عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 08:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الممثلة تماضر شيخ الدين جبريل(Tumadir)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2004, 10:55 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى (Re: Tumadir)

    نوافذ مفتوحة
    ـــــــــــــ
    الفنان المسرحي المتميز الرشيد احمد عيسي
    بين حرفة تخزين التفاصيل وبين التوهج الدرامي 4
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هي تلك الألفة يمنحها وبكرم فياض للاماكن ، للاوقات المنسية والغارقة في تفاصيل الملل ، للاشياء التي تخصه و تخصنا ، للصباحات الباردة الانفاس ، للمساءات التي تجرجر اذيال الانكسارات ، للنهارات المقبحة بافعال المتمسرحيين و لغوهم اللزج المتناثر والمبعثر علي بوفيه المسرح القومي ،كافتيريا الاذاعة ، كافتيريا التلفزيون ، الازقة التي تربط بين الحيشان الثلاثة ، داخل استديوهات الاذاعة ، في مكاتب موظفي التلفزيون اصحاب العاهات الدرامية القاتلة ، تحت اشجار الفنون الشعبية ، هي تلك ألفته الحميمة ،هي تلك الضجة التي يحتفي بها المكان الذي صدف و تواجد فيه ، له ذلك الحضور الكثيف وكأنه يمنح ايقاعه الصاخب الممراح و يدسه في تفاصيل حركة الكون ، يختلف المكان الذي هو فيه عن المكان الذي هو غائب عنه ، يفتقد الزمن طعمه ويتغير مذاقه بقياس حضوره فيه و غيابه عنه ، بين هذا و ذاك تبحث عنه العيون الصديقة و تلك التي له معها خلاف ولكنه خارج مفهوم الجفوة ، هو متفق عليه من الجميع ، الذين لهم معه علائق من الود والمحبة والذين يحسدونه علي قدراته و جديته و روحه الوثابة نحو الحق والخير والجمال.
    مساء كئيب ذلك الذي كنا قد فعلنا فيه كل شئ يخلصنا من الكأبة والضجر ، في حوش منزلنا بالجميعاب ، تحت شجرة النبق تلك التي تتباهي بزوج من القماري واستقبلت هذا المساء بضجة عذبة من العصافير التي تعودت ان تهجع اليها ، رششنا الحوش ، كان معي الصديق قاسم ابوزيد ، كنا نجهز وقتها لمسرحية ـ امبراطورية الجداد ـ، تنقلنا بين الاغنيات التي يبثها جهاز الكاسيت ولكنه الضجر لازال قائما وكأنه يمارس خلوده فينا ، ثرثرنا ، تناثرنا واخيرا عرفنا ان غيابه وحده عنا في هذا المساء هو الذي اورثنا هذه الكأبة وهذا الضجر ، حدثني قاسم ابوزيد و بحرفة مخرج يعرف مواقع التحولات الدرامية وحالما بالخروج من هذا الخط الدرامي الممل ، حدثني قال ـ ,, تعرف بس الرشيد ، الرشيد لما يجيء حيرفع الايقاع ،،
    تحالفنا مع هذه الفكرة ، فكرة انتظاره ، انتظار الرشيد احمد عيسي ، انتظرناه كانتظار المخلص ، ومن بين نسيج ذلك الانتظار تبادلنا عبارات مكررة و مملة ، تري ما الذي يفعله الرشيد احمد عيسي بوجوده فينا ؟ ، انه وحده من يملك ان يخلصنا من الكأبة والضجر ، من الجمود والملل ، انتظرنا ، بدأنا نتخلص رويدا رويدا من احاسيس المتبلدة ، تهيأنا لقدوم الرشيد الصاخب الممراح ،علقنا انتظارنا علي حبال الترقب ، زحزحنا قليلا تفاصيل الكأبة والضجر عن احاديثنا ، هيأنا لقدومه الضحكات واحتمالات الصخب ، كان الباب الخارجي مواربا وايضا كانت ابوابنا الداخلية مواربة و متلهفة لقدومه الاليف الصاخب المرح ، ومن بين العتمة جاءنا منسلخا من حيويته وصخبه ، جاءنا بخطوات باردة ،عادة ما تكون خطوات الرشيد احمد عيسي واضحة الملامح ، تتبدل الاماكن والازمان و الاشياءو احاديث الاصدقاء بمجرد ان تجادلها خطواته ،جاءنا في ذلك المساء هامدا ،متعبا ،محمر العينين من اثر بكاء صامت ، صدمنا ، نحن الذين كنا نتوقع ان ننتصر علي الكأبة والضجر بقدومه ، ارتمي علي السرير المهتوك الكرش و اعلن اعتزاله للتمثيل ، هكذا الرشيد احمد عيسي يعلن اعتزاله للتمثيل؛؛؛؛ ، يعلن التخلي عن نبضات روحه ،عن مشروعية وجوده في العالم ، واحتد بنا النقاش حتي اشتبكنا ثلاثتنا في عراك ، كان عراكا حميما انتهي بنا الي بكاءمتشنج طويل فكان ان استقام بيننا ذلك الليل وعادت الي الرشيد روحه المرحة الصخابةو عرفنا انه جاءنا يحمل معه جرحا طفيفا من اثر خصام سريالي مع الحبيبة ، هكذا دائما الرشيد لايحتمل خصومات الحبيبة .
    هذا المكتوب اعلاه جزء من مفكرة كتبتها و نشرت في جريدة الخرطوم ايام كانت تصدر بالقاهرة تحت عنوان ـ الرشيد احمد عيسي ، الايقاع الصاخب الممراح ـ نشرت يوم الاحد 28 مايو 2000م ، وكنت قد كتبتها تحت تأثير خبر وصلني عن هجرة الرشيد الي السعودية وكنت اتحسس بشفقة كثيفة ابتعاد الرشيد عن خشبة المسرح والدراما الاذاعية والتلفزيونية ـ،، اكتب هذه المفكرة عن الصديق الحميم والشريك الاليف الرشيد احمد عيسي متأثرا بخبر يقول انه غادر السودان الي السعودية تاركا وراءه الفته مع الدراما في السودان ، هي واحدة من تلك الخسارات ، دراما الاذاعة تفتقد هذا الصوت المرن المتمكن والذي اضاف الي هذا النوع من الدراما ملمحا متميزا في الاداء ، الدراما التلفزيونية ثابر فيها الرشيد وجاهد بروح ممثل متميز الامكانات ، هو واحد من اهم الممثلين الذين تخلوا عن اسلوب الاداء المسرحي في التلفزيون وراكم خبرة متأملة في كيفية التمثيل للتلفزيون ، للرشيد احمد عيسي عمل سينمائي مع المخرج المتميز الاستاذ ابراهيم شداد فاز بجائزة النقاد في مهرجان عالمي بكالفورنيا للافلام القصيرة ، الفيلم بعنوان ـ انسان ـ و من تعامله مع ابراهيم شداد تعلم الرشيد حرفة التمثيل للسينما ومن ثم التلفزيون ،،
    وهانذا اواصل فتح النوافذ بيني وبين الرشيد احمد عيسي، هو في الخبر بالسعودية وانا هنا في كندا وكلانا في حالة ذلك الفقد المرير لممارسة فنون الدراما.
    يقول الرشيد احمد عيسي ـ ،، عندما دخلت المعهد كانت عيني علي المسرح القومي فنحن ناس اقاليم ، الايمان بقدراتنا عالي جدا وشعورنا بالتفوق علي المركز ـ الخرطوم ـ كان حقيقيا ، فنحن في الدورات المسرحية نحصد كل الميداليات ونشوة الانتصار علي الخرطوم لها مذاق خاص و ممتع ، لكني كنت اقدر تماما مرحلة الاعداد المعرفي و اعلم ان الفرص حتما ستحين و بقوة ، و جاءت الفرصة ـ مسرحية التحدي ـ لخطاب حسن احمد و من اخراجك ، الا تعتقد انه كان تحديا حقيقيا لجيلنا ؟ ، تأكد لي ذلك حين انسحب الاستاذ مكي سنادة والاستاذ عثمان جمال الدين وتعرت اشياء كثيرة ، كنا نحتاج ان نقدم انفسنا بهذا التحدي والذي كشف الكثير من الضعف في الرؤية والتخطيط في ادارة شئون الحياة المسرحية ، وانت تدير هذا الصراع و تمسك بخيوط هذه اللعبة كنت انا في تحدي اخر يحمل في باطنه كل احلام زملائي المسرحيين في مدينة عطبرة ، كنت ممثلهم في مسرحيتك و كنت مطالب بالتفوق علي نفسي و علي زملائي وانا بعد خريج جديدممتلئ حماس و حيوية و اصرار و رغبة وحلم ، من هنا كنا نتعامل مع المسرح القومي الذي يفترض ان تكون له رؤية متميزة في ادارة شئون الحياة المسرحية في السودان باخلاص و صدق ورؤية و مفهوم قومي حقيقي ولكن كل شئ كان غائبا عن مفهوم المسرح القومي ، كان عبارة عن خشبة مسرح عارية من الفكر والتخطيط ، يتنافس فيه عدد من الموظفين اصحاب احلام صغيرة لذا صغرت الفكرة وتضاءلت حتي اصبحت لاشئ ، انا اخجل كثيرا لهولاء الذين كانوا يديرون هذا المكان المقدس ،لم يستطيعوا ان يبنوا له اساسا متينا و خططا و لا توثيقا ، لاشئ ، حركة مسرحية بلا مستقبل ،كانوا يقدمون مسرح لايحلم بالمستقبل ، كل شئ كان يحتاج لاعادة بناءو تخطيط ، الا توافقني ان كل الجهود ذهبت هباء ؟ ، اتمني ان تكون كل الاشياء بحوزتك ، ما يخص التوثيق ، صور و مقالات ، فانت يا صديقي ذاكرتنا المتقدة ، الحركة المسرحية السودانية لا يوجد بها مفكرين ، لا نقاد ، لا باحثين ، ماذا كان يفعل هولاء الناس ؟ ، لماذا لم يتحاوروا مع الحركات المسرحية في البلدان العربية والافريقية ؟ ، هناك عدم ثقة في ذواتنا و قدراتنا ، ماهذا الضعف الذي يعتري المبدع السوداني ؟ ، ازمة فكر و ثقافة ام ماذا ؟ ، لماذا لا يسأل المبدع هذه الاسئلة المقلقة؟ ، اين نقف من العالم؟ ، ما نحن؟ ، ماذانريد ؟ ، ما هي رؤيتنا لانفسنا وللعالم ؟ ، صدقني يا يحيي عندما اعود للوراءواتذكر كل تجاربنا اجدني واجد اصدقائي شركائي افذاذا عظام مع ما يقدم الان من مهازل و نكوص وارتداد ، لقد ادركت لماذا نحن ماضويون ، نحن يا صديقي شعوب ماضوية ،مهزومة ، تعيسة ، نرفض اعمال الفكر والعقل ، تهزمنا العاطفة الفجة ، معدومي الارادة ، قصيري النفس والنظر ، لا نفكر في المستقبل ، انا لست مهزوما يا صديقي لكني حين اتذكر حال المبدع السوداني و ماآل اليه الحال و ما جناه علي ذاته بسبب ضعفه وقلة حيلته ، كذلك كنا نحن ايضا ندور في نفس الدائرة ، لم نستطع فكاكا منها ولم نحاول نجد حلولا حقيقية ، تفرقنا وكل منا ذهب الي حاله ، انا لا اريد ان احمل ضعفي للأخرين ،خاصة الرواد ، لان ما قدموه في تلك الظروف الاجتماعية القاهرة والمتخلفة كان كثيرا و مدهشا يكفيهم ما اثمر من مبادرتهم ، انا منحاز اليهم بقوة ولي مشروع سانجزه مهما طال الزمن ، المشروع كتاب بعنوان ـ الكتابة بالروح والجسد ـ و هو دراسة في الاداء التمثيلي للفاضل سعيد ، محاولة مني في تكريم هذا النفر المعطاء ممثلا في استاذي الجليل الفاضل سعيد ـ اطال الله في عمره ـ نحن في حاجة مأسة للكتابة عن تاريخ المسرح في السودان ، ليست كتابة سردية ولكن تناول هذه الظواهر الهامة بشئ من الفكر والتحليل المنهجي ، هذاما ينقص الحياة المسرحية ، نحن يا صديقي لابد ان نضع هذه اللبنات .
    الاسئلة التي تقلقني الان ، كيف نصنع حركة مسرحية معأفاة ؟ ، السؤال الذي يؤرقني بعد عودتي ، من اين ابدأ؟ ، مع من ابدأ؟ ، الان هناك شتاتا عنيفا في الداخل والخارج ، ما نحلم به بعيد المنال ، ان المسألة اصبحت اكل عيش ، في كثير من الاحيان افكر في الابتعاد نهائيا ، ان الانقاذ استطاعت ان تسحق كل شئ جميل ، حتي انها فرغت الكل من الفكر ، حولت الفن في مرحلة ما الي واعظ اخلاقي بليد واحيانا اخري الي تهريج يقوم به افراد وفرق مثل الهيلاهوب و غيرها من فرق المهرجين التي انتشرت في انحاء الوطن المختلفة ، تخيل يا يحيي خريج يحكي نكتة ، يؤدي منلوج ، نكوص خطير وارتداد في الكوميديا لايحتمل ، ظاهرة معقدة ، لذلك تجد محمد عبد الرحيم قرني قد انزوي في الدراما الاذاعية و قاسم ابوزيد تحول للتلفزيون وبقية الشباب تماهوا مع السائد ، اذا تحدثت عن الفكر يقولون لك ـ،، ده مرتاح عشان مشي السعودية ، ما عارف حاجه ،، ، تخيل الانحطاط ، كأني كنت قبل ذلك متماهيا معهم ، تخيل ان تختزل كل قدراتك الهائلة في نكتة او منلوج في فندق في رمضان تضحك الناس وهم يتناولون الافطار ، خفيف علي خفيف ، كنت اود ان اكتب لك عن كل شئ بالتفاصيل المملة ولكن هذه الظواهر لاتستحق التطرق اليها ، ستذهب حتما الي مزبلة تاريخ الفنون في السودان .
    ما قدمناه في كل مجالات الدراما المختلفة من اذاعة و مسرح علي وجه الخصوص كان عظيما وانت تدري يا اخي ان نهاية الثمانينات و بداية التسعينات رغم الانقاذ قدمنا في الاذعة دراما راقية و رفيعة المستوي في البرنامج الثاني ، برنامج ـ فضاءات ـ و المسرحيات العالمية ، كان زخما مميزا تم اعتسافه من قبل الاسلاميين بدعوة انه خلية شيوعيين ،البرنامج العام ، المسلسلات والبرامج المختلفة ،كانت الاذاعة و لازالت هي الافضل لان تاريخها وارثهاوالقائمين علي امرها حرصوا علي استمرارها كما ان جمهور دراما الراديو في انحاء السودان المختلفة حريصون علي استمرارها ويشكلون ضغوطا هائلة علي القائمين بامرها ، تخيل هذه السلطة التي اسسها المبدعون ،ذلك يعني انه اذا كانت هناك جدية يمكن ان يشكل المسرح سلطته التي يفرضها من خلال الجمهور
    وكذلك التلفزيون ولكن ضعاف النفوس والاحلام والفكر وقفوا حجر عثرة ، فازت دراما الاذاعة في مهرجان الاذاعة والتلفزيون بالقاهرة بالجائزة الاولي بعمل الطيب صالح ـ دومة ود حامد ـ اعداد مصعب الصاوي واخراج ابوبكر الهادي ، قرني و عبد الحكيم عامر و آخرين كانوا ابطال هذا العمل ، تعلمنا من الاذاعة الكثير خاصة تقنية و تكنيك الصوت واشياء اخري ، وجدنا في الاذاعة روادا افذاذ اكتسبنا منهم خبرات لا بأس بها ، عوض صديق ـ رحمه الله ـ ، محمد خيري احمد ، حاكم سلمان ، عثمان الشايقي وأخرين ، الاذاعة بمثابة البيت الكبير ،ولا انسي هولاء الافذاذ الذين اكتسبنا منهم خبرات و مواقف ، عبدالرحمن الشبلي ، حسبو محمد عبدالله ، رابحة محمد محمود وبلقيس عوض ،ولكن مع التحديث بدأت اشياءكثيرة تفقد ، برامج و مسلسلات ، الاذاعة المكان الوحيد الذي يوثق بدأ يفقد كنوزه الثمينة ، انهم يضيعون تاريخ الشعب السوداني الثقافي الاجتماعي الابداعي ، ماذا نحن فاعلون يا صديقي ؟
    التلفزيون هو الابن الشرعي للسينما ،ورث كل تقنياتها والان ورث حتي جمهورها و كل شئ ، نحن في السودان لم نتعامل مع هذه القضية ولم نفهمها جيدا خاصة اننا لم تكن لدينا سينما كالمصريين الذين استفادوا من تماسهم مع الاروبيين فالتقطوا هذه التقنية مبكرا في مطلع العشرينات من القرن الماضي لذا تجد الممثل يتعامل مع الكاميرا بعلاقة حميمةمعها فهو تلقائي لا يظهر انه يمثل و كذلك باقي التقنيات و كتابة السيناريو ، هذه خبرات تتراكم عبرالزمن و الممارسة ، فالمقارنة اصلا مع االمصريين منتفية ، فنحن بدائيين يا صديقي ، في اول السلم بالاضافة الي ان المخرجين في التلفزيون فاشلون ، اننا لم ندرس الاخراج التلفزيوني كما ينبغي ،كان مجرد مادة مساعدة غير ذات اهمية ، فنحن نتطاول علي هذه الوظيفة الابداعية و نتعامل معها بكثير من الاستخفاف ، ان هذا العصر هو عصر التلفزيون ، بدأنا تجربتنا الاولي في الانتاج بالبرنامج الدرامي ـ ناس وناس ـ وكانت لدينا خطط وبرامج واحلام كبيرة ، انا و قرني واصطحبنا معنا طلابنا الذين كنا نعتقد انهم ورثتنا و بدأت اولي خلافاتنا مع المخرج مجدي النور وكنت اعتقد ان الخلافات امر صحي للغاية وهي مبعث امل في هذا الجيل ولكن تحولت الي شئ غريب مريب ، انتهت التجربة بحلوها و مرها وقدمت انجازا اوليا رائعا و لكن بقي في النفوس شيئا ، قررنا انا و قرني ان نؤسس لمكتب فني يكون نواة لشركة مع الابتعاد عن العاطفة النبيلة لطلابنا وان نتعامل معهم كأي منتج ، اختلط عليهم الفهم رغم ان تعاملنا المالي كان متميزا و كنا نضع في تقاليد جديدة و لكن انت تعلم ان الحركة الفنية بها ما بها من امراض فالكثيرون لا يريدون استمرارنا فتوقفت التجربة وبدأنا في الاعداد لمشاريع ضخمة و كبيرة من شركة انتاج و مسلسل ـ المصارع ـ و سلسلة افلام تلفزيونية و لكن حدثت لي مشكلة والتي تتعلق بمسرحية ـ يا نحن ياهم ـ تأليف عادل ابراهيم محمد خير واخراج قاسم ابوزيد ، هذه اخر تجربة لي في المسرح مع الصديق قاسم ابوزيد ، كانت التجربة انتاج ذاتي ، محاولة منا للاستمرار في العطاء المسرحي ، كنت انا مديرا للانتاج و معي نبيل متوكل و بلقيس عوض وابوبكر الهادي و تعمل معنا سمية عبداللطيف بأجر عالي جدا ، فشلت التجربة ماديا في الخرطوم و بدأنا نفكر في تمويل الاقاليم ، ساهم قاسم ابوزيد مع صديق له في تمويل التجربة و كتبت انا عقدا مع هذا الشخص ، فاتني ان اذكر انني دفعت اجري عن مسلسل ـ اخر قطار ـ للتلفزيون كاجر للاعلانات ، لان المنتج صديق قاسم كان سيذهب للسجن فكان لابد من رد الوفاء فدفعت اجري و قام الزملاء بتسديد هذا الاجر بعد التمويل ، يعني طاقية دا في رأسك داك ، فشلت التجربة ايضا في الاقاليم رغم ان التجربة سددت نصف المبلغ للممول و دفعت لسمية عبد اللطيف اجور متأخرة قرابة المليون جنيه ، كنت اسددها بيدي و اولادنا في الخرطوم جوعي ، فشلت التجربة في كسلا ، حتي عودتنا الي الخرطوم دفعها تلفزيون كسلا وعدنا و علينا ديون لهذا المنتج عبارة عن75 الف جنيه اضافة لاتفاق يقضي بمنحه 70 الف جنيه عن كل عرض و عندما عجزنا عن الدفع رفع علينا قضية مدنية اطرافها قاسم ابويد ، ابوبكر الهادي و شخصي الضعيف ، كان المحامي أبو الذي انسحب من القضية بحجة ان قاسم كذب عليه لانه قرر ان يعمل تسوية مع المنتج الذي رفع علينا قضية بمبلغ 5 مليون جنيه ، كان قاسم قد وعد المحامي أبو بانه سيوفر مليون جنيه ، طبعا المنتج لم يكن لديه علينا الا هذا المبلغ 70 الف جنيه ولكن القضاء السوداني اغريب العجيب ، كنت اناوالاخ ابوبكر الهادي الموقعين علي تلك الورقة التي تمنح هذا الممول 70 الف جنيه عن كل عرض و حكمت المحكمة بدفع مليونين ونصف واستأنفنا و شطب االاستئناف في ظروف غامضة و اصدرت القاضية امر قبض علي شخصي ابوبكر الهادي و تم اعتقالي من استقبال الاذاعة ، كان مشهدا غريبا ، غريبا للغاية ، اثنين من المباحث معهم الممول ، اخذوني للقاضية التي قالت ـ ،، تدفع و لا ادخلك السجن ،،ـ ، قلت لها امنحيني فقط 24 ساعة ، رفض الممول وقال هو لا يوافق ، دخلت حراسة الاوسط والساعة الثالثة ظهرا اخذونا الي سجن امدرمان و هناك بدأت المهزلة والضرب وحلاقة صلعه ثم الفيش والشرطي نظر الي وقال لي ـ ،، اي يا استاذ ، حرام ،، ـ ، في اليوم التالي رحلنا الي سجن كوبر ووجدت ايضا الباحث الاجتماعي الذي كان مندهشا ـ ،، يا استاذ ، معقول ؟ مالك ، انشاء الله خير ،، ـ وادخلني مكتب الباحثات وايضا بدت الدهشة عليهم ، كان شيئا غريبا لهم ، ممثل في السجن ليس لدور يؤديه انما هذه المرة مدان ، تجربة السجن يا عزيزي طويلة و فريدة وثرية ولازالت في طور التخمير و سيكون لنا حديث طويل ، طويل جدا حولها ، المهم في أخر لامر ان الاخ علي مهدي دفع المليونين ونصف و خرجت من السجن لاجد في انتظاري فيزا للسعودية ، قررت ان انحاز لاحلام اطفالي و زوجتي انحيازا مطلق ، رغم انها احلام سراب لانهم بعيدين عني ، ما اقسي ان يكبر اطفالك وتغيب عنك تفاصيل نموهم ،، ـ
    و هنا تقفز من ذاكرتي لوحة فيها الكثيف من الجدل مع حديث الرشيد عن اطفاله و هو يفتقد تفاصيل نموهم ، صباح من صباحات الجميعاب ، يوقظنا قاسم ابوزيد و هو يتهزهز علي السرير الذي يستجيب لتلك الهزهزة بصوت سكسكا ويكون صوت سكسكة السرير خلفية موسيقية كي يعلن قاسم ابو زيد عن بداية اليوم منتحلا صوتا اذاعيا كي يقول ـ ،، صباح الخير امبده ،،
    ليدخل الرشيد احمد عيسي المسمع مغنيا بصوت مترع بامنيات عازب عاشق مستعد ان يهرول متهورا نحو الزواج ،كان الرشيد يغني دائما في صباحات الجميعاب
    ـ ،، لما باكر يا حليوه
    لما اولادنا السمر
    يبقوا افراحنا
    البنمسح بيها
    احزان الزمن ،،ـ
    و لا تزال النوافذ مفتوحة للرشيد احمد عيسي
                  

العنوان الكاتب Date
عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:47 AM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:50 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:52 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:53 AM
        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:55 AM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 10:58 AM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى samo11-10-04, 10:59 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Abo Amna11-10-04, 11:06 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-10-04, 11:06 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-11-04, 12:10 PM
        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-14-04, 05:06 AM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Yahya Fadlalla11-14-04, 11:48 AM
            Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-14-04, 11:58 AM
              Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-16-04, 03:03 AM
                Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-16-04, 04:11 AM
                  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-16-04, 04:42 AM
                    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى nazar hussien11-16-04, 06:40 AM
                      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى omer almahi11-16-04, 11:21 AM
                        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى معتصم ود الجمام11-17-04, 02:15 PM
                          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Abdel Aati11-20-04, 03:39 PM
                            Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى ود شندي11-20-04, 11:11 PM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى samwal ebrahiem11-21-04, 02:37 AM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-21-04, 03:46 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Yahya Fadlalla11-23-04, 11:15 AM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Walid Safwat11-23-04, 02:32 PM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir11-24-04, 00:13 AM
      Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى منعمشوف11-26-04, 09:35 AM
        Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى منعمشوف11-26-04, 09:48 AM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى عشة بت فاطنة11-27-04, 12:44 PM
          Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى تراث11-27-04, 01:50 PM
            Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Tumadir12-07-04, 01:40 PM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Salah Yousif12-07-04, 07:35 PM
    Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى munswor almophtah12-08-04, 08:00 PM
  Re: عيدية مسرح: يحى فضل الله يحاور الرشيد احمد عيسى Yasir Elsharif12-09-04, 01:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de