|
Re: مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3 (Re: Tanash)
|
ثم يواصل "مانديلا" رحلته التاريخية, فيمر بعدد من الدول الأفريقية ملتقيا بالسياسيين والزعماء والمشاهير الذين قدموا له الدعم المالي و العسكري, ويصل فى رحلته هذه حتى "لندن", و يلتقي هناك برئيس تحرير "الاوبزيرفر" و قادة حزب العمال والحزب الليبرالي. و هناك خاض نقاش طويل مع "يوسف دادو" عضو "المؤتمر الهندي الجنوب إفريقي" و ممثل "المؤتمر الوطني الأفريقي" فى "لندن". إن "المؤتمر الوطني الأفريقي", كما يراه "مانديلا", عبارة عن مظلة تسع كل من يعمل للقضاء على النظام العنصرى. بغض النظر عن توجهاتهم السياسية و ألوانهم و أجناسهم. و لكن خلال رحلة "مانديلا" و "أوليفر" فى الدول الأفريقية, كانوا يواجهون بعقبة تتكرر باستمرار أمامهم, و هي كما يقول "مانديلا": ( .. ظل زعيم تلو زعيم أفريقي يطرح علينا السؤال حول علاقتنا مع "البيض" والهنود والشيوعيين, و أحيانا يفترضون أن أولئك يوجهون دفة سياسة "المؤتمر الوطني الأفريقي". إن سياستنا فى "المؤتمر الوطني الأفريقي" التي تدعو الى "اللاعنصرية" اللونية, ما كانت لتشكل عقبة بهذه الصورة ما لم يوجد "المؤتمر القومي الأفريقي" بشكله هذا المعبر بوضوح عن معاداة "البيض". ففي كل الدول الأفريقية كان معظم القادة الأفارقة يتفهمون وجهة نظر "المؤتمر القومي" بصورة أفضل من وجهة نظر "المؤتمر الوطني". لقد ناقش "أوليفر تامبو" هذا الموضوع مع "يوسف دادو" الذي لم يرحب بالنتائج التي توصل إليها "تامبو", والتي تقتضي أن يبدو "المؤتمر الوطني الأفريقي" أكثر استقلالية, و أن يتخذ منفردا خطوات معينة بدون مشاركة حلفائه الآخرين. وقد أيدته على رأيه هذا ). ( .. وقضيت ليلتي الأخيرة فى "لندن" أناقش هذه القضايا مع "يوسف دادو". أوضحت له أننا الآن بدأنا الكفاح المسلح, وسنعتمد على الشعوب الأفريقية فى تقديم المال والتدريب الدعم, لذلك علينا أن نضع فى الاعتبار وجهة نظرهم أكثر مما كان عليه الحال فى الماضي. اعتبر "يوسف" أننا بهذه الصورة نقوم بتغيير سياسة "المؤتمر الوطني الأفريقي", وأننا نسعى لمقاطعة سياسة "اللاعنصرية" التي تشكل حجر الزاوية فى "ميثاق الحرية" , الموقع من طرف "المؤتمر الوطني الأفريقي, والمؤتمر الهندي الجنوب أفريقي, و مؤتمر الملونين الجنوب أفريقيين, والحزب الشيوعي, والديمقراطيين (البيض), والاتحادات العمالية والتجارية ". فقلت له أنه مخطئ, إذ أننا لا نرفض "اللاعنصرية", و إنما ببساطة نقول أن "المؤتمر الوطني الأفريقي" يجب أن يعتمد بصورة أكبر على نفسه, و أن تكون له مقرراته و مواقفه المعلنة التي لا يكون حلفاء "المؤتمر" طرف فيها. ففي كثير من الأحيان يصدر "المؤتمر الوطني الأفريقي" و "المؤتمر الهندي" و "مؤتمر الملونين" تقارير مضمن فيها آراء كل هذه التنظيمات فى موضوع يخص و يتأثر به الأفارقة فقط, وهذا يجب أن يتغير. "يوسف" لم يكن سعيدا بذلك, و أخذ يكرر على السؤال: "ماذا عن النهج السياسي ؟". قلت له: إنني لا أتحدث عن النهج السياسي, و إنما أتحدث عن الشكل و الصورة, بمعنى سنستمر فى العمل معا, فقط يجب أن يبدو "المؤتمر الوطني الأفريقي" فى المقدمة وسط حلفائه المتساوين ..).
BLACKS should be the First among equals
|
|
|
|
|
|