ سالت دموعه .. فقد كانت عشرة عمر .. وقد كانت مورد رزق ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|